تزايدت وتيرة التنافس في آخر أسبوع من الحملات الدعائية الممهدة للانتخابات الموريتانية المقررة يوم السبت القادم، وشهدت العاصمة نواكشوط ارتفاعاً ملحوظاً في التنافس بين الأحزاب الموريتانية يصاحبه تكثيف لحملات المقاطعة التي تقوم بها عشرة أحزاب معارضة تتوعد بافشال الانتخابات. وبدت العاصمة الموريتانية مع بدء العد التنازلي للاقتراع وهي غارقة في اتون معركة انتخابية غير مسبوقة تختلف أنماطها بشكل مثير، وكأن الاقتراع سيجري اليوم على أنه مقرر السبت المقبل. ووظف الموريتانيون الشعر بشكل مثير في الحملات الدعائية وانهالت الأحزاب لكسب ود الشعراء في بلد يطلق عليه العرب بلد المليون شاعر بسبب المكانة المرموقة التي يلقاها هذا اللون الأدبي في المجتمع، وسارعت الاحزاب الإحدى والسبعون المشاركة في هذه الانتخابات إلى الدفع بمرشحين شعراء ما أضفى تنوعًا على المشهد التنافسي الانتخابي وبات كل مرشح يعتمد طريقة خاصة به لكسب تأييد جمهور الناخبين ممن قرروا المشاركة في الانتخابات، بل إن بعضهم طلب من مقاطعي تلك الانتخابات التصويت له. ومع هذا التوظيف غير المسبوق للشعر في الحملات الدعائية يسعى حزب "الرؤية الجديدة" الذي أسسه شبان موريتانيون إلى تحويل الشعراء من مفعول به كان يقتصر دوره على إحياء السهرات إلى فاعل من صناع القرار، وقدم الحزب الذي يطلق عليه حزب الشعراء الشاعر الشعبي الموريتاني احمد ولد الوالد للوصول إلى قبة البرلمان. والانتخابات الموريتانية التي يشارك فيها أكثر من ألف ومائة لائحة انتخابية للفوز بمائتين وثماني عشرة دائرة بلدية وأكثر من أربعمائة مرشح للحصول على مائة وسبعة وأربعين مقعدا برلمانيا تشهد منافسة ساخنة تتعدد خلالها أوجه المشاركين فيها ما يعطي انطباعا بصعوبة الحسم بحسب أحد المراقبين، ومع ارتفاع وتيرة الدعاية لدى المشاركين في الانتخابات تتزايد حملة المقاطعين الذين يتوعدون بإفشالها. وكثف قادة أحزاب المعارضة من مؤتمراتهم الصحفية مهددين تارة بمقاضاة الشركة البريطانية المسؤولة عن طباعة بطاقات الناخبين ومتوعدين السلطات، مؤكدين أن المشاركين في هذه الانتخابات سيندمون على مشاركتهم، عاشت العاصمة الموريتانية مساء أمس الجمعة مسيرات بالسيارات ضد الانتخابات، وانتهز شباب المعارضة المسيرات لتوزيع المنشورات والملصقات الجدارية في إطار حملة أطلقوا عليها مقاطعون، وتهدف لإقناع الناخبين بعدم الذهاب إلى صناديق الاقتراع.