أكد مصدر قبطي بالأقصر أن البابا تواضروس لم يتخذ قرارا نهائيا بشأن إقامة الاحتفال بمولد القديس ماري جرجس هذا العام، والتى تبدأ رسميا فى 10 نوفمبر من كل عام وتستمر أسبوعاً بجبل الرزيقات بمركز أرمنت. وتابع: "الوضع الحالي يوضح أنه سيكون هناك زيارات فقط بالدير بدون مبيت، وذلك بعد الاعتداءات الأخيرة على بعض الكنائس فى المحافظات، لأنه اذا حدث اعتداء ستكون كارثة كبيرة، حيث يتواجد فى الاحتفال أكثر من مليون زائر من جميع أنحاء مصر". ومن جانبه، أكد اللواء مصطفى بكر، مدير أمن الأقصر، أن الإخوة المسيحيين لم يخطروا المديرية حتى الآن بطلب الاحتفال ولا الإلغاء، مشيرا إلى أن رغبتهم لم تتحدد بعد سواء بإقامة المولد بالمبيت مثل السنوات السابقة أو الاكتفاء بالزيارات أو إلغائه نهائيا. وأشار اللواء عصام الحملى، مدير المباحث الجنائية، إلى أن ما تردد حول إلغاء احتفالات المولد غير دقيق حتى الآن، وأن أجهزة الأمن فى انتظار القرار النهائى للقيادات الكنسية، مؤكدا استعداد الأمن وقدرته على تأمين الاحتفالات. ويذكر أن دير ماري جرجس بالزريقات يرجع تاريخه إلى عام 184م، حيث كان كنيسة صغيرة على رأس مقابر الأقباط بالمنطقة أقيمت على بعد 500 متر من دير أثري قديم ما زالت أنقاضه باقية حتى اليوم. وأعيد بناؤه على الطراز الروماني خلال الفترة الأخيرة على غرار التجربة التي تبناها الأب "متى المسكين"، بدير أبي مقار غرب الإسكندرية، ثم تم تحويله إلى مركز اتصال وتعليم واسع للشئون الكنسية، وضم منشآت إنتاجية وخدمية كبيرة. وتم نقل المقابر إلى خارج الدير بعد بنائها بطريقة صحية، وتم إخلاء المنطقة المحيطة بالكنيسة القديمة التي تضم إحدى عشرة قبة وستة هياكل لتدخل في نطاق منشآت الدير. وبالدير مركز للرهبنة يضم مجمعا وقلايات "المكان الذي يستقبل فيه الراهب زواره" ومحابس "المكان الذي ينقطع فيه الراهب للعبادة"، وينتظم بالدير عدد من الرهبان، وخاصة المرشحون منهم لسلك الرهبنة. ويذكر أن ماري جرجس قد ولد في مدينة ملاطية بتركيا، وكان والده "أنطاسيوس" أميرا لها، وعندما قتل والده، حملته والدته هو وشقيقتيه إلى فلسطين، وهناك التحق بالجيش وتولى المناصب العليا حتى أصبح أميرا، ووهبه الملك الروماني حصانا جميلا. وعندما أصدر الملك "ذادا يافوس"، مرسوما بهدم الكنائس، وحرق الكتب المقدسة، رفضه ماري جرجس، ومزقه أمام الجنود فقادوه مكبلا أمام الملك، وتعرض منذ تلك اللحظة إلى سلسلة من التعذيب انتهت باستشهاده. ويحكي التقليد الكنسي أن جزءا من جسده انتقل من "اللد" بفلسطين إلى مصر حتى استقر أخيرا بكنيسة مصر القديمة.