قالت سوزان رايس مستشارة الأمن القومي الأمريكي مساء أمس الخميس: إن بيانات توسيع المستوطنات الإسرائيلية هي المسئولة عن بعض التوترات الأخيرة بين إسرائيل والفلسطينيين مع تعثر محادثات السلام التي تتوسط فيها الولاياتالمتحدة بين الطرفين. وقالت رايس في كلمة أمام مركز دراسات في واشنطن: إن الولاياتالمتحدة ما زالت ملتزمة بعملية السلام في الشرق الأوسط لكنها أوضحت أنها ترى خطط البناء في المستوطنات الإسرائيلة معطلة لهذه الجهود. وأضافت "شهدنا تصاعدا في التوترات على الأرض. بعض من ذلك نتج عن إعلانات في الفترة الأخيرة عن بناء في المستوطنات. لذلك دعوني أقول مجددا: الولاياتالمتحدة لا تقبل بمشروعية أنشطة الاستيطان الإسرائيلية المستمرة". واستقبلت تصريحاتها في مؤتمر لمعهد الشرق الأوسط بالتصفيق من جمهور ضم مسئولين أمريكيين سابقين وحاليين ودبلوماسيين بعضهم من دول عربية وخبراء في شئون المنطقة. جاءت انتقادات رايس تأكيدا لتصريحات سابقة لوزير الخارجية جون كيري الذي حث إسرائيل خلال زيارته للمنطقة الأسبوع الماضي على الحد من البناء في المستوطنات في الأراضي المحتلة - وهو ما وصفه بأنه نشاط "غير مشروع" - للمساعدة في إعادة محادثات السلام إلى مسارها الصحيح. ويضاف الخلاف الإسرائيلي الأمريكي على المستوطنات إلى التوترات بين الحليفين المقربين بشأن كيفية التعامل مع برنامج إيران النووي. فقد حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن الولاياتالمتحدة وقوى عالمية أخرى تتفاوض على "اتفاق سيئ" مع طهران. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الأربعاء الماضي: إن وفد المفاوضين الفلسطينيين استقال بسبب عدم إحراز تقدم في المحادثات مع إسرائيل بشأن إقامة دولة فلسطينية. وتمثل هذه الخطوة انتكاسة جديدة للمحادثات التي استؤنفت في يوليو تموز الماضي. وأشار عباس إلى أن المفاوضات يمكن أن تستمر لكنه يحتاج لأسبوع لاستئنافها. ويريد الفلسطينيون إقامة دولة لهم في الضفة الغربية وقطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المعارضة لخطوات السلام التي يتخذها عباس وأن تكون القدسالشرقية عاصمة لها. ويقولون إن المستوطنات الإسرائيلية تحرمهم إمكانية إقامة دولة قادرة على البقاء. ومنذ استئناف المحادثات بعد توقف دام ثلاث سنوات أعلنت إسرائيل عن خطط لإقامة آلاف من الوحدات السكنية الجديدة للمستوطنين في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية. وكان الإعلان يوم الثلاثاء الماضي عن أن وزارة الإسكان الإسرائيلية أعدت خططا منفصلة لبناء نحو 24 ألف منزل إضافي للإسرائيليين في منطقتين آثار مخاوف الولاياتالمتحدة وإدانة الفلسطينيين. ولكن نتنياهو المؤيد لسياسة الاستيطان تدخل في وقت لاحق من اليوم نفسه وأمر بوقف المشروعات قائلا: إنه يخشى من غضب دولي يحول الأنظار عن الحشد الذي تقوم به إسرائيل ضد الاتفاق النووي مع إيران. وأكدت رايس على أن معارضة الولاياتالمتحدة للمستوطنات "ليست أمرا جديدا" وأنها سياسة تنتهجها منذ عقود لكنها أقرت بأن "الأمر ليس سهلا". واتهم نتنياهو الفلسطينيين بافتعال "أزمات مصطنعة" بشأن قضية المستوطنات وقال: إن أغلب المباني الإسرائيلية في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية في مناطق تعتزم إسرائيل الإبقاء عليها في أي اتفاق سلام مستقبلي.