أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن نتيجة انتخابات التجديد النصفي للكونجرس أظهرت أن الأمريكيين يشعرون بإحباط من وتيرة الانتعاش الاقتصادي, مشيرا إلي أنه إذا كان الجمهوريون يريدون رفض خططه الاقتصادية فإنه يريد أن يستمع إلي مقترحاتهم لتعزيز الاقتصاد. وقال في أول مؤتمر صحفي له بالبيت الأبيض غداة خسارة حزبه الديمقراطي للأغلبية في مجلس النواب خلال معركة التجديد النصفي التي اجريت أمس الأول,' لا أظن ان التخفيضات الضريبية وحدها ستكون الوصفة السحرية لنوع النمو الذي نحتاجه.' من ناحية أخري قال أوباما إنه لا يعتقد أن نتيجة انتخابات الكونجرس رفض لإصلاحاته الواسعة لنظام الرعاية الصحية لكنه أشار إلي استعداده للعمل مع الجمهوريين بشأن النقاط المثيرة للخلاف. وأضاف قائلا' إذا كان الجمهوريون لديهم أفكار بشأن كيفية تحسين نظام الرعاية الصحية.. إذا رغبوا في اقتراح تعديلات من شأنها أن تقدم إصلاحا سريعا وأكثر فاعلية.. فسأكون سعيدا لدراسة بعض تلك الأفكار.' في الوقت نفسه, قال جون بوينر زعيم الجمهوريين في مجلس النواب الامريكي أمس ان خفض الانفاق في ميزانية الحكومة الاتحادية سيكون في مقدمة جدول اعمال الكونجرس الجديد. وقال للصحفيين' من الواضح ان الشعب الامريكي يريد منا أن نفعل شيئا بشأن خفض الانفاق هنا في واشنطن والمساعدة في ايجاد بيئة نستعيد فيها الوظائف.' وسيتولي الجمهوريون الاغلبية في مجلس النواب من العام القادم ومن المتوقع ان يصبح بوينر رئيسا للمجلس. ومن جانبه, قال السناتور هاري ريد زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ أمس انه مستعد لإجراء تغييرات بسيطة في قانون إصلاح قطاع الرعاية الصحية الذي أقر في وقت سابق العام الحالي. وأضاف ريد في مقابلة أجراها مع قناة تليفزيون سي.إن.إن. بعد سيطرة الجمهوريين علي مجلس النواب في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس أمس الأول' إذا كانت هناك بعض التغييرات نحتاج لإدخالها علي قانون الرعاية الصحية أنا مستعد لذلك.' وعزز الجمهوريون موقفهم في مجلس الشيوخ لكن الديمقراطيين احتفظوا بالأغلبية في المجلس. ويري مراقبون في العاصمة الأمريكية( واشنطن) أن فوز الجمهوريين بأغلبية كبيرة في مجلس النواب, وفوز الديمقراطيين بأغلبية طفيفة بمجلس الشيوخ, يمكن أن يؤثر علي ميزان القوي للحزبين في الكونجرس بشكل كبير,وعلي القضاياالدولية والسياسة الخارجية الأمريكية بصفة خاصة. وكان الرئيس باراك أوباما قد أعرب عن عزمه البدء في سحب القوات الأمريكية من أفغانستان في منتصف العام القادم إذا سمحت ظروف القتال..وقال محللون إن المزيد من السيطرة الجمهورية علي الكونجرس يمكن أن يؤدي إلي مزيد من الدعم للحرب في أفغانستان علي المدي القصير, كما يمكن أن يؤدي إلي صراع إذا ضغط الديمقراطيون لبداية الانسحاب في العام القادم. وتتضمن الأجندة الجمهورية تعهدا بالبقاء متشددين فيما يتعلق بموضوع الإرهاب, والضغط من أجل نظام دفاع صاروخي أكثر شمولا, كما يمكن أن تزيد مكاسب الجمهوريين في مجلس النواب ومجلس الشيوخ أيضا من ثقل الاتهامات التي وجهها النقاد بأن الرئيس أوباما لم يكن حازما بما فيه الكفاية مع إيران وتطويرها المحتمل للأسلحة النووية. وتسمح مكاسب الجمهوريين أيضا للمحافظين بالضغط علي أوباما كي يكون أكثر حزما بشأن الخلافات مع روسيا والصين, كما يمكن أن تؤدي إلي تعقيد الجهود الرامية إلي التصديق علي معاهدة خفض الأسلحة الإستراتيجية الجديدة مع روسيا التي انتهت في العام الماضي.. ويقول النقاد إن التصديق علي هذه الإستراتيجية من شأنه أن يضعف دفاعات الولاياتالمتحدة, وهي فكرة رفضها الرئيس أوباما والديمقراطيون في مجلس الشيوخ. وقد فاز الجمهوريون ب240 مقعدا في مجلس النواب مقابل183 مقعدا للديمقراطيين, وباقي12 مقعدا لم يتم بعد إعلان نتائجها, بينما لايزال فوز الحزب الديمقراطي ب51 مقعدا في مجلس الشيوخ مقابل46 صوتا للجمهوريين وباقي3 مقاعد لم يتم بعد إعلان نتائجها كما هو حتي التاسعة صباح امس بتوقيت واشنطن, الثالثة بتوقيت القاهرة. وهذه الأرقام لا تؤثر علي ما تم إعلانه من قبل بشأن فوز الحزب الجمهوري بأغلبية مجلس النواب ولاعلي فوزر الحزب الديمقراطي بأغلبية مجلس الشيوخ في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس التي أجريت أمس الأول, وذلك وفقا لنتائج الانتخابات التي تنشرها صحيفة واشنطن بوست علي موقعها أولا بأول. وهكذا استعاد الجمهوريون الأغلبية في مجلس النواب من الديمقراطيين بعد أن فقدوها منذ4 سنوات, في ظل ناخبين قلقين علي حالة الاقتصاد الأمريكي ورغبتهم في تقليل حجم الحكومة الأمريكية, وقضايا أخري أثرت علي عملية التصويت ومنها الرعاية الصحية والهجرة غير الشرعية وحربي العراق وأفغانستان, والأمن. وهذه هي المرة الثالثة علي التوالي التي يبعد فيها الناخب الأمريكي حزبا في الحكم عن مقاليد الأمور, في رسالة رأت صحيفة واشنطن بوسط أن السياسيون في واشنطن يمكن أن يكونوا أدركوا أنها تشير إلي أن هناك شيء خطأ, وأن هناك حاجة إلي التغيير. وسوف يتم إعلان النتائج النهائية رسميا بعد الانتهاء من فرز جميع الأصوات, وسوف يعقد الرئيس أوباما مؤتمرا صحفيا بعد ظهر اليوم يتناول فيه نتائج الانتخابات, ومن المتوقع أن يدعو فيه الحزبين الديمقراطي والجمهوري إلي التعاون والابتعاد عن الانتقادات القاسية التي شهدتها الأشهر الماضية والعمل معا للنهوض بالاقتصاد الأمريكي.