منذ لقائي الأول مع صديقي الحمار وانا في شوق لمعرفة المزيد عنه. انشغلت بالبحث عن مصادر المعرفة فطرقت ابواب ممكلة الإنترنت شعبة الجوجل. تعجبت وفرحت بما وجدته من اوصاف للحمار: هو بالفعل حيوان وديع وعنيد الي اقصي درجة. وهذا العناد ينبع في الحقيقة من كونه فريسة مرغوبة من معظم الحيوانات المفترسة التي تسكن بيئته. فيمكن مثلاً إرهاب الحصان بالضرب والتخويف لدفعه في إتجاه معين لا يريد الذهاب له, اما الحمار فقد تعلم ان يعند ويصمم علي موقفه بما نسميه في اللغة العامية "يحْرِن". هذا العناد يختفي إذا نجح صاحب الحمار في كسب ثقته وإطمأن الحمار انه مخلص في حمايته ورعايته, حينئذ يتفاني الحمار في خدمة صاحبه بكل ما في وسعه من جهد وقدرة. أما ما أضحكني واسعدني فعلاً فهو ما ذكره العلماء ان الحمار حيوان شديد الذكاء ويهوي تعلَم الجديد بل ويحب المرح واللهو, وهذه للأسف صفات لا أستطيع إطلاقها علي كل المصريين الآن, فهناك فصيل غريب من المصريين (أو يا تري مستورد من مناطق تقع شرقاً من مصر؟) يري في المرح واللهو كفراً وفسقاً والعياذ بالله. بالمناسبه هذه الفئة الضئيلة تتميز بحبها للذقون الطويلة والجلابيب القصيرة والشوارب منزوعة الشعر. اما نساءهم فيختفون تحت "هرم" إسود متحرك (يستخدمه ايضا بعض رجالهم في ممارسة انواع من الفسق وموبقات اخري!) التفت الي زوجتي "الخواجاية" التي اتقنت العربية علي يدي وقلت لها بزهو وانتصار "أتعرفين ان قدماء المصريين هم اول من إستأنسوا الحمار منذ اكثر من اربعة آلاف سنة؟" ثم إستأنفت في تشفٍ "أين كنتم انتم عندما وُلِدَت الحضارة؟" قلتها وانا احاول ان اخفي ما في داخلي من اسي واسف علي الحال الذي وصل اليه آباء الحضارة. سعدت اليوم بلقاء جديد مع صديقي الحمار. تبادلنا التحية كأصدقاء قدامي ثم سريعاً ما تشاركنا الهموم في حال مصر. قال لي معلقاً علي الأخبار الواردة عن مجلس الشعب ونوابه "ندمت انني لم اترشح! "وما هي رؤيتك للمجلس الآن؟" "من المؤكد ان هناك صفقات خفية, وإن كانت معروفة للجميع. كما يوجد نوع من الصراع بين هؤلاء الحلفاء نابع من إنعدام الثقة. وما المبالغة في علو صوت الإسلاميين بضرورة 'اسلمة' مصرإلا محاولة للتعتيم علي تزويرهم للإنتخابات ومحاولة كسب شعبية مفقودة'' سألته "وهل تري ان الإنتخابات كانت مزورة؟" "هذه الانتخابات تذكرني بالانتخابات الرئاسية الأخيرة في الكونغو في ديسمبر الماضي والتي فاز فيها جوزيف كابيلا بنسبة ضئيلة. اللافت للنظر ان نسبة الأصوات المعطاة وصلت 104%! الحل الوحيد هو ان كل المواطنين شاركوا في الإنتخابات ثم لم يكفيهم هذا فأتوا بالموتي او بمواطني الدول المجاورة ليساهموا في التصويت, يعني لو جارك مخدمكش في المناسبات دي يبقي لازمته ايه؟" ثم إستطرد "علي نفس النمط تمت انتخابات مصر وإلا ماذا حدث مع التسعة ملايين صوت الذين لم يجدهم احد إلا علي القوائم الإنتخابية وهم في الحقيقة اصوات مكررة او لأناس ماتوا وإرتاحوا من هم التصويت وسنينه" "نعم, اعرف وقد كتبت عن هذا الموضوع في مقال سابق. وأخشي انهم يريدون ان ينام الموضوع ويصبح مجلس الشعب امراً واقعاً. ولكن ماذا يمكننا ان نفعل؟" أضاف "دول تسعععععة مليون, يعني تسعة قدامها ستة اصفار وليسوا مجرد عشرة اشخاص او حتي مئة. ليس امامنا سوي ان نعيد المطالبة بالتحقيق في هذا الأمر والا ننخدع بسذاجة من علو صوت الإسلاميين الذي يخفي تزويرهم" كان لا بد لي ان أمضي فحييته وسألته "الي الآن لا أعرف إسمك" "هناك إسم عزيز علي يحب المصريون ان ينادوني به وهو 'سكر'" "إذن فسأعطي للقاءاتنا إسما هو 'سكريات' لأن الإسم السابق 'حماريات' لم يمر عبر الرقابة في معظم المواقع. الي اللقاء إذن يا صديقي سكر"