أسماك القراض أو أرنب البحر هي أحد أنواع الأسماك التي ظهرت مؤخرا بشواطئ مطروح وتظهر بأعداد كبيرة بداية من شهر مايو وحتى شهر نوفمبر ويؤدى تناولها إلى التسمم وفى حالة التأخير عن إعطاء المصاب المصل المضاد للسموم يؤدى إلى الوفاة الفورية لشدة السموم الموجودة به وقد أدى هذا النوع من الأسماك إلى وفاة 15 مواطناً في العام السابق، وعلى الرغم من خطورته إلا أن مستشفيات مطروح تعانى من عدم توافر المصل المضاد للسموم لهذا النوع. وأكد محمود زهران، وكيل وزارة الصحة بمطروح، أن هذه السمكة تسمى جراد البحر أو القراض لأن فمها يحتوى على أربعة قوارض وتستخدم هذا السم في الدفاع عن نفسها، ومن يتناولها يلقى حتفه خلال 6 ساعات لأن سمها من أشد أنواع السموم فتكا بالإنسان وهو خطير جدا ويسبب الوفاة في كثير من الحالات.
وأشار إلى أن أعراض التسمم تختلف من شخص لآخر بحسب الكمية التي تناولها بدءًا من الرغبة في النوم العميق الذي قد يصل إلى ست ساعات أو حدوث تنميل بالوجه واللسان والشفتين بالإضافة إلى حالات إسهال ودوخة وقد تصل في أحيان كثيرة إلى توقف الجهاز التنفسي وحدوث الوفاة.
وأوضح أن عدد المتوفين بمطروح خلال العام السابق وصل إلى 15 شخصًا بسبب التسمم بهذه السمكة بينما تم علاج 52 شخصًا بعد نقلهم إلى مركز السموم بالإسكندرية وحقنهم بالمصل المضاد. وأشار محمد الزوجي من العاملين بإدارة التموين أنه تم استصدار قرار من محافظ مطروح السابق بمنع بيع أو تداول القراض داخل المحافظة تجنبا لحدوث أي حالات تسمم للمواطنين. وأوضح أن هناك متابعة من كل الجهات لمنع خروجها من الأسواق وتكثيف الحملات اليومية على أسواق المدينة والباعة الجوالة لضبط أي كميات تظهر من سمكة القراض حتى لا تتكرر حالات الوفاة.
وحذر سيد دبور، مدير شئون البيئة، من هذه الأسماك مؤكدًا أنها أخطر الأسماك سمًا فقد كشفت الدراسات أن حوالي 13 % من لحومها مسمومة.
وأكد فؤاد عبد الناصر، عضو المجلس السابق على ضرورة توفير اللقاح الواقي بمستشفيات المحافظة فهو حق لكل مواطن ومن غير المعقول أن تكون محافظة بأكملها عاجزة عن توفير مثل هذا المصل. وأوضح أحمد آدم، عضو سابق بالمجلس المحلي، أن معظم المصابين يلفظون أنفاسهم أثناء السفر بسبب ذلك النوع من السمك الذي حصد أرواح العديد من المواطنين، ونقوم بنقل المصابين إلى مستشفيات الإسكندرية لتلقي العلاج في مركز السموم التابع للجامعة التي تقدم الجرعة الواحدة مقابل 20 ألف جنيه وهي عبارة عن حقنة. وأشار مجدي محمود من أصحاب محلات الأسماك إلى أن استمرار تداول السمكة رغم انتشار حالات التسمم يرجع إلى رخص ثمنها مقارنة بباقي الأسماك إلى جانب صعوبة التعرف عليها، حيث يقوم بعض التجار بتقطيعها وتغيير معالمها وبيعها على شكل شرائح مستغلين جهل المستهلكين بنوعية هذه الأسماك.