شدد وزير الخارجية وشئون المغتربين الأردني ناصر جودة اليوم الاثنين على أن المؤتمر الدولي لحل الأزمة السورية المزمع عقده بعد غد الأربعاء في مدينة (مونترو) السويسرية والمعروف باسم (جنيف 2) ، يعد فرصة يجب أن لا تضيع لوقف نزيف الدم الذي لايزال منهمرا في سوريا وحل الأزمة السورية حلا سياسيا. وقال جودة - خلال ترؤسه الجلسة المفتوحة لمجلس الأمن بشأن الحالة في الشرق الأوسط والتي خصصت لمناقشة تطورات الأوضاع في المنطقة بما فيها القضية الفلسطينية والأزمة السورية – "إننا في الأردن مقتنعون بأن الحل السياسي الذي يلبي تطلعات الشعب السوري هو الحل الوحيد لهذه المأساة وذلك من خلال التوافق بين الأطراف جميعها على إنشاء هيئة تنفيذية انتقالية جامعة وممثلة لكل الأطياف وبصلاحيات كاملة ، تتولى زمام المسئولية". وأضاف إنه يتعين على هذه الهيئة أن تعمل فورا على استعادة الوئام المجتمعي في سوريا، وتحقق بسط سلطتها أيضا على كل الأرضي السورية وبما يضمن ويمتن وحدة سوريا الترابية واستقلاها السياسي ، وأن تحقق احتكارية السلطة والسيادة والسيطرة على السلاح ، وأن تؤسس لنظام سياسي تعددي وديمقراطي ، وأن تعمل على استعادة الأمن والاستقرار بشكل يؤدي إلى العودة للنازحين داخليا في سوريا واللاجئين في دول الجوار وفي المقدمة منها الأردن. ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) عن جودة تأكيده على أن الأزمة السورية باتت تتجاوز حدود سوريا وتهدد الاستقرار الإقليمي والدولي ليس فقط في سياقها المرتبط بحركة النزوح واللجوء إلى دول الجوار بل أيضا لجهة أن الانسيابية المنفلتة من عقالها للأشخاص والسلاح إلى دول جوارها بات ظاهرة مقلقة تمثل تهديدا أمنيا حقيقيا لبعض هذه الدول وللإقليم برمته وبأبعد من ذلك للأمن والسلم الدوليين". وقال "إننا نستضيف في الأردن اليوم حوالي مليون و300 ألف مواطن سوري ، لجأ إلينا منهم ما يقرب من 600 ألف منذ اندلاع الأزمة في سوريا قبل نحو ثلاث سنوات ، ونتقاسم مع هؤلاء الاشقاء مواردنا المحدودة أصلا وقدرت تكاليف استضافتهم لعام 2013 بحوالي 7ر1 مليار دولار بينما من المتوقع أن تصل العام الجاري إلى 8ر2 مليار دولار". ودعا المجتمع الدولي إلى ضرورة مساعدة الأردن في هذا التحدي الكبير الذي ينهض به بالنيابة عن الإنسانية جمعاء ، قائلا "إننا كنا قد وجهنا الدعوة لمجلس الأمن للقيام بزيارة الأردن للاطلاع على هذا الوضع عن كثب"..مثمنا في هذا الصدد جهود الكويت والأمين العام للأمم المتحدة على استضافة مؤتمرين للمانحين حول هذه المأساة الإنسانية الكبرى. وحول الصراع في الشرق الأوسط..قال جودة إن معالجة موجة التطرف والتوتر والشحن الديني والطائفي التي تشهدها المنطقة تمثل تحديا لأمن واستقرار المنطقة ، ونحن نرى آثارها تمتد في عدد من الدول المجاورة بالإضافة الى سوريا مما يستدعي تضافر الجهود ومواجهة هذه الأفكار والطروحات. وجدد التأكيد على أن الأردن وكما عهده العالم سيواصل العمل الجاد والمخلص لتنمية علاقات التعاون والتآلف ما بين دول العالم وشعوبة وسيمضي في منهجيته ورسالته الهادفة إلى تعزيز الأمن والسلم العالمي والتصدي لنزعات الانغلاق واليأس والكراهية والعمل المخلص لتعزيز الوئام والاحترام ما بين سائر دول وشعوب وثقافات وحضارات العالم. ومن جهته .. عبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن تقديره الكبير للدور المحوري الأردني لتحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ، مؤكدا على أهمية دعم مفاوضات السلام الجارية بين الفلسطينيين والإسرائيليين ووقف جميع العوامل التي تعرقل جهود السلام. وأكد على أهمية مبادرة السلام العربية ومضامينها لهذه الغاية وأهمية تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في تحقيق دولتهم المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني ، مشيرا إلى العجز الذي تمر به وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ، قائلا "إنها بدأت العام 2014 بعجز قدره 67 مليون دولار".