أكد الروائي محمد العون أن سعادته لا توصف من ردود الأفعال التي تلقاها من النقاد ومن زملائه المبدعين عقب صدور روايته الجديدة ( ليلة التحرير ) .. فالرواية هي ليالي التحرير وليالي الثورة "ثورة 25 يناير المباركة"، وما شملته من أحداث وخضب ارض ميدانها من دماء الشهداء ، سوف نظل نتذكرهم ما حيينا ، وكذلك الأجيال القادمة ، وان ردود الفعل الجيدة ممن قرأ الرواية سواء من عايش نفس الليالي في التحرير أو من لم يعايشها وكان يتابع ما يدور في التحرير على أساس أنه كان لب وقلب الثورة النابض . انتظرنا لبعض الوقت حتى حضور بقية الزملاء ، بعضهم وصل بسيارات ملاكي تعاطف أصحابها معهم وأقلوهم ، تجمعنا في الساعة الواحدة إلا الربع ، وقفنا في ميدان عبد المنعم رياض تغطينا سحب الدخان بكثافة ، يبدو أن إطلاق القنابل المسيلة للدموع لم يتوقف خلال المدة التي غبناها ، بدأنا نشعر بحرقان العين وأخذت أنوفنا تسيل من جراء الدخان الحارق الذي يكوى فتحات الوجه ، لعن الله من اخترعه ومن استخدمه ، تبدى أمامنا ميدان التحرير كساحة حرب ، لم أر العربات المدرعة بهذه الكثافة من قبل ، يطلقون من مدافعها قذائف الدخان ومن فتحاتها الجانبية والعلوية يطلقون قنابل الدخان من البنادق ، توقفنا للحظات ثم سرنا على الرصيف لنصل إلى قلب الميدان ، اعتبرنا أن الحديقة التي تتوسطه هي مركز المقاومة الذي لا يجب أن يسقط ، لم يزل هناك بضع مئات يتصدون للشرطة ببسالة ، لكن جنود الأمن المركزي كانوا يطاردونهم بجنون وقد تلبستهم حالة أقرب للسعار يجرون في كل مكان ويضربون من يصادفهم كائناً من كان بقسوة مما جعل كافة المتظاهرين يتخلون عن شعار سلمية التظاهر مضطرين ويشتبكون معهم ويقذفونهم بالحجارة .. مشينا على الرصيف الذي يدور حول الميدان لننضم إلى الزملاء لكن شدة التدافع وحركة الكر والفر حالت بيننا وبين الوصول إلى قلب الميدان ، رأينا رجال الشرطة السرية الذين نعرفهم بأجسادهم البغالية الغليظة وسبق لنا التعامل معهم خلال السنوات الماضية وهم ينقضون على من تطوله أيديهم ويقذفون به إلى عربات الاعتقال. تلك كانت الأجواء والعالم الذي نسجه العون لراويته الجديد والتي تضاف إلى باقي أعماله الإبداعية حيث صدر له من قبل ، أربعة أعمال أدبية ما بين الرواية والمجموعة القصصية، وهي "الملك ينزل المدينة" وهى مجموعة قصصية، صدرت عن دار ميريت عام 2006، وأخرى بعنوان "خيانة الجسد" فى طبعة خاصة عام 2008، ورواية "مصير بيكاسو"، وصدرت عن دار الحضارة عام 2009، وأخرى بعنوان "مولانا" عن الدار نفسها عام 2010، وله تحت الطبع مجموعة قصصية ثالثة بعنوان "شذا عطرها" وسوف تصدر عن الحضارة.