اهتمت صحف دولة الإمارات العربية المتحدة وقطر الصادرة صباح اليوم في مقالاتها الافتتاحية بجولات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري التي أصبحت - حسب هذه الصحف - عديمة الجدوى والمحاولات الإسرائيلية الأمريكية لابتزاز السلطة الفلسطينية من خلال عرض تمديد المفاوضات للإفراج عن دفعة جديدة من الأسرى. فقالت صحيفة " الخليج " الإماراتية ، تحت عنوان " شريكان في لعبة واحدة " ، إن إسرائيل تمارس عملية ابتزاز واضحة الأهداف مع السلطة الفلسطينية من خلال مبادلة تمديد المفاوضات بدفعة جديدة من الأسرى ويشارك إسرائيل في هذا الابتزاز وزير الخارجية الأميركي جون كيري من خلال محاولة إقناع السلطة الفلسطينية بالصفقة الجديدة وتقديم مغريات جديدة بزيادة عدد الأسرى الذين قد تفرج عنهم "إسرائيل" . وتساءلت هل وظيفة الإدارة الأمريكية التي تتولى دور الوسيط ممارسة الضغوط على الطرف الفلسطيني فقط لتلبية رغبات وشروط إسرائيل..موضحة أن الموقف الأمريكي من المفاوضات بدأ يتدرج نزولا من وقف الاستيطان شرطا لاستئنافها إلى تجميد الاستيطان إلى السكوت عنه والقبول به وإرغام الجانب الفلسطيني على القبول بذلك.. إضافة إلى محاولات الوصول إلى " اتفاق سلام" وأصبح " اتفاق إطار" ومن ثم " اتفاق إطار..غير ملزم". وأكدت " الخليج " في ختام افتتاحيتها أن إسرائيل تماطل وتتخذ من المفاوضات خير وسيلة للتغطية على سياسات القضم والضم والتهويد والولايات المتحدة تعرف أن إسرائيل تماطل..وتجاريها بالضغط على الجانب الفلسطيني..مشيرة إلى أنهما شريكان في لعبة واحدة..ضحيتها فلسطين. بينما قالت صحيفة / الراية/ القطرية في افتتاحيتها إن كيري الذي وصل إسرائيل أمس في محاولة لإنقاذ مفاوضات السلام عليه أن يدرك أن جولاته المكوكية ليست ذات جدوى ما لم تتقدم أمريكا بموقف واضح تلزم به إسرائيل بتعهداتها، خاصة فيما يتعلق بإطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين، والتي ربطت إطلاق سراحهم بمطالب جديدة لا تعني الجانب الفلسطيني الذي قدّم تنازلات كبيرة في سبيل السلام ولم يجد إلا المماطلة والتسويف من إسرائيل . وأكدت أن إسرائيل تمارس سياسة الابتزاز مع الجانب الفلسطيني والوسيط الأمريكي، فهي تارة تربط قبولها إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى وعددهم 420 أسيرًا فلسطينيًا مقابل إعلان الجانب الفلسطيني قبوله بتمديد المفاوضات" لما بعد موعدها النهائي المقرر في 29 من إبريل الجاري ، وتارة أخرى تربط إطلاق سراحهم بإطلاق سراح جاسوسها بولارد المعتقل في أمريكا. وقالت إن تصرفات إسرائيل وضعت الإدارة الأمريكية وكيري شخصيًا أمام اختبار عسير، ولذا فليس هناك خيار أمام واشنطن لإنجاح مساعيها بخصوص تحقيق تقدم بمفاوضات السلام إلا الضغط على إسرائيل وإلزامها بجميع تعهداتها، مؤكدة أنه آن الأوان للإدارة الأمريكية أن تدرك أن نتنياهو يسعى لإدارة الصراع مع الفلسطينيين وليس حله عبر التفاوض بوساطة أمريكية. وأكدت الراية في ختام تعليقها أن جهود كيري ستذهب سدى نظرًا لعدم رغبة نتنياهو في استئناف جهود السلام و لفشل الإدارة الأمريكية في الضغط عليه .. معتبرة أن كيري ومن خلال جولته الجديدة بالمنطقة لن يقدم علاجًا لهذا الصراع القاسي بل يزوّده على الأكثر بالمهدئات، وإن إعلانه أن الجانبين اتخذا خيارات صعبة خلال الأشهر الماضية لا يزال حبرًا على ورق، خاصة من الجانب الإسرائيلي. من جانبها اعتبرت صحيفة / الوطن / القطرية أن كيري، لن يكون أوفر حظا في مهمته المستحيلة ، من أسلافه وزراء خارجية الإدارات الأمريكية السابقة ، الذين كانوا يجوبون المنطقة ذهابا وإيابا ، في جولات مكوكية، بحثا عن سلام، أثبت التاريخ أنه لا يزال بعيد المنال. وأشارت إلى أن هذا الكيان الاحتلالي ما كان ليمكن أن يظل لا مباليا- طوال تاريخه- لعملية للسلام، لو أن وسيط السلام، كان حازما بما يكفي إزاء أي تنكر للسلام، أو إذا ما كان هذا الوسيط نزيها، لا يميل باستمرار للمغتصب، صاحب التاريخ الطويل مع الابتزاز. وخلصت الى القول ان آخر أشكال الابتزاز الإسرائيلي للفلسطينيين، ربط إطلاق الدفعة الرابعة من الأسرى، بتأجيل الموعد النهائي للمباحثات، المقررة أصلا في التاسع والعشرين من الشهر الحالي .. واعتبرت أن الجولة الجديدة من المفاوضات ستكون مثل سابقاتها، مجرد دوران في حلقة مفرغة.