لفت رئيس مجلس النواب نبيه بري أن تحالف 8 آذار بالإضافة إلى كتلة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط باتت تمتلك اليوم أغلبية الثلثين في حكومة تصريف الأعمال والأكثرية في البرلمان (في إشارة إلى قدرتها على تشكيل الحكومة). ورأى بري في تصريح لصحفية الأخبار اللبنانية أن هناك "أسبابا خارجية تسهم في عرقلة تشكيل الحكومة اللبنانية المتعسرة منذ إبريل الماضي" بالإضافة إلى العوامل الداخلية، مبديا استعداده لتحريك المياه الراكدة في هذا الاستحقاق المؤجل. وأعرب عن أمله من الفريق الآخر"8 آذار"، إلى مجاراة معادلة تشكيل الحكومة على أساس صيغة 9-9-6، موضحا أنها تعطي كلا من 8 و14 آذار الثلث +1، وهو سبب كافٍ كي ينشأ داخل الحكومة توازن متكافئ، عندما ترفض قوى 14 آذار قرارا او موقفا تصر عليه قوى 8 آذار، في وسعها عرقلة انعقاد مجلس الوزراء عبر استخدام نصاب الثلث +1 ما يحمل الفريق الآخر على التفاوض معها والتحاور في الموضوع المختلف عليه، والوصول الى مخارج ملائمة للطرفين. وأضاف أن العكس صحيح أيضا فهي لا ترجح هذه المعادلة فريقا على آخر، ولا تتيح لاي منهما فرض إرادته دون الأخذ في الاعتبار موقف الآخر. ليس الأمر كذلك في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي اليوم، حيث الغالبية لقوى 8 آذار التي يسمونها حكومة حزب الله، ولا يتمثل فيها فريق 14 آذار". وقال "لو كنت مكان فخامة الرئيس اللبناني ميشال سليمان ورئيس الحكومة المكلف تمام لأصدرت مراسيم حكومة وحدة وطنية، ووضعت الجميع امام مسؤولياتهم". وذكرت "الأخبار" ان بري تلقى معلومات عن اجتماعات رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري مع نواب التيار وحلفائه في قوى 14 آذار، تركزت على محورين اصر عليهما الحريري: رفض معادلة 9-9-6، وإبقاء قنوات الحوار بين بري ورئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة وإن من دون التوصل الى نتائج ملموسة. واكد برّي انه سيبقي قنوات الحوار مفتوحة "حتى تثمر ذات يوم". وقالت "الأخبار" إن بري كان قد تم إبلاغه قبل شهرين بميل غربي، وأمريكي خصوصا، نحو رفع الفيتو عن مشاركة حزب الله في حكومة جديدة، والتشديد على استعجال تشكيلها ودعم جهود رئيس الحكومة المكلف. كما أبلغ قبل أقل من اسبوعين موقفا أمريكيا متقدما، هو ان واشنطن لم تعد تكتفي بتأييد توزير حزب الله، بل توافق على حصوله في الحكومة الجديدة على الثلث +1. كانت تلك لبنة اولية لتحوّل جدّي من الولاياتالمتحدة حيال أزمة تشكيل الحكومة اللبنانية.