بدا رومانتيكيًّا هذه المرَّة - على عكسِ عادتِه معها - حين اقترب من مقعدِها بودّ يثيرُ القلقَ لم يكتشفْ أنها جثةٌ باهتةٌ تتأملُه – فقط - بعينين شاردتين بين الشخوصِ التي تتحركُ في العرضِ - دون جدوى - وبين خيطِ الدماءِ الذي يسيلُ ببطءٍ من شريان يدها اليسرى عابرًا – وحدَه - للعتمةِ التي تفصلُ بينهما. كان مشغولا بأن يُعلِّمها - بمهارة المحترفين طبعا - كيف تترجمُ الاستعاراتِ التى تقبعُ حولها في كل ركنٍ, كانت تخشاها دومًا دون أن تعرفَ أنها صارت تشبهُ ببؤسِها ماريو "ساعي البريد" وأن الجالسَ بجوارِها - هو نفسهُ - كان استعارةً عن شيءٍ لا يأتي أبدًا