تمثل ظاهرة أطفال الشوارع إحدى الظواهر السلبية المنتشرة ليس في المجتمع المصرى فحسب وإنما في كل أنحاء العالم إذ أنها في زيادة مستمرة ومنتشرة في مجتمعنا فضحايا هذه الظاهرة الأول والأخير هم الأطفال من كلا الجنسيين، ولقد تعددت المفاهيم لتعريف وضع الأطفال بالشارع من أطفال بلا مأوي، وأطفال في ظروف صعبة وأطفال معرضون للخطر، وأطفال معرضون للانحراف. فقد تنشأ الكثير من الأسر على أسس ضعيفة بسبب الفقر الذي تتعرض له إذ أنها تعيش في ظروف صعبة وتعجز عجزا تاما عن الوصول إلى الرزق الحلال لإشباع رغباتهم واحتياجات أطفالهم وهذا يعتبر السبب الأساسى الذي تبنى علية هذه الظاهرة. حيث إن طفل الشوارع هو الطفل الذي وجد نفسه دون مأوى ولا مكان يرحب به سوى الشارع ولا أذان تستمع له سوى من هم مثله، هو الطفل الذي يترك بيت أسرته ويفر إلى الشارع بين الحين والآخر ليقضي بعض الليالي بعيداً عن قسوة الأهل أو هرباً من الاعتداء أو الفقر. عندما نسأل عن هذه الظاهرة ولماذا ظهرت نجد أن ظروف المجتمع هى التي جعلت هذه الفئة موجودة وضحية معروفة وأهمها الفقر والأمية والبطالة التي جعلت الأب يترك أطفاله للشارع، وأيضاً معتقدات خاطئة تقول إن الأولاد رزق وإن كثرة الإنجاب ليس خطأ، ويعجز بعد ذلك الأب عن الإنفاق عليهم فيتسولون في الشوارع ويتحولون عند الكبر إلى بلطجية. كما أن الدولة لا تقوم بدورها في رعايتهم وإنشاء جمعيات أهلية كافية لاستيعابهم ومنهم من يهرب من هذه الجمعيات ويعود للشارع وحتى من يستمر ينتهي دور الجمعية تجاههم عند سن معينة ويعودون للشارع مرة أخرى. ومن الغريب أن هؤلاء الأطفال زاد عددهم مع ثورة 25 يناير وكان لهم خيمة في ميدان التحرير وقد تلاحظ سعادتهم بالثورة ووجودهم بين الثوار، حيث لا يسألهم أحد عن أصلهم ولا يصفهم بأولاد الشوارع ولكن على الجانب السلبى تم استخدامهم فى أعمال غير مشروعة من اعتداء على الممتلكات العامة والخاصة خلال الثورة ايضا مما جعل الكثيرين فى حينها يدقون أجراس الخطر من هذه الظاهرة حتى أن البعض وصفها بالقنبلة الموقوتة التى يمكن أن تنفجر فى وجه المجتمع فى أى وقت من الاوقات وكالعادة فى عدم وجود بيانات دقيقة لايوجد إحصاء رسمى دقيق لهذه الظاهرة المجتمعية الخطيرة يمكن من خلا له وضع البرامج والآليات للتعامل معها. وأرى ان الحل لهذه الظاهرة من خلال محورين المحور الاول هو الوقائى وهو عدم دخول أطفال جدد يضافون الى هذه الظاهرة وذلك عن طريق تشكيل مايسمى بمجموعة التدخل السريع فى كل قرية وحى ومركز وتتكون هذه المجموعه من كافة الجهات المعنية بالطفل. والمجور الثانى الاتصال المباشر والتعامل مع الواقع مع "أطفال الشوارع" بالنزول إليهم مباشرة في الشارع تحت الكباري في الأنفاق المباني المهدمة وأي مكان يمكن التوقع بتواجدهم فيه وبث الطمأنينة في قلوبهم قيام الجمعيات المهتمة "بأطفال الشوارع" بعمل فرق كشفية منهم وعن طريقها يمكن غرس سلوكيات وأخلاق فيهم بشكل غير مباشر وكذلك تدريبهم على الاعتماد على أنفسهم والتعامل مع المجتمع بصورة أحسن وتعليمهم الإسعافات الأولية والعناية بنظافتهم وصحته إنشاء مراكز لتلقي الشكاوى من "أطفال الشوارع" إذا تعرض لهم أفراد من المواطنين أو الشرطة بالإيذاء أو لاستغلال الأطفال في أنشطة غير مشروعة، وتعريف الأطفال به وتشجيعهم على اللجوء إليه. وتمثل المبادرة التى اعلن عنها الجيش المصرى من قيامه بالعمل على حل هذه المشكلة بادرة أمل للقضاء على هذه الظاهرة واطلب منه ان يقوم بوضع خطة عاجلة لحل هذه المشكلة فى اقرب وقت ممكن من خلال وضع ضوابط وقواعد محددة للقضاء عليها نهائيا لان العائد الذي سوف ينتج من حلها سيعود علي اقتصاد الدولة بفوائد عظيمة باعتبار هؤلاء الأطفال هم جيل المستقبل وعندما نقوم بحل هذه المشكلة قد يزيد اقتصاد الدوله بمليارات الجنيهات، وعندما نقوم بتعليمهم وتأهيلهم نفسيا واجتماعيا سيكونوا هؤلاء الأطفال شباب في المستقبل يمكن الاعتماد عليهم وأيضا بحلها نوفر الأمن والأمان لإن بذلك سوف يختفي الخطر الذي يسببه الأطفال مثل السرقة والانحراف والإجرام والتشرد بل أنهم سوف يقومون بمساعده الآخرين وهم أيضا يقوموا بأنفسهم علي منع تشرد الأطفال، وبذلك نصبح دوله متقدمه بشبابها وأطفالها ولا يشوبها أي نوع من أنواع العنف والجهل والأجرام والأمراض بل ستصبح دوله أكثر دول العالم تقدما.