وصف المهندس مروان الفاعوري الأمين العام للمنتدى العالمي للوسطية، الذي يتخذ من عمان مقرا له، النظام السوري بأنه "نظام مجرم" وعليه الرحيل، مطالبا بأن يتم تشكيل حكومة انتقالية وطنية في هذا البلد لإنهاء الأزمة الحالية ووقف نزيف الدماء والعنف الذي يطال المدنيين الأبرياء. وقال الفاعوري - في تصريحات لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط في عمان - "إننا ندعو بعض القوى الإقليمية إلى الكف عن توظيف الإرهاب، واستخدامها لوسائل وصفها ب"القذرة" لتحقيق مصالحها وأهدافها التي لن تكون نتيجتها إلا تدمير سوريا ومزيدا من المعاناة للشعب السوري". وحول الانتهاكات التي تتعرض لها مدينة القدس، أجاب الأمين العام للمنتدى بأن القدس تمثل للمسلمين قيمة دينية لا يمكن السماح لأي شخص كان بالمساس بها، محذرا من أن محاولة إسرائيل الإقدام على تقسيم أو تهويد المدينة المقدسة زمانا ومكانا سيؤدي إلى اشتعال المنطقة بأسرها. وفيما يتعلق بمناقشة الكنيسيت مؤخرا لسحب الوصاية الأردنية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، قال الفاعوري "إن أي مساس أو نقاش بموضوع الوصاية الهاشمية يجب أن يكون الرد عليه إلغاء اتفاقية السلام، وفتح الحدود أمام كل الخيارات السلبية التي ستكون إسرائيل الخاسر الأكبر فيها". وعن حادث استشهاد القاضي الأردني رائد زعيتر برصاص إسرائيلي يوم /الاثنين/ الماضي عند معبر الكرامة، أعرب الفاعوري عن ألمه إزاء إقدام جنود الاحتلال الإسرائيلي على جريمة قتل قاض أردني أعزل يحمل درجة الدكتوراة في القانون، مؤكدا على أن هذا العمل الجبان لا يعبر إلا عن نفوس حاقدة معادية لقيم الإنسانية والعيش المجتمعي. أما بالنسبة لمسيحيي الأردن، فأكد الأمين العام للمنتدى على أن المملكة تعيش حالة حالمة من الانسجام والتسامح والتعايش بفضل وعي أبنائه وجهود كثير من المؤسسات الفكرية في وأد التطرف والمتطرفين، منوها بأن المسيحيين هم مكون أساسي وأصيل من مكونات المجتمع الأردني وهم الأصل، إذ أن هذه المنطقة كانت مهبطا لعيسى عليه السلام ورسالته السمحة. وقال الفاعوري "إنه على الرغم من أن أعداد المسيحيين في الأردن لا تزيد على نسبة 5ر3% إلا أنهم يتقلدون مواقع تزيد عن هذه النسبة بكثير في كل مواقع الدولة، كما أنهم يحظون من كل مستويات المجتمع والدولة الأردنية بالتقدير والاحترام ولهم إسهاماتهم التي لا يمكن أن ينكرها عاقل في كافة الجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والفكرية وغيرها". ويهدف المنتدى العالمي للوسطية، الذي تأسس في عام 2002، إلى تعزيز منهج الوسطية والاعتدال والتصدي لكافة أشكال التطرف والغلو الفكري والسلوكي، وإلى تكوين منظومة فكرية تعبر عن الروح الأصيلة للأمة الإسلامية بعيدا عن دعاة التطرف والجمود والانغلاق. ويتصدى المنتدى، الذي توجد له فروع عديدة في (مصر، السودان، العراق، تونس، الجزائر، المغرب، موريتانيا، اليمن، باكستان)، إلى الحملة الظالمة التي تستهدف وصم الأمة الإسلامية بالإرهاب، ويسعى إلى التعاون مع قوى الاعتدال في العالم العربي والإسلامي والمحيط الدولي.