أكد قائد هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارتن دمبسي معارضته لقطع المعونات عن مصر لكنه في الوقت نفسه أقر بالحاجة إلى "عواقب" بعد الحملة الأمنية التي شنتها السلطات ضد نشطاء أمريكيين داعمين للديمقراطية والتي أسفرت عن توتر العلاقات بين القاهرةوواشنطن. وقالت واشنطن إن المعونات العسكرية الأمريكية السنوية لمصر وقدرها 1.3 مليار دولار مهددة بسبب التحقيق الذي تجريه السلطات المصرية بشأن منظمات المجتمع المدني والذي أسفر عن توجيه اتهامات الى 43 ناشطًا من بينهم 19 امريكيًا منعوا من مغادرة البلاد. ولجأ بعضهم الى السفارة الأمريكية في القاهرة. لكن الجنرال مارتن دمبسي قائد الأركان المشتركة، قال في الكونجرس إن قطع المساعدات من شأنه أن يبعد الأجيال القادمة من الضباط العسكريين المصريين عن الولاياتالمتحدة. كما أشار دمبسي إلى مميزات من بينها حقوق التحليق في الأجواء المصرية التي تتضمنها المساعدات الأمريكية. وأبلغ لجنة الاعتمادات بمجلس النواب التي تمسك بخيوط المعونات الأمريكية "عندما نستخدم المال لنفصل أنفسنا عن شركاء سابقين لا يؤدي ذلك الى نتيجة جيدة". وأضاف دمبسي دون أن يذكر تفاصيل "يجب أن تكون هناك عواقب للخيارات التي اتخذوها وأنا أوافق تمامًا على ذلك، وأنكم تعرفون. أن لدينا شراكة وثيقة جدًا معهم.. هم يضمنون لنا حقوق التحليق في أجوائهم ويضمنون لنا أولوية المرور في قناة السويس. أعني أننا نحصل في مقابل مساعداتنا على أشياء نحتاجها حقا". وفي القاهرة حذرت جماعة الاخوان المسلمين - التي ظهرت كقوة سياسية كبرى منذ الإطاحة بحسني مبارك من الحكم قبل عام - من أن مصر قد تعيد النظر في معاهدة السلام التي وقعتها عام 1979 مع إسرائيل إذا قطعت الولاياتالمتحدة معوناتها وهى خطوة من شأنها أن تقوض حجر زاوية في سياسة واشنطن في الشرق الأوسط. ووفقًا للشروط التي وضعت في قانون الإنفاق للسنة المالية 2012 والتي أقرها الكونجرس في ديسمبر يجب أن تشهد وزيرة الخارجية اللأمريكية هيلاري كلينتون أن السلطات المصرية التي تقودها القوات المسلحة تحقق الخطوات المطلوبة نحو الإصلاح الديمقراطي. وأشار بعض المشرعين الى هذه الشروط عندما عبّروا عن القلق من التحقيق الذي تقوم به السلطات المصرية بشأن نشطاء أمريكيين يواجهون احتمال السجن. وتتضمن التهم مزاعم بأن هؤلاء النشطاء يعملون لحساب منظمات غير مسجلة رسميًا في مصر. وتقول المنظمات إنها سعت لفترة طويلة للحصول على التراخيص اللازمة. وقال دمبسي "قطع المعونات وبالتالي الانقطاع عنهم يعني أن الجيل القادم لن يتاح له تلك الفائدة (الروابط الوثيقة مع الجيش الامريكي). والحق أقول لكم إنني لا أعرف الى اين سيأخذنا ذلك".