مع التطور السريع للحاسب الآلي وشبكات الإنترنت وانتشارها غير المسبوق في كافة مجالات الحياة والتي لا يخلو منها بيت أو مؤسسة بدأ يظهر نوع جديد من الجرائم يسمى الجرائم الإلكترونية . وقد عرّفت الجريمة الإلكترونية بأنها "الجريمة التي تتم باستخدام جهاز الكمبيوتر من خلال الاتصال بالإنترنت ويكون هدفها اختراق الشبكات أو تخريبها أو التحريف أو التزوير أو السرقة والاختلاس أو قرصنة وسرقة حقوق الملكية الفكرية. كذلك عرفت القرصنة الإلكترونية بأنها (وسائل غير قانونية لاقتحام نظام الكمبيوتر بدون إذن من المالك الكمبيوتر / المستخدم).. وقد أصبحت الجريمة الإلكترونية واقعا له تداعياته السلبية على الاقتصاد العالمي و تسبب خسائر ضخمة للمجتمعات.. والعلاقة طردية مابين التقدم العلمي في مجال الحاسب والنمو المتزايد في معدل الجريمة الإلكترونية فهذا النوع من الجرائم الحديثة والمستحدثة تتنوع وتتضاعف يوما بعد يوم ، وعادةً يختلف مرتكب الجريمة عن المجرمين التقليدين لأنه في الغالب على دراية كافيه من العلم والثقافة والمعرفة . ويشكل السلوك الانحرافى جريمة بأركانها المادية والمعنوية ولا عبره فيها بالباعث على ارتكابها ، ولكن الباعث على ارتكاب تلك الجرائم ربما يساعد الدولة حال دراسته معرفة المتغيرات العالمية والأهداف الحقيقية لبعض المواقع وبعض البرامج والتى تأخذ شكل اتصال مجانيا وأشكال أخرى متعددة وأهداف أيضًا متعددة فلابد من وجود أجهزة قوية على دراية بكل ما يحدث على شبكات الانترنت ودراسة كل الظواهر والبرامج التى تكون لها أهداف غير معلنة . * أنواع الجرائم الإلكترونية : 1. الجريمة المادية (Financial Crime): وهي التي تسبب أضرارا مالية على الضحية أو المستهدف من عملية النصب وتأخذ واحدة من الأشكال الثلاثة : عملية السرقة الإلكترونية كالاستيلاء على ماكينات الصرف الآلي والبنوك كتلك التي منتشرة الآن في الكثير من الدول الأفريقية وخاصة جنوب إفريقيا وفيها يتم نسخ البيانات الإلكترونية لبطاقة الصراف الآلي ومن ثم استخدامها لصرف أموال من حساب الضحية . إنشاء صفحة انترنت مماثلة جدا لموقع احد البنوك الكبرى أو المؤسسات المالية الضخمة (phishing) لتطلب من العميل إدخال بياناته أو تحديث معلوماته بقصد على الحصول بياناته المصرفية وسرقته . رسائل البريد الواردة من مصادر مجهولة بخصوص طلب المساهمة في تحرير الأموال من الخارج مع الوعد بنسبة من المبلغ ، أو تلك التي توهم صاحب البريد الإلكتروني بفوزه بإحدى الجوائز أو اليانصيب وتطالبه بموافاة الجهة برقم حسابه المصرفي . 2. الجريمة الثقافية (Cultural Crime) هي استيلاء المجرم على الحقوق الفكرية ونسبها له من دون موافقة الضحية فمن الممكن أن تكون إحدى الصور التالية: قرصنة البرمجيات: هي عملية نسخ أو تقليد لبرامج إحدى الشركات العالمية على اسطوانات وبيعها للناس بسعر أقل. التعدي على القنوات الفضائية المشفرة وإتاحتها عن طريق الانترنت عن طريق تقنية (soft copy). جريمة نسخ المؤلفات العلمية و الأدبية بالطرق الالكترونية المستحدثة. 3. الجريمة السياسية والاقتصادية (Political and economic crime) تستخدم المجموعات الإرهابية حالياً تقنية المعلومات لتسهيل الأشكال النمطية من الأعمال الإجرامية. وهم لا يتوانون عن استخدام الوسائل المتقدمة مثل: الاتصالات والتنسيق، وبث الأخبار المغلوطة، وتوظيف بعض صغار السن، وتحويل بعض الأموال في سبيل تحقيق أهدافهم .. وفي بعض البلدان يقوم الإرهابيون باستخدام الإنترنت لاستغلال المؤيدين لأفكارهم وجمع الأموال لتمويل برامجهم الإرهابية . . والاستيلاء على المواقع الحساسة وسرقة المعلومات وامتلاك القدرة على نشر الفيروسات وذلك يرجع إلى العدد المتزايد من برامج الكمبيوتر القوية والسهلة الاستخدام والتي يمكن تحميلها مجانا. . وتساعد أيضا فى نشر الأفكار الخاطئة بين الشباب كالإرهاب والإدمان والزنا لفساد الدولة لأسباب سياسية واقتصادية بالدرجة الأولى . 4. الجريمة الجنسية (Sexual crime ) هذا النوع من الجريمة يمكن أن يتمثل بإحدى الصور التالية : الابتزاز : من أشهر حوادث الابتزاز عندما يقوم احد الشباب باختراق جهاز احد الفتيات أو الاستيلاء عليه و به مجموعة من صورها ، وإجبارها على الخروج معه وإلا سيفضحها بما يملكه من صور مثلا . وانتشار الصور و مقاطع الفيديو المخلة بالآداب على مواقع الانترنت من قبل فالغزو الفكري لكي يتداولها الشبان والشابات وإفساد أفكارهم وإضعاف إيمانهم. فالجريمة الإلكترونية تتمثل في كل سلوك غير قانوني من خلال استخدام الأجهزة الإلكترونية ، ينتج منه حصول المجرم على فوائد مادية أو معنوية . وأخيرا لا يمكن أن تكون تلك الجرائم بمنأى عن العقاب ولابد أن يكون لدينا أجهزة تتعقب مثل تلك الجرائم وتكافحها بشكل لا تتعدى به على حرية الأشخاص ولكنها أيضا لابد أن تكون على علم وبصيرة بكل ما يحدث ويشكل جرائم سواء جرائم جنائية أو جرائم تمس أمن الدولة ، وأمن الدولة بمعناها العام والواسع والذى يؤثر فى الأفكار لدى الشباب أو نشر الأفكار الخاطئة أو حتى يهز الثقة بين الفرد وحكومته.