عمت الفرحة ساحات الحرية وميادين التغيير في معظم محافظات اليمن بانتصار الثورة الليبية ومصرع معمر القذافي الذي حكم ليبيا نحو 42 عامًا، مستبشرين بانتصارهم في جمعة أطلقوا عليها اسم "جمعة الانتصار للشعب". وشهد شارع الستين شمال غرب صنعاء حشدًا كبيرًا شارك فيه مئات الآلاف من المناهضين لنظام الرئيس صالح، الذين دعوا إلى سرعة الحسم الثوري وتحرير اليمن مما أطلقوا عليه "بقايا نظام علي صالح العائلي". وقال خطيب الجمعة بساحة التغيير بصنعاء فؤاد الحميري إن هلاك القذافي يدفع بالثوار للسير قدمًا نحو حسم ثورتهم، ولن يدفعهم للانجرار وراء استفزازات صالح والانجرار للحرب. وهتف المحتشدون عقب صلاة الجمعة شعارات منها "بعد القذافي يا علي"، " الشعب يريد الحسم الثوري"، كما حملوا لافتات تبارك للشعب الليبي انتصارهم وتدعوا إلى التخلص من نظام الرئيس صالح. وقال محمد حيدر، القيادي في ثورة الشباب الشعبية: "الانتصار بات قاب قوسين أو أدنى، ونحن على ثقة بأن علي عبد الله صالح إذا لم يثب إلى رشده فإن مصيرة سيكون أسوأ من مصير معمر القذافي". وقال حزام ناصر، أحد شباب التغيير: "لا يمكن أن يرحل صالح، فلابد أن يُحاكم، وإلا سيلقى نفس مصير القذافي، حتى لو ضحينا بكل ما نملك وبدمائنا وجميع شبابنا ونسائنا، مهما كلفنا الأمر". وعلى الجانب الآخر، تجمع المئات من أنصار الرئيس صالح في ميدان السبعين القريب من القصر الرئاسي، في جمعة أطلقوا عليها "جمعة اقرأ باسم ربك الذي خلق" رفعت خلالها صورة صالح وصورة العاهل السعودي، ولافتات تدعو إلى الحوار، وردد المشاركون شعارات منها " الشعب يريد علي عبد الله صالح". وقال حمود ناصر، أحد المؤيدين للرئيس صالح، إن ما جرى في ليبيا لن يحدث في اليمن كون الشعب اليمني يتصف بالحكمة والإيمان . وأضاف في مقابلة مع "صدى البلد": "حكمة الشعب من حكمة القائد، والقائد هو من قاد السفينة منذ 33 عامًا إلى بر الأمان، وهذه قله قليلة (المعارضة ) تريد أن تغرق هذا الشعب وهذه السفينة، لكن السفينة سوف تمر إلى بر الأمان". وكان عدد من ساحات التغيير شهد في عدد من المدن اليمنية ابتهاجًا بانتصار ثوار ليبيا على نظام القذافي، حيث جابت شوارع مدينة عدن مساء أمس مواكب كبيرة للسيارات ترفع الأعلام لليبية واليمنية وتهتف لانتصار الثورة الليبية، كما احتفل ثوار البيضاء بإطلاق ألعاب نارية ورقص شعبي في المدينة، وفقًا لما أفادت المصادر. وخرج آلاف النساء في مدينتي آب وذمار وسط اليمن في مسيرات للاحتفاء بالمناسبة، وأطلقت النساء الزغاريد ابتهاجًا بنجاح ثالث ثورة عربية ورفعن الأعلام الليبية والشعارات التي حيت ثوار ليبيا بانتصارهم، وسقوط مدينة سرت بأيديهم. وطالبت النساء المشاركات في المسيرة المجتمع الدولي في بيان وزع على وسائل الإعلام "بالنزول عند خيارات الشعب اليمني في التغيير ومساندته لإكمال ثورته التي مضى عليها أكثر من ثمانية أشهر منذ اندلاعها في فبراير الماضي".