أعربت صحيفتا الشرق والوطن القطريتان اليوم "الأربعاء"، عن مخاوفهما من بروز حرب إسرائيلية شرسة لإفشال المفاوضات مع الفلسطينيين عبر اعتداءاتها اليومية المتواصلة على المقدسات، وحذرتا من استغلال إسرائيل للمفاوضات لفرض واقع على الأرض بتهويد كل ما هو فلسطيني. وأكدت الصحيفتان في افتتاحيتهما أن هذه الحرب تستوجب كل الشجب والإدانة ووقوف المجتمع الدولي في وجه هذه السياسات والمناداة برفع الظلم التاريخي الواقع على الشعب الفلسطيني. وقالت صحيفة "الشرق": فيما كان العالم أجمع يترقب قرارات إيجابية أو مؤشرات على حسن النوايا على الأقل تجاه عملية السلام في ضوء الجولات المكوكية واللقاءات المكثفة لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري.. تفاجئ إسرائيل العالم يوميا بتصرفات استفزازية وبإعلانات عن أنشطة استيطانية جديدة تشكل تحديا سافرا للمنظومة الدولية وللقانون الإنساني الدولي". وأشارت الصحيفة في هذا الإطار إلى إعلان إسرائيل قبل أيام عزمها بناء 1500 وحدة استيطانية جديدة بمستوطنة "رامات شلومو" في مدينة القدسالمحتلة.. لافتة إلى أن ذلك القرار قد آثار استياء الجميع وسارعت مختلف الدول العربية والغربية، وفي مقدمتها قطر إلى إدانته باعتباره خرقا للقانون الدولي وتحديا للمجتمع الدولي تحاول إسرائيل من خلاله فرض أمر واقع جغرافي جديد فى القدسالمحتلة. وشددت الصحيفة في الختام على "أن الحالة الإنسانية المتدهورة والخطيرة في الأرض الفلسطينية المحتلة خاصة في قطاع غزة وتواصل معاناة اللاجئين الفلسطينيين في الشتات، علاوة على الممارسات القمعية المستمرة ضد الفلسطينيين من قبل الاحتلال الإسرائيلي والخروقات الصارخة للقانون الدولي من جانب السلطات الإسرائيلية تعد تذكيرا للمجتمع الدولي بأهمية الوقوف في وجه هذه السياسات والمناداة برفع الظلم التاريخي الواقع على الشعب الفلسطيني، كما تنادي بذلك قطر في جميع المحافل والمنابر الدولية". من جانبها، نبهت صحيفة "الوطن" في افتتاحيتها إلى وجود ثلاثة ألغام استخدمتها تل أبيب لتسميم المفاوضات تمهيدا لتدميرها وتبوير كل الجهود السياسية التي بذلت.. وأولها التوسعات الاستيطانية، وثانيها إعادة تعيين أفيغدور ليبرمان وزيرا للخارجية الإسرائيلية الأمر الذي أصاب المفاوض الفلسطيني بيأس وامتعاض بالنظر لمواقفه السابقة.. وثالثها الاستمرار في جهود تهويد زهرة المدائن "القدس" وتهجير سكانها العرب والإقدام على مشروع طمس المعالم الإسلامية المحيطة بها. وعبرت الصحيفة عن يقينها أن تلك الألغام الإسرائيلية من شأنها تقويض عملية السلام وإعادة المفاوضات إلى مربعها الأول وإشاعة نوع من القنوط واليأس من الجدوى منها . من جانبها أكدت "الوطن" على وجود حرب إسرائيلية شرسة على المقدسات وهو ما يجب فضحه أمام العالم.. وقالت: "إسرائيل التي تبدو للمجتمع الدولي جالسة على طاولة المفاوضات توهم العالم بأنها تسعى للسلم.. بينما هي في الحقيقة تتخذ من هذه المفاوضات سياجا لتنفيذ أطماعها وأهدافها على الأرض".