كشفت صحيفة "السفير" اللبنانية أن السفير الأمريكي في لبنان ديفيد هيل حذر الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان من أن خطوة تشكيل حكومة حيادية أو حكومة أمر واقع، "غير مقبول من قوى 8 آذار" ويمكن أن يؤدي إلى أن يضع «حزب الله» يده على لبنان، وبالتالي الذهاب نحو اتفاق طائفي جديد. ونقلت الصحيفة اللبنانية، في عددها الصادر اليوم السبت، عن السفير الأمريكي قوله للرئيس سليمان في زيارة بقيت بعيدة عن الأضواء إن «الإدارة الأمريكية مع تأليف حكومة جديدة ولكن الأولوية للحفاظ على الاستقرار، وهذه أولوية المجتمع الدولي كله، وأي خطوة قد تعرّض الاستقرار في لبنان للخطر نفضّل عدم الإقدام عليها». ورأت الصحيفة القريبة من حزب الله و8 آذار، أن نصائح الأمريكيين وعواصم أخرى، بينها دول مشاركة في قوات الأممالمتحدة في لبنان «اليونيفيل» من جهة، ونصائح رئيس مجلس النواب نبيه بري وقيادة «حزب الله» والنائب اللبناني وليد جنبلاط من جهة ثانية، فعلت فعلها في تفادي دخول البلاد في مغامرة حكومة الأمر الواقع المحفوفة بالمخاطر السياسية والوطنية، والتي كان من شأنها أن تترك آثارًا سلبية عميقة على الساحة الداخلية والعلاقة بين أطرافها. وأشارت إلى أن أي حكومة غير توافقية ستدفع لبنان نحو المجهول، وستُفاقم الانقسامات الداخلية، وستزيد المؤسسات اهتراءً وهموم المواطنين اتساعًا، والأخطر أن «عصف» هذه «القنبلة السياسية» سيصيب انتخابات رئاسة الجمهورية التي ستصبح في مهب الريح. وأوضحت الصحيفة أن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري رفع شعار «لا للعزل»، وجاهَر بأن مثل هذه الحكومة الفاقدة للميثاقية وللثقة النيابية لا يمكن أن تملأ فراغ الرئاسة، لافتة إلى أن البطريركية المارونية استقبلت تحذير رئيس مجلس النواب وأعلنت رفضها لحكومة الأمر الواقع. من جانبها، قالت صحيفة (النهار) اللبنانية إنها علمت من مصادر متابعة لجولة المشاورات التي تجرى حاليا لبحث تشكيل حكومة توافقية جديدة أن هناك حركة بدأت قبل 3 أيام بإرادة الرئيس سليمان وبالتوافق مع رئيس الوزراء المكلف تمام سلام لإعطاء فرصة جديدة لإنتاج حكومة جامعة. وذكرت أن اتصالات أجريت بين جنبلاط ورئيس مجلس النواب نبيه بري للبحث في صيغة توافقية للحكومة الجديدة وأوفد بري الوزير على حسن خليل للقاء جنبلاط بعد عودة الأخير من تركيا. وأوضحت المصادر أن الرئيس سليمان ورئيس الوزراء سلام يحثان الجميع على الخروج من دوامة الشروط والشروط المضادة، وان جنبلاط يضطلع بدور بارز في الدفع نحو هذا الاتجاه، كما أنه يجري اطلاع بري أولًا بأول على أجواء هذه الحركة التي تهدف إلى بلورة مناخ حول حكومة جامعة. وأعرب بري عن اقتناعه بضرورة الاستمرار في طرح المبادرات والأفكار من أجل كسر الجمود وفتح ثغرة للحوار، وقال للنهار إن "الحكومة التوافقية تسهل علينا عبور الاستحقاق الرئاسي، لذا يجب الحرص على العمل من أجل انضاج طبخة حكومية توافقية تسهل هذا الاستحقاق. وذكرت "النهار" أن أركان فريق 14 آذار يجرون نقاشا داخليًا لاستكشاف آفاق المرحلة المقبلة وتحديد التوجهات التي يجب اعتمادها بعد اغتيال الوزير السابق محمد شطح مستشار رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، وينتظر أن يتوسع نطاق المشاورات في الأيام المقبلة لملاقاة ما يعتزم الرئيس اللبناني القيام به في مواجهة الاستحقاقات وفي مقدمها استحقاق تأليف الحكومة الجديدة.