قال المبعوث الصيني الخاص إلى منطقة الشرق الأوسط السفير وو سي كه ، إن مساعي الولاياتالمتحدة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية جيدة لكنها لم ترق بعد إلى الجهود التي بذلت لإبرام اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل عام 1978، مضيفا أن مفاوضات السلام الفلسطينية - الإسرائيلية مثل "صعود الجبل" . وأضاف وو سي كه - في تصريحات له اليوم - أن الولاياتالمتحدة ، بصفتها الراعي الرئيسي لمحادثات السلام ، بذلت جهودا جيدة لإدراكها الأهمية الاستراتيجية التي تنطوي عليها القضية الفلسطينية بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره ، وأثني على جهود وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في هذا الصدد، إذ زار الأخير منطقة الشرق الأوسط أكثر من عشر مرات منذ توليه المنصب في مسعى لدفع القضية، بيد أن هذه الجهود الإدارة الأمريكية لم ترق بعد إلى ما بذل لإبرام اتفاقية كامب ديفيد . وأوضح المبعوث الصيني أن "واشنطن تحتاج إلى استدعاء روح كامب ديفيد من أجل حلحلة القضية الفلسطينية عن طريق بذل جهود لا تقتصر فقط على الزيارات وتشتمل على قوى أخرى ، وبخاصة الأممالمتحدة ، من أجل إعطاء مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي دفعة قوية". وأعرب السفير وو سي كه ، والذي زار فلسطين وإسرائيل في مارس الماضي ، عن أسفه لتعثر المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية ، التي استؤنفت في يوليو 2013 ، بسبب "حالة الجمود التي تشوب السياسات الداخلية للجانبين ، إذ تتمسك السلطة الفلسطينية بالإفراج عن الأسرى بهدف زيادة الدعم الشعبي في ظل عدم توصل المفاوضات إلى أية نتيجة ، فيما يلعب النفوذ الكبير لأحزاب اليمين دورا كبيرا في السياسات الإسرائيلية وبخاصة فيما يتعلق بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين". وأكد المبعوث الصيني أن " الصين تسعى بجد إلى دفع مفاوضات السلام وتأمل مواصلة المحادثات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي" .. مشيرا إلى أن المفاوضات " مثل صعود الجبل ، فكلما صعدت إلى ارتفاع أكبر ، تزداد الصعوبات ، لكنك سوف تصل إلى القمة في نهاية المطاف". وشدد السفير وو سي كه مجددا على ثبات الموقف الصيني إزاء القضية الفلسطينية .. داعيا جميع الأطراف على العمل من أجل تجاوز الصعوبات ، وحث واشنطن على التزام الحيادية بصفتها الراعي الرئيسي ومراعاة اهتمامات ومصالح الجانبين ، والعمل على تعميق التفاهم بينهما ، ودفع الرغبة في مواصلة المفاوضات من أجل معالجة القضية. وحول ما يبدو من غموض مصير مفاوضات السلام الفلسطينية - الإسرائيلية ، دعا المبعوث الصيني الجانبين إلى عدم التخلي عن الرغبة في مواصلة المحادثات ، وحث المجتمع الدولي على تعزيز هذه الرغبة .. موضحا أن "عملية التفاوض طويلة وشاقة ، لكنها السبيل الوحيد لتقليص الخلافات من أجل التوصل إلى حل جذري لقضية الشرق الأوسط". يذكر أنه رغم الجهود التي تبذلها إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما فيما يتعلق بعملية السلام ، شهدت مفاوضات السلام الفلسطينية - الإسرائيلية انتكاسة على مدار الأيام الماضية إثر رفض إسرائيل الإفراج عن الدفعة الأخيرة من قدامى الأسرى الفلسطينيين ، وتصديق الرئيس الفلسطيني محمود عباس على انضمام فلسطين إلى 15 منظمة ومعاهدة دولية تابعة للأمم المتحدة ، وسط ترحيب من حركة المقاومة الفلسطينية (حماس). وفي أعقاب هذه التطورات ، اضطر كيري إلى إلغاء زيارته المقررة إلى رام الله ، وذلك بعدما اقترح خلا ل زيارته إسرائيل يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين ، عدم توجه الفلسطينيين إلى مؤسسات الأممالمتحدة وقبولهم تمديد المفاوضات مقابل إفراج إسرائيل عن الأسرى الفلسطينيين وتجميد البناء الاستيطاني ، على أن تطلق الولاياتالمتحدة سراح الجاسوس الإسرائيلي جوناثان بولارد في وقت لاحق.