أقيمت مائدة مستديرة ضمن فعاليات معرض الكتاب لمناقشة مستقبل القومية العربية في ظل صعود التيار الإسلامي، الذي صاحب ثورات الربيع العربي، وتحقيق الإسلاميين السلفيين والإخوان - أغلبية كبيرة داخل البرلمان. وشارك فيها الكاتب الصحفي محمد القصبي، ود. سهير المصادفة التى أدارت الندوة، وكان من المنتظر حضور عدد من نواب البرلمان هم: د.عمرو حمزاوى ود. عمرو الشوبكى ود. وحيد عبدالمجيد، إضافة إلى د. أيمن نور زعيم حزب غد الثورة، ود.معتز عبدالفتاح لكنهم تغيبوا عنها بسبب سفرهم إلى بورسعيد ضمن لجنة تقضى الحقائق حول الأحداث التي شهدتها مؤخرًا. وتساءلت د.سهير المصادفة "هل يمكن أن تصبغ هوية مصر بالصبغة الإسلامية لتكون مجرد جزء من كيان كبير هو الخلافة الإسلامية للمسلمين حول العالم؟!، وهل يمكن أن يكون المسلم الباكستاني أقرب إلى المسلم المصري من جاره المصري المسيحي كما قال المرشد العام السابق للإخوان المسلمين؟!!". وشددت على أن السؤال الأخير أصبح ملحًا الآن بعد فوز الإخوان بأغلبية فى البرلمان المصري، مشيرة إلى أن مصر التى استوعبت كل الحضارات الإنسانية القديمة والحديثة وكل الثقافات و أذابتها وجعلتها جزءًا من شخصيتها الفريدة العبقرية. من جانبه، قال الكاتب محمد القصبى، إن البعض يعتقد أن مستقبل القومية العربية مهددًا فى ظل المد الإسلامي، الذى استطاع أن يسيطر على القاع المصرى، مؤكدًا أن كل الأطروحات الفكرية لها مستقبل إذا تمسكنا بالخيار الديمقراطى، وقد لا تكون الديمقراطية هى العصا السحرية لحل كل مشكلاتنا ولكنها الاختيار الأمثل والأكثر أمانًا إذا أردنا النهوض ببلادنا". وتساءل، هل نحن فى حاجة للخيار القومى خاصة أن الإسلاميين ينظرون إلى فكرة القومية العربية بتشكك شديد والعكس؟، وهذه إشكالية كبرى لأن بعض الإسلاميين يلجأون لقبول التمويل الخارجي من بعض الدول الإسلامية من دون أى إحساس بالحرج أو تأنيب الضمير لأنه تمويل إسلامي، والمسلمون أخوة وأقرب إلى المسلم من غير المسلم الذى يعيش معه فى الوطن ولا ينظر إلى أن هذا التمويل يخدم مصالح الدولة الممولة التى تتعارض معنا.