ذكرت صحيفة " السفير" اللبنانية أن محمد رعد رئيس كتلة حزب الله البرلمانية أبلغ الرئيس اللبناني العماد سليمان ميشال سليمان خلال لقائهما أمس تشكيل حكومة حيادية ، ونصحه بألا ينهي عهده بحكومة انقسام . وأشارت الصحيفة إلى أن ذلك يأتي وسط حديث عن استعدادات جدية لدى الرئيس ميشال سليمان ورئيس الوزراء اللبناني المكلف بتشكيل الحكومة تمام سلام لاطلاق حكومة في وقت قريب وإطلاق صفة " الطابع الحيادي" عليها. وقالت إن الموضوع الحكومي ، بالاضافة الى التطورات المحلية والمستجدات الاقليمية ، كانت محل بحث بين سليمان ورئيس "كتلة الوفاء للمقاومة " النائب محمد رعد ، خلال اللقاء بينهما امس في القصر الجمهوري في بعبدا. وذكرت مصادر مطلعة ل " السفير" أن اللقاء إستمر نحو أربعين دقيقة واتسم بالصراحة حول الاستحقاق الرئاسي ، وكذلك في شأن التحضيرات لتشكيل حكومة جديدة في وقت قريب ، وربما مطلع السنة الجديدة. وقالت المصادر إنه لا طرح محددا حمله النائب رعد ، انما طرح وجهة نظره من القضايا المطروحة واستمع الى وجهة نظر الرئيس سليمان ، مع التأكيد على أن العلاقة ليست مقطوعة بين رئاسة الجمهورية وحزب الله رغم التباين حول بعض المواضيع. واشارت الى أن رعد كرر موقف حزب الله لجهة تأليف حكومة وحدة وطنية وفق صيغة 9-9-6 ، في حين شدد سليمان على وجوب تأليف الحكومة قبل الدخول في المهلة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية ما بين 25 مارس و25 مايو المقبلين ، وأن الحديث تطرق الى التحضيرات الجارية لانعقاد مؤتمر جنيف 2 والمشاركة اللبنانية في المؤتمر، اضافة الى الوضع في سوريا والمنطقة. وخلصت مصادر الرئاسة وفقا للسفير إلى القول إن الجانبين ما يزالان على موقفيهما من القضايا المطروحة ، إلا انه تم التشديد على استمرار التواصل بينهما. في المقابل ، قال مصدر واسع الاطلاع ل " السفير" إن سليمان حرص في اللقاء على النأي بنفسه عن موضوع التمديد او التجديد لولايته ، مبديا تفاؤلا ملحوظا في إمكان إتمام الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري لانتخاب رئيس جديد ، مشيرا الى أنه يسعى لانجاح إجراء الاستحقاق الرئاسي بما يتطلبه من جهود. لكن سليمان ، وبحسب المصدر ، لم يخف ميله الى تشكيل سريع لحكومة متوازنة من شأنها أن تقود ، في رأيه ، الى تحقيق التوازن المطلوب في البلد ، على أن تضم شخصيات حيادية مقبولة من قبل الجميع ولا تستفز أحدا. من جانبه ، قال رعد خلال اللقاء إن ما يسمى بالحكومة الحيادية هي محض خيال وتوهم ، والذهاب الى تشكيل مثل هذه الحكومة يلحق الضرر الكبير بمصلحة البلاد في هذه المرحلة ويزيد الاحتقان والتوتر. من جانبها ، قالت صحيفة " النهار" إن لديها معلومات تشير الى ان الايام الاولى من الشهر المقبل ستشهد اندفاعاً قوياً على محور الازمة الحكومية سعياً الى هدف أساسي ، ويبدو أن سليمان والرئيس المكلف تمام سلام قد اتفقا على ضرورة تحريك الجهود من اجله ، وهو بذل محاولة متقدمة لتشكيل حكومة جديدة قبل الخامس عشر من يناير 2014 موعد انعقاد مؤتمر الدول المانحة والمنظمات الدولية المعنية بأزمة اللاجئين والنازحين السوريين الذي سينعقد في الكويت ، وفي الحد الاقصى قبل نهاية شهر يناير ، نظراً الى ضيق المهل الدستورية مع دخول البلاد في العد العكسي لانتخابات الرئاسة. وفي ظل هذه المعطيات ، اكتسب لقاء الرئيس سليمان ورئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أمس في قصر بعبدا دلالة بارزة ، خصوصا انه جاء عقب المواقف التصعيدية التي اطلقها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمته الاخيرة ، ولم تخل من تحذيرات في شأن تشكيل حكومة أمر واقع اعتبرت موجهة ضد الرئيس سليمان والرئيس المكلف. غير أن المصادر القريبة من الجانبين أشارت إلى أن وجود أجواء مرنة خلال اللقاء أمس، وإن لم تخف وجود تباينات في المواقف. وقالت أوساط قريبة من الرئاسة ل"النهار"، إن اللقاء يندرج في اطار التواصل بين الجانبين في ما يدحض أي كلام عن وجود قطيعة بين بعبدا والحزب ، وأوضحت أن التباين في وجهات النظر في عدد من المواضيع لا يعني أن هناك خلافاً أو أن التواصل غير قائم ، مؤكدة أن ثمة توافقاً على ابقاء خطوط التشاور مفتوحة في شكل دائم. وكشفت أن الرئيس سليمان شدد على ضرورة البحث في تشكيل حكومة جديدة في القريب العاجل ، علما أنه سبق له أن توافق مع الرئيس سلام على هذا الامر ، كما أبلغ النائب وليد جنبلاط ذلك ووجه الى رئيس مجلس النواب نبيه بري رسالة بهذا المعنى بواسطة الوزير علي حسن خليل. وأضافت أن رعد كرر موقف الحزب من رفض حكومة أمر واقع ، وأن رئيس الجمهورية أكد إقتناعه بحكومة جامعة وانه لا يمانع في صيغة 9-9-6 وفور تقديم الرئيس المكلف صيغته سيوقعها.