رأت صحيفة " يو إس ايه توداي" أن العام الجديد لن يكون بنفس درجة سوء العام الماضي على الرئيس الأمريكي باراك أوباما وأعضاء الكونجرس وصانعى القرار في واشنطن. وذكرت الصحيفة الأمريكية - في تقرير لها على موقعها الإلكتروني أمس الخميس - أن هذه السنة التي قاربت على الانتهاء شكلتها بعض الأحداث الكبيرة مثل قانون الرعاية الصحية الذي وعد به أوباما وإغلاق مكاتب الحكومة لمدة 16 يوما بسبب الميزانية. وتسريبات الموظف السابق بالاستخبارات الأمريكية إدوارد سنودن التي أجبرت الولاياتالمتحدة للاعتذار لأصدقائها وحلفائها واقترحات إصلاح نظام الهجرة والتشديد على قوانين حمل السلاح في أى مكان على الرغم من معارضة الكثير من الأمريكيين على هذا القرار وأن كل هذه الأحداث أدت إلى تدني شعبية أوباما والكونجرس الأمريكي. ولفت الصحيفة إلى أن نهاية العام يصحبه بصيص من الأمل حيث صفقة الحزبين الجمهوري والديمقراطي حول الميزانية والانتعاش الاقتصادي. وأفادت الصحيفة أنه خلال العام القادم سوف تحدد لحظات حرجة ترسيم أيام أوباما الأخيرة في البيت الأبيض والتي سيقوم على أساسها تهدئة الوضع في المناطق المضطربة فى العالم أو زيادة حدتها ووضع المعالم السياسية لانتخابات التجديد النصفي عام 2014 فى مجلس الشيوخ والانتخابات الرئاسية 2016 والسعي فى الاستقرار على أسعار معقولة لقانون الرعاية الصحية التي تبدو على المحك والتوصل إلى اتفاقية دائمة للحد من البرنامج النووي الإيراني ويضع نهاية لأطول حرب خاضتها الولاياتالمتحدة. وأشارت الصحيفة إلى أن تقييم الرئيس الأمريكي ال44 باراك أوباما أصبح على المحك حيث تضائلت ثقة العامة في المؤسسات الوطنية بشكل عام. وتسرد الصحيفة الخمس لحظات الحرجة التي ستقرر شعبية أوباما أولا 28 يناير المقبل ، حينما سيستخدم أوباما خطابه "حالة الاتحاد" في أكبر تجمع له مع الشعب الأمريكي لإقناعه بقضايا الاصلاح قوانين الهجرة وإحياء الجهود الرامية لتبسيط قانون الضرائب وحل مشاكل المتزايده عن عدم المساوة الاقتصادية. ويقول المحلل السياسي جيفري كوهين من جامعة فوردهام إن خطاب أوباما عن حالة الاتحاد سيكون من الأهمية بمكان لأنه يجذب الصحف والمواطنين على حد سواء وبعد خمس سنوات في الحكم وخلال ما تمر به الدولة أعتقد أن عقول الكثير من الامريكان غير قابلة للاقتناع وإن لم يكونوا غير مستعدين للاقتناع فقد أصابهم حالة من الملل. وتشير الصحيفة إلى الحدث الثاني في 31 مارس وهو انتعاش قانون الرعاية الصحية أوباما .. حيث يعد هذا التاريخ حرجا لأنه الميعاد الأخير لتسجيل الأمريكين أنفسهم على قوائم الرعاية الصحية أو سيواجهوا عقوبة دفع غرامة .. حيث أنه إذا لم يكن لديك تأمين من خلال صاحب العمل أو تابع لبرنامج للحكومة ينص القانون على فرض عقوبة عند تقديم تقرير الضرائب لعام 2014. وأشارت الصحيفة إلى أنه في 31 في مارس القادم سوف تعد أعداد الذين يسجلون على موقع الإليكتروني للبرنامج الرعاية الصحية لأوباما كاستفتاء سواء على ما إذا كان الموقع قد انتعش أم لا. وأما اللحظة الثالثة الحرجة لأوباما وهو السؤال هل ستوقع طهران على اتفاقية مع العالم الغربي حول برنامجها النووي في أول يوليو أثار تطوير البرنامج الإيراني النووي تحديات سياسية خطيرة لأوباما وسلفه والتي تعقدت أكثر مع انفجار أزمة الرهائن الإيرانية منذ أكثر من ثلاثة عقود ، فإذا وقع الرئيس الأمريكى مع طهران الإتفاقية سيسجله التاريخ على أنه هو من منع حدوث حرب وشيكة خلال فتره حكمه. ويأتى تاريخ الرابع من نوفمبر القادم ليشهد من هو الذي سيسيطر على الكونجرس حيث الانتخابات التجديدية النصفية،ففي 2006 خلال فترة بوش خسر الحزب الجمهوري السيطرة على مجلسي النواب والشيوخ وفي عام 1986 في عهد رونالد ريجان خسر الجمهوريون السيطرة على مجلس الشيوخ، بينما تمكن الديمقراطيون من الفوز بأربعة مقاعد في مجلس النواب في عام 1998 خلال فترة حكم بيل كلينتون الثانية، ولم يتمكن حزب أي رئيس في العصر الحديث من الحفاظ على سيطرته على مجلس النواب أو مجلس الشيوخ إلى ما بعد السنة السادسة من ولايته. وسيعرقل الطريق أمام أوباما مواجهته للحزب الجمهوري خلال السنتين الباقيتين له فى الحكم حيث سيصعبون عليه الطريق فى اتخاذ إجراءات فيما يتعلق بقوانين الهجرة أو التغير المناخي وتمويل التعليم والفوز بحق التعيين لأى شخص من الوكالات الفيدرالية إلى المحكمة العليا. ولقد رأى أوباما بعينه سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب فى أول تجديد نصفي له فى 2010 حينما فقد الديمقراطيون 63 مقعدا بسبب الجدل الواسع حول قضية الرعاية الصحية وتري الصحيفة أن خسارة أوباما مجلس الشيوخ في التجديد النصفي الثانى سيعنى أن أوباما سيترك الحكم والحزب الديمقراطى في حالة مزرية أكثر من الوقت التي استلم فيها الحكم. وتختم الصحيفة بأخر تاريخ حرج لأوباما وهو الوقت التي ستغادر فيه القوات الأمريكية الأراضى الأفغانية في 31 ديسمبر من العام المقبل. تعمل الحكومة الأمريكية على إجراء اتفاقية ثنائية مع الحكومة الأفغانية الحالية تفيد باستمرار الوجود العسكري الأمريكى لمدة عشر سنوات أخرى لتدريب الجيش الأفغاني وبحلول هذا التاريخ إما سيستمر الوجود العسكري في أفغانستان أو إذا لم يتوصل الطرفان إلى إبرام الاتفاقيه سيكون هذا التاريخ هو نهاية الوجود الأمريكي في أفغانستان بعد 13 عاما من بدء الحرب. وقال فالي نصر، مستشار سابق فى الادارة أوباما فيما يتعلق بالشئون الأفغانية والباكستانية، يريد الأمريكيون طي هذه الصفحة وأن الفشل فى التوصل إلى اتفاقية مع كابول لن يأثر على أوباما سياسيا ولكن أثارها طويلة المدى ستكون كارثية.