علي عكس ما توقع الكثيرون، شهدت الانتخابات الكويتية اليوم هدوءا بمراكز الاقتراع وسط إجراءات أمنية عادية والتزام من قبل الناخبين وكذلك المرشحين. وامتاز سير العملية الانتخابية حتي هذه اللحظات بالانتظام الشديد ، حيث تختفي أساليب التأثير علي الناخبين خارج اللجان أو شراء أصواتهم بالمال، فضلا عن التنظيم الجيد الذي قامت به حكومة الكويت لإتمام هذه العملية الانتخابية. وبدأت العملية الانتخابية منذ الساعة الثامنة من صباح اليوم، وتستمر حتى الثامنة مساء، علي أن يبدأ الفرز فورا وتعلم النتائج في غضون ساعات ليتم اختيار 50 عضوا لمقاعد مجلس الأمة الرابع عشر. يذكر ان 400 ألف و 296 ناخبا وناخبة يحق لهم الإدلاء بأصواتهم ورغم ذلك كان الإقبال علي اللجان كثيفا . كانت وزارة الداخلية الكويتية قد ألمت الأحداث الأخيرة التي شهدت حرائق في المقرات وخلافه قبل ان يفلت زمام الأمور من يدها ، كما ضبطت عددا من المحرضين والمشاركين في محاولة اقتحام مبنى قناة تلفزيون الوطن لإصرارهم على ارتكاب أعمال الشغب وأحالتهم إلى جهات التحقيق. كما أوقفت صحيفة عن النشر لتعمدها نشر مادة إعلامية تحوي ألفاظ سب وقذف طائفية بما يثير الفتنة الطائفية والتحريض على مخالفة النظام العام ويمس كرامة كويتيين ومعتقداتهم الدينية ويحض على كراهية فئات مجتمعية معينة. ويتوقع كثيرون فوز مرشحوا المعارضة في هذه المرحلة الانتخابية الحاسمة في تاريخ الكويت والتي شهدت ساعاتها الماضية خروج التيارات الدينية والقبلية عن الإطار القانوني للدعاية الانتخابية بما يعني أن السبب الذي من أجله حل البرلمان السابق سيظل متواجدا مع البرلمان الجديد . ويعد هذا البرلمان فاصلا من وجهة نظر الكويتيين لانه سيعيد صياغة بعض القوانين الخاصة بمكافحة الفساد المالي وتمكين المرأة والإصلاح السياسي وتعزيز الديمقراطية وسن قوانين تنبذ العنف الطائفي وتجرمه.