* عند مدخل المتحف تمثال يمثل رأس "طه حسين" من البرونز * جزء من مكتبة المتحف تم منحه لدار الكتب * كان لزوجته الفرنسية أثر كبير فى حياته تخليدا لذكرى عميد الأدب العربى، أصدرت وزارة الثقافة قرارًا عام 1991 بتحويل فيللا طه حسين أو "رامتان" كما أطلق عليها عميد الأدب العربي والأرض المجاورة إلى متحف بشارع مدكور بالهرم. وعند مدخل المتحف تمثال يمثل رأس طه حسين من البرونز من عمل الفنان عبد القادر رزق سنة 1936، ويحتوي المتحف على فيللا مكونة من دورين ومكتبة تنقسم إلى جزءين، جزء ضخم يضم كتبًا باللغة العربية وعند وفاته أعطى هذا الجزء لدار الكتب ويوجد بها حتى الآن. الجزء الآخر من المكتبة أغلبه كتب باللغات الأجنبية وهذه الكتب ما زالت في المكتبة بالفيللا والكرسي الذي كان يجلس عليه والمكتب الذي كان يكتب سكرتيره عليه وقاعة الطعام والمكان المخصص لابنه مؤنس، وكذلك غرفتان للإدارة وعرض بعض المتعلقات للدكتور طه حسين من ملابس وأوسمة عربية وأجنبية وقلادة النيل التي حصل عليها والميداليات التي أعطيت له في مناسبات مختلفة. وقد ولد عميد الأدب العربى يوم الجمعة 15 نوفمبر 1889، سابع أولاد أبيه حسين، في قرية الكيلو قريبة من مغاغة إحدى مدن محافظة المنيا في الصعيد وما مر على عينى الطفل أربعة من الأعوام حتى أصيبتا بالرمد ما أطفأ النور فيهما إلى الأبد، وكان والده حسين على موظفًا صغيرًا رقيق الحال في شركة السكر، أدخله أبوه كتاب القرية للشيخ محمد جاد الرب، لتعلم العربية والحساب وتلاوة القرآن الكريم وحفظه في مدة قصيرة أذهلت أستاذه وأترابه ووالده الذي كان يصحبه أحيانًا لحضور حلقات الذكر، والاستماع عشاء إلى عنترة بن شداد أسيرة عنترة، وأبو زيد الهلالي. وسنة 1902 دخل طه الأزهر للدراسة الدينية، والاستزادة من العلوم العربية، فحصل فيه ما تيسر من الثقافة، ونال شهادته التي تخوله التخصص في الجامعة، لكنه ضاق ذرعا بها، فكانت الأعوام الأربعة التي قضاها فيها، وهذا ما ذكره هو نفسه، وكأنها أربعون عامًا وذلك بالنظر إلى رتابة الدراسة، وعقم المنهج، وعدم تطور الأساتذة والشيوخ وطرق وأساليب التدريس. ولما فتحت الجامعة المصرية أبوابها سنة 1908 كان طه حسين أول المنتسبين إليها، فدرس العلوم العصرية، والحضارة الإسلامية، والتاريخ والجغرافيا، وعددًا من اللغات الشرقية كالحبشية والعبرية والسريانية، وظل يتردد خلال تلك الحقبة على حضور دروس الأزهر والمشاركة في ندواته اللغوية والدينية والإسلامية، ودأب على هذا العمل حتى سنة 1914، وهى السنة التي نال فيها شهادة الدكتوراه وموضوع الأطروحة هو "ذكرى أبي العلاء"، ما أثار ضجة في الأوساط الدينية المتزمتة، وفي ندوة البرلمان المصري، إذ اتهمه أحد أعضاء البرلمان بالمروق والزندقة والخروج على مبادئ الدين الحنيف. وفي العام نفسه، أي في عام 1914، أوفدته الجامعة المصرية إلى مونبيلية بفرنسا، لمتابعة التخصص والاستزادة من فروع المعرفة والعلوم العصرية، فدرس في جامعتها الفرنسية وآدابها، وعلم النفس والتاريخ الحديث، وبقى هناك حتى سنة 1915، سنة عودته إلى مصر، فأقام فيها حوالي ثلاثة أشهر أثار خلالها معارك وخصومات متعددة، محورها الكبير بين تدريس الأزهر وتدريس الجامعات الغربية، ما حدا بالمسئولين إلى اتخاذ قرار بحرمانه من المنحة المعطاة له لتغطية نفقات دراسته في الخارج، لكن تدخل السلطان حسين كامل حال دون تطبيق هذا القرار. وعاد طه إلى فرنسا من جديد لمتابعة التحصيل العلمي، ولكن في العاصمة باريس فدرس في جامعتها مختلف الاتجاهات العلمية في علم الاجتماع والتاريخ اليوناني والروماني والتاريخ الحديث وأعد خلالها أطروحة الدكتوراه الثانية وعنوانها "الفلسفة الاجتماعية عند ابن خلدون". كان ذلك سنة 1918، إضافة إلى إنجازه دبلوم الدراسات العليا في القانون الروماني، والنجاح فيه بدرجة الامتياز، وفي غضون تلك الأعوام كان قد تزوج من سوزان بريسو الفرنسية السويسرية التي ساعدته على الاطلاع أكثر فأكثر بالفرنسية واللاتينية، فتمكن من الثقافة الغربية إلى حد بعيد. كان لهذه السيدة عظيم الأثر في حياته، فقامت له بدور القارئ فقرأت عليه الكثير من المراجع، وأمدته بالكتب التي تمت كتابتها بطريقة "برايل" حتى تساعده على القراءة بنفسه، كما كانت الزوجة والصديق الذي دفعه للتقدم دائما، وقد أحبها طه حسين حبًا جمًا، ومما قاله فيها إنه "منذ أن سمع صوتها لم يعرف قلبه الألم"، وكان لطه حسين اثنان من الأبناء هما: أمينة ومؤنس.