أَعْلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن مسئوليتِه الكاملة في الهزيمة التي لحقتْ بحزبه في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي, فيما قال زعيم الجمهوريين في مجلس النواب جون بوينر: إن نتيجة انتخابات التجديد النصفي تمثِّل رسالة إلى الرئيس الأمريكي لتغيير مساره. واعترف أوباما أمس الأربعاء, خلال مؤتمر صحفي خصَّصَه للحديث عن نتائج الانتخابات الأخيرة, بالمسئوليَّة المباشرة عن بطء الاقتصاد الذي اعتبره السبب الأساسي في خسارة الحزب الديمقراطي. وقال الرئيس الأمريكي: إنه "من الواضح أن نسبة كبيرة من الأمريكيين لم يشعروا بذلك التقدم حتى الآن، وأنهم أبلغونا بذلك أمس", في إشارة إلى انتخابات التجديد النصفي الكونجرس. وأضاف "أعتقد أن علينا أن نتحمل المسئوليَّة المباشرة؛ لأننا لم نحرِز التقدم الذي كان علينا أن نحرزه". وأوضح أن "الانتخابات أكَّدت ما سمعته من الناس في أنحاء الولاياتالمتحدة" وهو أنهم "يشعرون بإحباط بالغ من وتيرة الانتعاش الاقتصادي والفرص التي يأملونها لأطفالهم وأحفادهم". وأشار في الوقت ذاته إلى أنه ورث "عجزًا من الإدارة السابقة يجب تقليصُه دون أن يؤثِّر على بعض القطاعات الحيويَّة كالتعليم والصحة والبحث العلمي والتقنية النظيفة". وفي رسالة إلى خصومِه السياسيين، قال الرئيس الأمريكي: إنه منفتح على كافة الأفكار لتخفيض البطالة وإنعاش الاقتصاد، متوجهًا في ذلك إلى الحزب الجمهوري الذي دعاه إلى تقديم أيَّة اقتراحات في هذا الشأن. وقال أوباما: إنه لا يعتقد أن نتيجة انتخابات الكونجرس رفض لإصلاحاته الواسعة لنظام الرعاية الصحيَّة، لكنه أشار إلى استعداده للعمل مع الجمهوريين بشأن النقاط المثيرة للخلاف. وأضاف: "إن ما نراه استثمارًا، يراه الجمهوريون هدرًا للمال"، مؤكِّدًا على ضرورة المساهمة في تسريع وتيرة الاقتصاد. من ناحية أخرى, احتفل الجمهوريون بفوزهم بأغلبيَّة مقاعد مجلس النواب الأمريكي, معلنين عن عدد من الخطوات خلال المرحلة القادمة وعلى رأسها رغبتهم في تخفيض الإنفاق في ميزانيَّة الحكومة. وأكَّد زعيم الجمهوريين في مجلس النواب جون بوينر أمس أن خفض الإنفاق في ميزانيَّة الحكومة الاتحاديَّة سيكون في مقدمة جدول أعمال الكونجرس العام القادم. وقال بوينر, الذي يُتوقع أن يصبح رئيسًا للمجلس: إن نتيجة انتخابات التجديد النصفي تمثِّل رسالة إلى الرئيس الأمريكي لتغيير مسارِه. وأضاف للصحفيين: "من الواضح أن الشعب الأمريكي يريد منا أن نفعل شيئًا بشأن خفض الإنفاق هنا في واشنطن، والمساعدة في إيجاد بيئة نستعيد فيها الوظائف". يُشار إلى أن الجمهوريين استعادوا السيطرة على مجلس النواب وتجاوزوا المقاعد ال 39 التي كانوا يحتاجونها لتحقيق أغلبيَّة 218 صوتًا, لكنهم لم يستطيعوا تحقيق الشيء نفسه في مجلس الشيوخ، وإن قلّصوا أغلبية الديمقراطيين بستة مقاعد على الأقل.