عقب وقوع عدة جرائم سطو مسلح خلال الأيام القليلة الماضية، أصبح هناك تساؤل رئيسي يخطر ببال المواطن المصري، حول ارتباط تلك الجرائم وتوقيت حدوثها وطريقة تنفيذها وطبيعة الأشخاص المرتكبين لها، وهو ما قد يشير إلى وجود رابط بين معظم تلك الجرائم وهو أن المشتبه في ارتكابهم لها هم مجموعة من البدو أو الأعراب الذين تتوفر لديهم عدة عوامل تساعدهم على التجرؤ على تكرار عمليات السطو المسلح. وقال مصدر أمنى، فى تصريح له، إن تلك العوامل التي تساعد البدو على ارتكاب جرائم السطو المسلح والسرقات بالإكراه هى وجودهم في أماكن نائية ومناطق جبلية وعرة، حيث ينظمون طريقة هروبهم قبل تنفيذ العملية وغالبا ما تشمل خطة الهروب إلى الدروب الجبلية وتأمين طريقهم باستخدام عدد من المسلحين بالأسلحة الآلية، وهو العامل الثاني حيث تنتشر الأسلحة النارية بحوزة الخارجين على القانون، خاصة عقب الثورة. وأضاف أنه تم تهريب كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة من ليبيا ومن بعض الدول الأخرى لاستخدامها في حماية الأنشطة الإجرامية من اتجار في المواد المخدرة وتهريب الأفارقة عبر الحدود وجرائم السرقات بالإكراه والسطو المسلح. وأشار إلى أن المتهمين يهربون في دقائق معدودة ويختبئون داخل الدروب الجبلية لفترة معينة ومن ثم يحاولون تهريب الأموال تدريجيا بعد تقسيمها بين المتهمين، وفي تلك الأثناء يواجه المتهمون خطر إلقاء القبض عليهم أثناء هروبهم من خلال بعض الأكمنة التي قد تواجههم في الطريق للهرب، فيستخدمون الأسلحة النارية التي بحوزتهم في إطلاق النار على الشرطة والتي تبادلهم إطلاق النار في الوقت نفسه. وبينما يعتبر البعض أن ارتكاب البدو لتلك الجرائم بشكل متكرر هو نوع من استعراض العضلات والقوة أمام أجهزة الشرطة، فإن الأجهزة الأمنية لا تزال تجمع الخيوط والقرائن وتجري الدراسات الأمنية حول هذا النوع من الجرائم للتوصل إلى الخطة الأمنية الأمثل لمواجهتها ومحاولة الحد منها، وربما أهم تلك الإجراءات هو تعزيز الإجراءات الأمنية أمام المنشآت التي تحتوي على أموال من البنوك ومكاتب الصرافة والشركات الكبرى وشركات نقل الأموال وغيرها، وهو ما سيقلل من فرص نجاح جرائم السطو المسلح. وتسببت الجرائم التي حدثت خلال اليومين الماضيين في إحراج شديد لوزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم، الذي أعلن مرارا أن الحالة الأمنية بدأت في الاستقرار، وأن انتشار قوات الشرطة في كل مكان أدى إلى التقليل من حجم ومعدلات الجريمة، بينما على أرض الواقع جرائم السرقة بالإكراه والسطو المسلح أصبحت ظاهرة بعد السطو على ماركت شهير بعين شمس ومكتب صرافة بشرم الشيخ وبنك "HSBC " بأكتوبر وسيارة نقل الأموال التابعة لشركة "أمانكو" بحلون، وأخيرا مليوني جنيه تمت سرقتها من مندوب شركة الشرقية للدخان أمس، الاثنين، ببورسعيد بنفس الطريقة. ويرى مراقبون أن تكرار تلك الجرائم يحتاج تدخلا من القوات المسلحة والجيش للمشاركة في تطهير البؤر الإجرامية، خاصة في المناطق الجبلية، والتي تعتبر المأوى المثالي للمجرمين على طريقة مطاريد الجبل.