تغيب كل من الدكتور أيمن نور والدكتور عمرو حمزاوى، وكذلك الدكتور معتز عبد الفتاح والدكتور وحيد عبد المجيد عن المائدة المستديرة بمعرض القاهرة الدولى للكتاب والتى عُقدت ظهر اليوم لمناقشة مستقبل القومية العربية فى ظل الأممية الإسلامية والتى أدارتها الدكتورة سهير المصادفة، وحاضر فيها الكاتب الصحفى والروائى محمد القصبى. ودعت الدكتورة سهير المصادفة الحضور فى الندوة للوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء أحداث بورسعيد، وقالت إن ما حدث مدبر ومخطط له، وأنه تطبيق لما قاله الرئيس المخلوع فى خطابه الأول "أنا أو الفوضى" وأكدت أن ذلك لم يكن تهديدا، بل كان إصرارا على ذلك وهاهو ينفذ ما أراد. وأضافت أن مصر سوف تصبح دولة عظمى بدماء أبنائها رغم أنف السفاحين الذين يشعلون هذا البلد ورغم أنف المتآمرين عليها فى الداخل والخارج، وتساءلت هل تستحق مصر أن تكون جزءا من كل ينتمى لعالم إسلامى؟ وهل هذه الدولة التى استوعبت كل الحضارات والثقافات المختلفة سوف تكون تابعة وليست قائدة؟ وهل سوف تتخلص من هويتها التى حافظت عليها رغم تعاقب المحتلين والاستعماريين عليها، وأوضحت أنه من الملاحظ أن هناك اتجاه نحو الأممية الإسلامية والترويج لفكرة عودة الخلافة الإسلامية أو أن يكون انتماء المصريين للعالم الإسلامى وليس لمصر، مشيرة إلى ما قاله "مهدى عاكف"، المرشد السابق لجماعة الإخوان المسلمين، قبل ثلاث سنوات "طظ فى مصر.. والجنسية هى الإسلام" كما جاء فى حوار له على صفحات مجلة روزا اليوسف، لذلك كان هاما أن تعقد هذه المائدة المستديرة لمناقشة مستقبل الهوية المصرية فى ظل هذه الدعوات نحو الأممية الإسلامية والدعوات إلى القومية العربية والتى أثبتت فشلها على يد جمال عبد الناصر. وقال الكاتب محمد القصبى إن الدعوة إلى القومية العربية بدأت فى الشام على يد جماعة أطلقت على نفسها اسم الجماعة السورية فى أواسط القرن التاسع عشر عام 1847 وكذلك جماعة أخرى حملت نفس الاسم فى عام 1868 واتسم عمل تلك الجماعات وغيرها ممن دعوا إلى فكرة القومية العربية عملا سريا فى ظل الدولة العثمانية التى تعاملت بعنف ضد هذه الأفكار التى رأت أن الخلاص من سيطرة العثمانيون على البلاد هو العمل على ترسيخ قومية عربية ضد القومية التركية التى ارتدت ثوب الدين الإسلامى. وأضاف القصبى أنه منذ ظهور هذه الحركات وحتى تأسيس أول الأحزاب بالشام ذو اتجاهات نحو عام 1936 إلى تأسيس حزب البعث عام 1947 كانت تدشين الأفكار فى إطار المثقفين، ولكنه ظل بعيدا عن الشارع حتى صعود جمال عبد الناصر إلى صدارة المشهد، والذى لم يكن له أيديولوجية محددة حتى إن أهداف الثورة الستة المشهورة لم تكن فى ذهن الضباط الأحرار حين قاموا بحركتهم، ولكن مع تداعيات الثورة تحددت تلك الأهداف، وما دفع ناصر إلى ذلك هو أنه وجد أن ذلك هو الحل الوحيد فى مواجهة القوميات الموجودة آنذاك "القومية التركية والقومية الفارسية وشبه القومية الإسرائيلية"، وكان هذا ما حدث وتم التأكيد عليه خلال فترة العدوان الثلاثى بعد ضرب الإذاعة المصرية فخرجت إذاعة دمشق والأردن لتعلن "هنا القاهرة" ، ومن هنا نجد أن الظروف هى التى اضطرت ناصر للعمل على القومية العربية، وأضاف أما عن القومية الآن وخصوصا بعد فشل مشروعها، نجد أن أصحاب التيار الإسلامى ينظرون إلى أنها نشأت على يد مسيحيين بالشام ولا يجب اتباعهم فى ذلك، وأن القوميين يجعلون الأولوية للوطن على العكس منهم حين يجعلون الأولوية للإسلام. وتابع أن التحديات التى يواجهها كل من دعاة التيارات الإسلامية وتيارات القومية العربية هى إقامة الديمقراطية، حيث إن تاريخ كل من تلك التيارات اقترن بالاستبداد.