حذرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية من أن أحكام الإعدام التي صدرت أمس ضد 529 من أنصار الرئيس المخلوع محمد مرسي سيزيد من تطرف جماعة الإخوان المسلمين ، بل وستعمق حالة عدم الاستقرار التي تعاني منها مصر. وأشارت الصحيفة في مقالها الافتتاحي اليوم أن مصر تعاني من حالة انهيار مستمر ومثير القلق منذ انهيار نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، مؤكدة أن أحكام الإعدام التي صدرت أمس تعتبر أسوأ مثال على تدهور النظام القضائي المصري على حد تعبيرها. ووصفت الصحيفة المحاكمة بأنها كانت محاكمة "استعراضية" ، والقرار النهائي لم يكن سوى "حكم سياسي" معروف مسبقا ، على حد تعبير الصحيفة، مدعية أن الهدف الرئيسي من وراء مثل هذه الأحكام هو ترهيب المتعاطفين مع الرئيس الإخواني المخلوع محمد مرسي. وأشارت إلى أن الخبراء القانونيين يؤكدون أن حكم الإعدام الجماعي يعتبر الأضخم من نوعه في تاريخ مصر الحديث، معللة ذلك بأن المحاكمة لم تستغرق سوى يومين فقط وهي فترة محدودة للغاية لا تكفي لإدانة شخص واحد فما بالك ب529 شخصا. وأضافت الصحيفة أنه من الصعب تحديد ما إذا كان الحكم الذي أصدرته محكمة المنيا نتيجة حالة البغض التي تجتاح مصر تجاه مرسي وجماعته منذ الإطاحة بهم العام الماضي، أم أنها تأتي بناء على تعليمات محددة من جهات أمنية. وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من أن كل حكومة من حقها حماية مواطنيها وتطبيق العدالة على القتل والخارجين عن القانون إلا أن هذا الحكم يحمل علامات "فانديتا" على حد تعبير الصحيفة- تقصد بذلك الرغبة في الثأر- ولكن لا يمكن اعتباره حكما عادلا على حد تأكيدها. وأشارت إلى أن الأحكام تعكس مساعي الحكومة الواضحة للقضاء على جماعة الإخوان. ووصفت الصحيفة ردود الفعل البريطانية والأمريكية الرسمية بأنها جاءت ضعيفة، ولن تؤثر بأي شكل على الوضع في مصر.