على طريقة الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك أعترف بأننى لم أكن أنتوى الكلام ولا الكتابة عن كل ما يتعلق بقضية الممثلين "أحمد عز وزينة"، كنت أراها مسألة لا ترتقى لمستوى الحديث عنها أو الاهتمام بتفاصيلها إذا ما قورنت بواقع مرير تعيشه البلاد من ظروف سياسية وتخبطات غاية فى التعقيد. كنت مقتنعة أن هذه النوعية من المشكلات لا تخص سوى أصحابها فقط، وأن تناولها فى وسائل الإعلام المختلفة سيكون توجها يعكس إفلاس فى مناهج مخاطبة الرأى العام. ولكن تطورات المشكلة جعلتنى أنظر للمسألة من زاوية أعم وأشمل، زاوية جعلتنى أسأل نفسى كم حكاية تدور الآن فى المحاكم مثل حكاية عز وزينة، ولأن أبطالها غير معروفين فلا نعرف عنهم شيئا؟؟ كم طفل لا يعلم عن وقاحات البشر شيئا ينتظر حاليا أن يحسم القضاء مصيره بأن يثبت نسبه أو ينفيه فيعيش طوال عمره القادم مرفوع الرأس أو حانيها؟؟ والسؤال الأهم. كم وصل عدد الجرائم والبشاعة والعلاقات المشوهه التى ترتكب باسم الحب وتنسب إليه ظلما وزورا؟؟، لقد خلق الله الذكر والأنثى لكل منهما طبيعة مختلفة عن الآخر حتى يكمل كل منهم الآخر لا لأن يفترس كل منهم الآخر. الرجل يحب بعينه أولا والمرأة تحب بقلبها أولا، هو يبحث أولا عن ما يرضى عينه وهى تبحث أولا عن ما يرضى مشاعرها وإحساسها بالاحتواء والأمان، هى طبيعة نفس بشرية أرادها الله أن تكون هكذا ليمتزجا معا فى حياة تحمل طابعا مختلطا من الشد والجذب واللين والحدة والسعادة والشقاء والحزن والفرح، وحتى يخلق هذا الامتزاج نوعا من "المودة والرحمة" التى ذكرها فى كتابه الكريم وليكون كل منهما فى حاجة دائمة إلى الآخر. الكارثة تحدث عندما تخرج أى علاقة عن الحدود المتاحة لها، تحدث عندما تتسع المساحة لما لا تتحمل اتساعه تحت لواء الحب، عندما تسمحى لحبيبك أن يقول لكى "إنتى مراتى" وتسعدى بهذه الكلمة المخدرة دون أن تحسبى عواقب قبولك؛ لأن يقولها دون أن يتزوجك فعلا، تحدث عندما تكون أنت على قناعة تامة باستحالة زواجك من فتاة عرفتها قبل الزواج حتى لو كنت تحبها وتفضل أن تتزوج من اخرى لا تعرف عنها ولا عن ماضيها - المجهول محتواه - أى شيء. تحدث عندما يغيب عقلك وتنسين تحت تأثير كلمات الحب والهيام أنك لا تقلى قيمة عن كثيرات وجدوا من احترمهن ودخل البيوت من أبوابها وطلب أن تكون العلاقة معلنة على رءوس الأشهاد، وأيضا عندما تسمح لنفسك أن تكون على قدر من الندالة يجعلك لا تقيم وزنا لحرمة بنات الناس حتى لو كانت هى تتهاون فى التعامل معك كبنت ناس. منذ عقود ليست بعيدة كان نادرا ما نسمع عن قضايا من هذا النوع؛ لأن الناس كانت أكثر احتراما ومصداقية فى التعامل من الآن، نادرا ما كان يدخل رجل فى حياة امرأة فارشا الأرض بأحلام وردية ووعود لا يوفى بها، نادرا ما كانت توجد أنثى لا تحافظ على كرامتها وكبريائها وتفرط فى حقها أن تكون زوجة أمام الجميع، نادرا ما وجدت الخيانة.. الندالة.. الخسة والدنائة.. أصبحنا للأسف فى زمن "إثبتى وإبقى قابلينى".. أصبحنا فى زمن "فين العقد ؟؟" مع أن العقد لا يوجد الحقيقة هو فقط يثبتها. ولأننا فى مجتمع لا يحاسب الرجل على خطاياه ويجلد المرأة إذا أخطأت فعليك أن تحرصى على أن تكونى أغلى من ما يتصور أى رجل مهما وصلت درجة حبك له، لا تبخسى قدرك من أجله؛ لأنه سيكون أول من يبخس قدرك من أجل عاداته وتقاليده الذى تربى عليها، لا تسمحى للحب أن يهينك ويعبث بكرامتك لأنك ستدفعى وحدك الثمن.. لو سمحتى له بما ليس من حقه ستذهب السكرة وستأتى الفكرة وسيكون هو أول من يتخلى عنك ووقتها حذارى أن تلومى الحب.. لا تلومى إلا نفسك.