أعلن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أنه لا مانع من انتخاب رئيس لبناني جديد منذ الآن بدلا من الانتخابات المقررة في مايو القادم، وذلك للتأكيد على حسن نية 8 آذار في مواجهة اتهامات قوى 14 آذار لها بالسعي لخلق فراغ سياسي، ولعدم إيجاد مشكلة في تشكيل الحكومة. وقال بري، في تصريح لصحيفة "السفير" اللبنانية اليوم: "حدثت في الماضي سوابق من هذا النوع، وبينها انتخاب الرئيس سليمان فرنجية قبل أشهر من موعد الاستحقاق الرئاسي". واستغرب بري أن يرافق المساعي المبذولة لإيجاد تسوية تنقذ الحكومة والاستحقاق الرئاسي معا، كلام متكرر حول وجوب إقصاء «حزب الله» عن الحكومة، أي عزله عمليا. وتابع: ليكن معلوما أن عزل «حزب الله» يعني عزل «حركة أمل» وبالتالي عزل الأكثرية الساحقة من أبناء الطائفة الشيعية، فهل يتحملون تداعيات هذا الأمر، وهل يريدوننا أن نخرج عن طورنا؟ وإذ رفض بري الإفصاح عن تفاصيل الاقتراح الجديد الذي قدّمه، قال ل«السفير» إنه مغاير لفكرة تعيين وزير ملك لكل من «8 و14آذار» (وزير يختاره رئيس الجمهورية بالتوافق مع فريقه) ضمن حصة الوسطيين. وأضاف: انقلوا عن لساني وبالخط العريض أن اقتراحي لا علاقة له بهذا الطرح، وكل ما استطيع قوله الآن إن العرض المقترح يعتمد على تدوير زوايا 8 8 8، ( أي ثلث الحقائب الوزارية لكلا من 8 آذار و14 آذار والوسطييين) وهو قيد البحث مع المعنيين. ووصفت صحيفة "السفير" هذا الإطار الزعيم الدرزي وليد جنبلاط ب«الإطفائي»، مشيرة إلى أنه بعد يومين من المشاورات المكثّفة، والتي كان جنبلاط القاسم المشترك بينها، فإن النقاش يتمحور حول تثبيت مبدأ الحكومة السياسية التي تضم الجميع بمن فيهم «حزب الله»، على أن يتم تخرج من خلال صيغة 8 8 8 معدّلة، بعد تعديلات من قبل نبيه بري وجنبلاط. ولفتت إلى أنه هناك تجاوبا من رئيس الوزراء المكلّف بتشكيل الحكومة تمام سلام مع الحوار المتجدد حول الحكومة الجامعة، إلا أن المطلعين على كواليس المشاورات يلمّحون الى أنه من السابق لأوانه التبشير بولادتها، وأن ورقة حكومة الأمر الواقع لم تُسحب كليا من التداول. وواصل جنبلاط تحركه في اتجاهات عدة، وهو التقى الجمعة كلا من المعاون السياسي للرئيس بري الوزير علي حسن خليل ومسؤول الارتباط والتنسيق في «حزب الله» الحاج وفيق صفا، ثم تناول العشاء على مائدة الرئيس سلام، ومن المتوقع ان تُستكمل في الساعات المقبلة دائرة الاتصالات مع عودة الرئيس ميشال سليمان من إجازته المجرية.