كشف مقال منشور على موقع "هافينجتون بوست" الإخبارى الفرنسى اليوم، الجمعة، عن أن العاصمة البريطانية لندن باتت مقرا جديدا لجماعة الإخوان المسلمين (الإرهابية) إلى جانب كل من قطروتركيا، وقال إن "الجماعة تمر بمرحلة هى الأكثر صعوبة في تاريخها منذ تأسيسها في عام 1928، بعد فرار كوادرها على أثر طردهم من السلطة في مصر، إلى عدة دول من بينها قطر". وتساءل أوليفييه جيتا، مدير مركز أبحاث الشئون الخارجية "جمعية هنرى جاكسون" ومقره لندن، وأورين كيسلر، باحث مشارك في شئون الشرق الأوسط، فى مقالهما: "إذا اختارت كل من قطروتركيا مواصلة حماية جماعة الإخوان (الإرهابية)، فإنه ربما يبدو ذلك مفهوما من جانب الأنظمة الإسلامية، إلا أن بريطانيا ماذا تفعل هنا؟ فالجماعة تعارض القيم الغربية للتسامح والتعددية، ولا مكان لها في عاصمة أوروبية كبرى، ولابد للندن أن تفكر مرة أخرى قبل أن تفتح أبوابها لها". وقال الكاتبان إن "قناة "الجزيرة" الفضائية التي تديرها قطر تقوم بتمويل ودفع فواتير الأجنحة الفندقية الفاخرة لأعضاء جماعة الإخوان (الإرهابية)، كما توفر لهم الوصول إلى وسائل الإعلام حتى يتمكنوا من نشر رسائلهم المعادية". وأضافا أن "تركيا تعد المركز الثانى الذى لجأ إليه كوادر جماعة الإخوان الذين فروا من مصر"، وأشار إلى عقد قمتين للجماعة فى إسطنبول مؤخرا، فضلا عن إطلاق قناة تليفزيونية جديدة لها من إسطنبول تقدر ميزانيتها ب35 مليون دولار. وأوضحا أن "النقطة الثالثة التى لجأت إليها عناصر جماعة الإخوان (الإرهابية) هى العاصمة البريطانية لندن، التى أطلق عليها فى تسعينيات القرن الماضى "لندنستان" لاستضافتها آنذاك عددا كبيرا من المتطرفين الإسلاميين، حيث كان يقيم بالعاصمة البريطانية كل من أبو قتادة، راشد الغنوشي (رمز النهضة ، جماعة الإخوان المسلمين في تونس)، كمال الهلباوى، المتحدث السابق باسم جماعة الإخوان المسلمين المصرية، وأبو حمزة المصرى، المتحدث باسم تنظيم "القاعدة". وأضاف الكاتبان أنه "منذ عزل الرئيس السابق مرسي، أصبحت "لندن" مركز التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، لاسيما بعد أن فر إلى العاصمة البريطانية أربعة كوادر بالجماعة كانوا أعضاء بالبرلمان المصري (المنحل) في الثلاثين من يونيو الماضى، وهم طاهر عبد المحسن، أحمد يوسف، ثروت أبو نافع، وأبو إسماعيل، فضلا عن الزعيم الروحي للإخوان جمعة أمين الموجود بالمنفى بلندن". وأوضحا أن "سليم العوا، رئيس لجنة الدفاع عن مرسي، انتقل أيضا في الآونة الأخيرة إلى العاصمة البريطانية، حيث انتخب رئيسا ل"الحكومة الموازية" لجماعة الإخوان المسلمين في لندن، كما تم تعيين إبراهيم منير، المسئول عن مكتب جماعة الإخوان فى لندن، أمينا عاما للتنظيم في أوروبا". وكشف الكاتبان عن أن "العاصمة البريطانية كانت فى شهر نوفمبر الماضى نقطة تجمع لعقد اجتماع لتحديد دور كل عضو من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين (الإرهابية) ومناقشة الخطط الاستراتيجية لتنفيذها، وشارك فى هذا اللقاء الكادر الإخوانى المؤثر محمود عزت"، بحسب الموقع. وأضافا أن "جماعة الإخوان اتخذت من لندن مقرا لوسائل الإعلام الخاصة بها بما في ذلك موقعها الإلكترونى باللغة الإنجليزية "إخوان أون لاين"، ولكنها قامت بتأسيس مركز جديد لوسائل الإعلام في العاصمة البريطانية، ويضم منى القزاز، شقيقة مستشار الشئون الخارجية المصري للجماعة خالد القزاز، بالإضافة إلى عبد الله الحداد، شقيق المتحدث باسم جماعة الإخوان المصرية جهاد الحداد". وأشار الكاتبان إلى أنه "بالإضافة إلى ذلك، فإن "الإخوان المسلمين" يستعدون فى إطار "الامبراطورية الإعلامية" لإطلاق صحيفة جديدة تحمل اسم "الجديد" وسيتم تمويلها من قبل قطر". واعتبر الموقع الإخبارى الفرنسي أن "تثبيت واحدة من الجماعات الإسلامية الأكثر تأثيرا في العالم في لندن سيكون له انعكاسات مهمة، حيث إن ما وصفه الغرب بأنه "الإسلام المعتدل" ما هو إلا "أوهام"، حيث سبق ليوسف القرضاوي، الذى يعتبر الزعيم الروحي العالمى لجماعة الإخوان، القول: "نحن سوف نغزو أوروبا من خلال الدعوة".