التهامي :التعاون الاستخباراتي بين مصر والولايات المتحدة لا يتأثر بتوتر العلاقات السياسية وزارة الداخلية استعادت قدراتها بعد إعادة كبار القيادات التي أطاح بها "مرسي" عناصر إرهابية نجحت في التسلل للقاهرة والدلتا والصعيد لن يتم تهميش أي قوى سياسية من المشاركة في العملية الديمقراطية خرج اللواء محمد فريد التهامى رئيس جهاز المخابرات المصرية عن صمته وتحدث لصحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية عن عدة أمور تتعلق بعمل جهاز المخابرات المصرية. ورأت صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية أن التوتر الذي شهدته العلاقات المصرية الأمريكية في الفترة الماضية لن يؤثر على مستقبل التعاون الاستخباراتي بين البلدين. وفي أول حوار "على الإطلاق" يدلي به اللواء محمد فريد التهامي رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية قال للصحيفة الأمريكية إن العلاقة مع أجهزة الاستخبارات الأمريكية "لم تتغير" بعد قرار تقليص المعونة العسكرية الأمريكية لمصر ولم تتأثر أيضاً بما يدور حالياً من نقاشات عقود استيراد أسلحة من روسيا. وتابع التهامي: "التعاون بين الأجهزة الاستخباراتية الصديقة لها مسار مختلف تماماً عن المسار السياسي، فأنا على اتصال دائم مع رئيس الاستخبارات الأمريكية جون برنان أكثر من اتصالي مع أي مسئول استخباراتي في العالم". وكشفت الصحيفة الأمريكية عن أن صداقة أجهزة المخابرات المصرية والأمريكية بدأت في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، حينما كان عمر سليمان "ذو الشخصية الكاريزمية" رئيساً للمخابرات المصرية وكانت هناك قضايا مشتركة متمثلة في محاربة الإرهاب محل تركيز من الجانبين. وذكرت "واشنطن بوست" أن جم تركيز الإدارة الأمريكية ومبارك صُب في قضية محاربة الإرهاب وهو ما جعل مبارك "معزولا" عن شعبه، وجعل الإدارة الأمريكية غير واعية بالحراك السياسي الذي بدأ يتشكل في مصر ولم يستطع جهازها الاستخباراتي توقع قيام ثورة 25 يناير. ووصفت الصحيفة اللواء التهامي بأنه رجل رفيع الجسم، ذو نظرات حادة هادئ الطباع ومدخناً بشراهة وقالت إنه وافق أن يكشف للمرة الأولى كيف يعمل جهاز المخابرات المصرية حالياً تحت قيادة الفريق أول عبد الفتاح السياسي الذي أعاده للخدمة مرة أخرى عقب الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي كرئيس للجهاز. وأضاف أن وزارة الداخلية استعادت الكثير من قدراتها المهنية بعد إعادة القيادات السابقة التي أطاح بها المعزول خلال ولايته. وشغل التهامي منصب رئيس هيئة الرقابة الإدارية في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، وهي هيئة تراقب التعاملات المالية للمؤسسات الحكومية، ليطيح به مرسي عقب توليه الرئاسة بدعوى التستر على فساد نظام مبارك، وهو ما أنكره مؤيدوه. وفي إجابته على سؤال للصحيفة ألأمريكية حول ما إذا كان يرى أن الحملة الأمنية الشرسة على جماعة الإخوان المسلمين ربما تدفعهم ليتحولوا لمنظمة إرهابية على غرار تنظيم القاعدة قال إن هناك عدة خلايا لها علاقات غير وثيقة بالقاعدة كانت تحاول التغلغل في سيناء مثل جماعة "أنصار بيت المقدس" لكن الجيش نجح في الحيلولة دون ذلك، وتابع "الجيش أحرز نتائج جيدة في سيناء". وكشف التهامي عن أن هناك خلايا إرهابية نجحت في التسلل داخل القاهرة والدلتا وصعيد مصر، لكن وزارة الداخلية تتعقب هذه العناصر جيداً وستقوم بالقبض عليهم قريباً. وفي السياق ذاته، أكد التهامي أن مصادر الدخل الرئيسي لمصر ستكون أهدافا لأي هجمات إرهابية تقوم بها هذه العناصر مثل قناة السويس، والسياحة والاستثمارات الأجنبية، لذلك طالب فريد التهامي بتكثيف التواجد الأمني من الجيش والشرطة في الفترة المقبلة. ورداً على سؤال حول مدى سماحه للإخوان المسلمين وذراعهم السياسي حزب الحرية والعدالة بالمشاركة في العملية السياسية، قال التهامي إنه وفقا لخارطة الطريق فإنه لن يتم تهميش أي قوى سياسية في المرحلة المقبلة وتقول الصحيفة إنها حينما كررت اسم حزب الحرية والعدالة مرة أخرى للتأكيد، رد التهامي قائلاً "أياً كان من يريد الانخراط في العملية السياسية فهو مُرحَب به". خارجياً، عبر التهامي عن قلقه البالغ من عدم استقرار دولتين من دول الجوار وهما ليبيا وسوريا، مشيراً إلى حالة الفراغ الأمني الخطيرة التي تشهدها ليبيبا وانتشار الميليشيات المسلحة، هو ما ينذر بتحولها لعراق جديد، إذا لم تتدخل القوى الخارجية للمساعدة ببناء جيش وطني قوي وجهاز شرطة قادر على ضبط الأمن. أما على الصعيد السوري، فقال التهامي إن الحل الأمثل للخروج من الأزمة السورية هو الحل السياسي، لأن تمويل المعارضة بالمال والسلاح كان له تأثير عكسي، فجبهة النصرة الموالية لتنظيم القاعدة حصلت على السلاح وكونت جبهة مستقلة تحارب فيها المعارضة وقوات الأسد على حد سواء.