سعر الذهب اليوم الجمعة 14 نوفمبر 2025 بعد ارتفاعه في الصاغة.. عيار 21 الآن بالمصنعية    محافظ الإسكندرية يكلف التنفيذيين ب «التواجد الميداني» لمواجهة تقلبات الطقس    وزير الطيران المدني يشارك في الاجتماع الوزاري للمفوضية الأفريقية    إسرائيل تعلن تحديد هوية رهينة بعد إعادة جثته من غزة (صور)    نانسي عجرم: والدي كان صارما وقاسيا وحقق حلمه فيّ وأنا طفلة بالثمانية من عمري    نانسي عجرم عن أغنية أنا مصري وأبويا مصري: استقبلوني كنجمة كبيرة ورصيدي أغنيتان فقررت رد التحية    مؤلف «كارثة طبيعية» يكشف كواليس الفكرة: «بدأت من صورة أبوين مصدومين بخمسة توائم»    رفع حالة الطوارئ و1500 عامل نظافة لمواجهة أمطار نوة المكنسة بالإسكندرية    مجانًا.. القنوات الناقلة مباشر لمباراة الأهلي وسموحة في نهائي سوبر اليد.. والمعلق    د. عبدالراضي البلبوشي يكتب: «المتحف المصري الكبير» وفن إدارة السمعة    الجزائر.. اندلاع 17 حريقا في عدة ولايات    «الأهلي مكسبش بفارق كبير!».. وائل القباني ينفجر غضبًا بسبب تصريحات مصطفى عبده    الدبلوماسي والسياسي مروان طوباس: «قوة الاستقرار الدولية» وصاية جديدة على فلسطين    حماية المستهلك: ضبط 11.5 طن لحوم فاسدة يُعاد تصنيعها قبل وصولها للمواطن منذ بداية نوفمبر    رئيس الجامعة اليابانية يستقبل نقيب صحفيي الإسكندرية والوفد المرافق    ميسي يحمل قميص "إلتشي".. ما علاقته بمالك النادي؟    تامر عبدالحميد: الأهلي كان الأفضل في السوبر.. وبيزيرا وإسماعيل وربيع أفضل صفقات الزمالك    بعد حلقة أمنية حجازي .. ياسمين الخطيب تعتذر ل عبدالله رشدي    وداع موجع في شبين القناطر.. جنازة فني كهرباء رحل في لحظة مأساوية أمام ابنته    السيطرة على حريق شب داخل سيارة ملاكي أعلى كورنيش المعادي    طوارئ بالبحيرة لمواجهة سوء حالة الطقس وسقوط الأمطار الغزيرة.. فيديو وصور    كلماتها مؤثرة، محمد رمضان يحول نصائح والده إلى أغنية بمشاركة المطرب إليا (فيديو)    مسؤول أوكراني: دفاعات كييف تتصدى لهجوم روسي هائل    المجلس الأعلى للتعليم التكنولوجي يوافق على إنشاء جامعة دمياط التكنولوجية    هنا.. القنوات المجانية الناقلة لمباراة مصر وأوزبكستان اليوم 14 نوفمبر 2025 في بطولة العين الودية    «مينفعش لعيبة الزمالك تبقى واقعة على الأرض».. جمال عبد الحميد ينفجر غضبًا بسبب صور مباراة نهائي السوبر    جامعة المنيا تنظم ورشة عمل لأعضاء هيئة التدريس حول طرق التدريس الدامجة    «احترمي خصوصياتهم وبادري بالود».. 7 نصائح ضرورية لتعزيز علاقتك بأقارب زوجك    سنن التطيب وأثرها على تطهير النفس    سرّ الصلاة على النبي يوم الجمعة    هل ثواب الصدقة يصل للمتوفى؟.. دار الإفتاء توضح    ابتلاع طفل لخاتم معدنى بالبحيرة يثير الجدل على مواقع التواصل.. اعرف التفاصيل    أمراض بكتيرية حولت مسار التاريخ الأوروبي: تحليل الحمض النووي يكشف أسباب كارثة جيش نابليون في روسيا    المركز الأفريقى لخدمات صحة المرأة يحتفل باليوم العالمي ل«مرض السكر»    نتنياهو يربط التعامل مع أحمد الشرع بهذا الشرط    مصرع 3 أشخاص وإصابة 4 في حادث تصادم سيارتين بالكيلو 17 غرب العريش    مصرع شقيقتين في انهيار منزل بقنا بعد قدومهما من حفل زفاف في رأس غارب    رسميًا بعد تطويرها.. موعد افتتاح حديقة الحيوان بالجيزة وخطة تجديدها وربطها بالأورمان    وزير الدفاع الأمريكي يعلن بدء عملية "الرمح الجنوبي" ضد شبكات مخدرات في الغرب    العثور على حطام طائرة إطفاء تركية ووفاة قائدها    القانون يحدد شروطا للتدريس بالمدارس الفنية.. تعرف عليها    محافظ بورسعيد يبحث استعدادات إجراء انتخابات مجلس النواب 2025    التفاصيل الكاملة لمشروع جنة مصر وسكن مصر.. فيديو    القانون ينظم عمل ذوي الاعاقة.. تفاصيل    سعر طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الجمعة 14 نوفمبر 2025    نانسي عجرم ل منى الشاذلي: اتعلمت استمتع بكل لحظة في شغلي ومع عيلتي    أول تعليق من «الأطباء» على واقعة إصابة طبيب بطلق ناري خلال مشاركته في قافلة طبية بقنا    إنجلترا تواصل حملة الانتصارات مع توخيل وتعبر صربيا بثنائي أرسنال    تفاصيل محاكمة المتهمين بالتنمر على الطفل جان رامز على مواقع التواصل    أذكار المساء يوم الجمعة – حصنك من الشر والهم والضيق    الإمارات تعلن نتائج تحقيقات تهريب العتاد العسكري إلى السودان    اليوم.. أوقاف الفيوم تفتتح مسجد"الرحمة"بمركز سنورس    إيران تطالب الأمم المتحدة بمحاسبة واشنطن وتل أبيب على ضرباتها النووية في يونيو    4 أبراج «بيجيلهم اكتئاب الشتاء».. حسّاسون يتأثرون بشدة من البرد ويحتاجون للدفء العاطفي    «الصحة»: التطعيم ضد الإنفلونزا يمنع الإصابة بنسبة تزيد على 70%    عمر هشام طلعت يفوز بعضوية المكتب التنفيذى للاتحاد العربى للجولف..والرميان يحتفظ بالرئاسة    "الصحة" تنظم جلسة لمناقشة تطبيق التحول الأخضر في المستشفيات وإدارة المخلفات الطبية    الشيخ خالد الجندي: كل لحظة انتظار للصلاة تُكتب في ميزانك وتجعلك من القانتين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللواء شريف عبد النبى:استجوبت عساف ياجوري وحصلت منه علي معلومات..ويوم كيبور وشهرالسكون سر خطة الخداع فى 73
نشر في صدى البلد يوم 05 - 10 - 2013

أطلقت النيران علي يهود كانوا يستحمون في قناة السويس وقدموا ضدي شكوي لقوات حفظ السلام
المشير أحمد إسماعيل قال لي "أشكرك علي شجاعتك الأدبية" عندما اعترفت له بإطلاق النار على اليهود بالقنال
ساعة الظهيرة ويوم كيبور وشهر السكون سر خطة الخداع أثناء حرب أكتوبر
المخابرات الحربية المصرية في ظل إمكانيات مقبولة جدا تعمل بكفاءة عالية جدا
هناك جنود كانت تبكي لانها لم يصبها الدور في تنفيذ العمليات
ساعة الصفر لم يكن يعلمها أى من الجنود او الضباط المتواجدين على الجبهة الا قادة الفرق.. ومستحيل تسريبها لإسرائيل
تعاملنا مع أسري 73 طبقا لاتفاقية جينيف.. على عكس تعامل العدو مع أسرانا بالشدة فى 67
المخابرات الاسرائيلية حاولت استدراج عناصر معينة من الأسري.. وعملنا على فرز واستجواب جميع الأسري فور عودتهم
عساف ياجوري كان يعشق السيجارة "الكيلوباترا" وكنا بنريحه بيها علشان نقدر نتكلم وناخد وندي معاه في الكلام
قال اللواء اللواء شريف عبد النبى أحد ضباط المخابرات الحربية والاستطلاع أثناء حرب أكتوبر 1973 انه قام باستجواب الأسري اليهود أثناء الحرب وان ساعة الصفر لم يكن يعلمها أى ضابط على الجبهة الا قادة الفرق وحول كواليس 73 كان لصدى البلد هذا الحوار
ما هو تاريخ إنشاء سلاح المخابرات الحربية المصرية ؟
يرجع تاريخ إنشاء سلاح المخابرات الحربية قديم ، بينما تاريخ إنشاء وحدات الاستطلاع كان بعد النكسة تحديدا عام 1968 ، وذلك بفضل الجهود التى قام بها المشير محمد عبد الغني الجمسى الذي جمّع وحدات الاستطلاع الموجودة في وحدات المشاه والمدرعات وألحقهم جميعا بالمخابرات الحربية.
حدثنا أكثر عن المشير أحمد إسماعيل كقائد ؟ والمواقف الشخصية التي جمعت بينكم ؟
المشير احمد إسماعيل كان من أعظم القادة الذي تولوا مناصب عديدة منها قائد الجيش التاني الميداني ورئيس المخابرات العامة المصرية ورئيس أركان القوات المسلحة والقائد العام للقوات المسلحة ووزير الحربية المصري خلال حرب أكتوبر 1973، فهو شخصية نادرة ابن مصر ويكفي انه قائد عظيم.
أما عن المواقف الشخصية التي جمعت بيننا فكانت كثر بحكم أنه كان دءوب علي زيارة قواته فى المعسكرات، وأتذكر انه زارنا كثيرا في قطاع بورسعيد، ولكن يحضرني موقف تحديدا عندما كنت أخدم في رأس العش، وكان اليهود يأتون كل يوم سبت في أتوبيسات خاصة للسباحة في قناة السويس، وكان من ضمن هذه المجموعات مجموعة أتت ب"المايوهات البكيني" ونزلت إلي المياه، الأمر الذي دفعني إلي حمل سلاحي وتوجيهه صوبهم ففروا جميعهم، ثم بعد ذلك فوجئت بتقديمهم شكوى في شخصي لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ، واستدعاني بعدها المشير أحمد إسماعيل في مكتبه لسؤالي عن الواقعة والوقوف على مدى صحة البلاغ المقدم بشأنها، فأكدت له قيامي بذلك بسبب ضيقي من هذا المشهد، فقال لي "أشكرك علي شجاعتك الأدبية.. إتفضل على وحدتك"، الموقف الذي جعلني أري فيه الأب والإنسان في نفس الوقت.
باعتبار أن المخابرات الحربية والاستطلاع كانا الجندي المجهول في حرب 1973 .. اذكر لنا أبرز عناصر خطة الخداع أثناء الحرب ؟
شملت خطة الخداع أثناء حرب أكتوبر على ثلاثة عناصر رئيسية، أولها اختيار ساعة الصفر والذي كان في الثانية ظهراً على عكس المتعارف عليه أثناء الحرب العالمية الثانية مثلا فكانت الجيوش تحارب مع بزوغ الشمس أو مع انقضائها، وثانيها اختيار اليوم وكان يوم سبت العطلة الأسبوعية عند اليهود والمعروف عندهم باسم "كيبور" أو الغفران، أما ثالثهما اختيار الشهر وهو شهر رمضان الذي كان يتوقعه اليهود بأنه شهر السكون عندنا.
هل هناك تنسيق بين المخابرات الحربية والمخابرات العامة وترتيبهم لخطة الخداع أثناء الحرب ؟
لابد من التنسيق وتنظيم التعاون ما بين المخابرات الحربية والمخابرات العامة وأي جهات آخري تعمل في صالح مصر، كما كان تماما أثناء معركة أكتوبر 1973 وما قبلها وما بعدها وحتى الآن، مع الأخذ فى الاعتبار ان كل جهاز من أجهزة الدولة له طبيعة عمله واتجاهاته علي كافة المستويات سواء اتجاه استراتيجي او تعبوي او تكيكي.
هل تم تطوير سلاح المخابرات الحربية المصرية بعد حرب اكتوبر لمواجهة المستحدثات علي جانب العدو ؟
القوات المسلحة بطبيعة الحال تطور نفسها لكل ما هو جديد دائما، كما أن المخابرات الحربية المصرية مشهود لها بالكفاءة، فنحن "في ظل إمكانيات مقبولة جدا نعمل بكفاءة عالية جدا".
هل كان لسلاح المخابرات الحربية عمليات خلف خطوط العدو ؟ اذكر لنا احدى هذه العمليات والتي شاركت في تنفيذها ؟
كان هناك العديد من العمليات التي كنا نقوم بها ونتسابق للحصول علي فرصة لخوض إحداها ضد العدو في الجانب الشرقي، لعل اذكر اثنان منهما، احدها كانت عند الكيلو 51 شمال جزيرة الملاح وتم اقتحام النقطة عندها وتحزيمها بحزام ناسف من الديناميت وتدميرها بالكامل فى مدة زمنية لم تتجاوز الخمس دقائق، ثم ارتدينا بالقوارب في قناة السويس عائدين إلي الضفة الغربية، لنتفجئ ونحن في منتصف القناة بأن الجندى الذي كان يحزم الموقع تركناه هناك وعدنا لنجده يصرخ ويستغيث بنا ويتحرك احد جنود اللاسلكي يدعي يحيي تكلا لانقاذه بعد خلع جهازه والقفز في المياه لجذب زميله والعودة به إلي القارب قبل ان ينسف الموقع ب 30 ثانية.
والعملية الآخري كانت عندما تقدمنا شرقا خلف موقع الكيلو 51 تحديدا وكنا 7 مجموعات كل مجموعة بحوزتها سلاح ار بي جي وكان الهدف ان نصطاد اكبر عدد من دبابات العدو، واطلقنا التمهيد النيارني للمدرعة ونحن خلف الموقع لتأتي عدد 6 دبابات ولما اقتربوا تماما علي بعد 100 متر تقريبا، اصدر قائد المدفعية للجيش التاني الميداني حينئذ المشير عبد الحليم أبو غزالة وقائد المدفعية للفرقة اللواء منير شاش محافظ شمال سيناء الحالى، الامر بالتعامل معاها فأصابنا 4 دبابات وانسحبت اثنتين تمت ملاحقة احداها وتدميرها فيما تمكن الثانية من الهرب، وتعد هذه العملية من اجرأ العمليات لأنها نفذت خلف الموقع وكانت كل مجموعة تعرف هدفها بالتحديد، وعلى الرغم من اختبئنا خلف الموقع إلا أن الخطورة كانت تكمن في قربنا من موقع الكيلو 51 الذى تم تدميره ، فلو كان التمهيد النياري للمدفعية انحرف 2 مللي فقط لكنا قد دُمرنا، بالإضافة إلي أننا استقبلنا اشارة من قواتنا علي البر الغربي تفيد بأن سلاح الطيران قد رصد مخربين مصريين خلف موقع الكيلو 51 وهذا معناه اننا قد رُصدنا فكان يجب علينا الانسحاب فورا ولكن بنوعا من التدرج لنكون بعيدا عن رصد الطيران الليلي للعدو، فكنا ننتظر لحين ان ينهي الطيران تحليقه ونسحب مجموعتين تلو الآخري، وتمكنا بالفعل من العودة بكامل قواتنا دون وقوع أية خسائر بل على العكس نجحنا فى قطع خطوط الاتصال اللاسلكية عن العدو.
بإعتبار أنك ضابط مخابرات حربية واستطلاع.. حدد لنا دورك في مجموعتك أثناء تنفيذها لعمليات ضد العدو ؟
دوري كقائد بالسرية انني كنت اقوم باختيار الجنود الذين سيشاركون بالعمليات بعناية فائقة طبقا لقدرات كل جندي منهم، حيث اننى كنت اعلم قدرة كل فرد مقاتل بهم، ولا اخفي عليك حقيقة ان هناك جنود كانت تبكي لانها لم يصبها الدور في العمليات التى كنا نقوم بها.
يقال ان خبر الهجوم علي قوات العدو وساعة الصفر سربت الي اسرائيل قبلها ب 48 ساعة.. ما مدي صحة هذه الاقاويل ومدي تاثيرها علي الضربة الاولي ؟
هذا الكلام غير صحيح على الاطلاق، فإسرائيل وحتى عدد كبير من الضباط والجنود المتواجدين علي الجبهة كانوا لايعلموا ساعة الصفر، القادة فقط هم من كانوا يعلموها بل على مستوي معين من القادة فقط هم قادة الفرق، فمن أدلى بهذا الكلام أكيد مخطئ، حيث أنه من ضمن خطة الخداع ألا تعرف ساعة الصفر تماما، ففي هذا التوقيت تحركت القوات الجوية في موجة قوية جدا ودمرت الاحتياطي الاستراتيجي والتعبوي، وعقبها المدفعية والمدرعات بقذف التمهيد النيراني علي المواقع المتقدمة، ثم بدأت مرحلة العبور بالقوات الارضية المتمثلة في سلاح المشاة والعناصر المعاونة لها، ثم تقدمت الدبابات علي الجسور التي قام بتنفيذها اللواء الشهيد أحمد حمدي الذي سُمي النفق الشهير على أسمه، وعبرت وتغلغلت قواتنا الي مسافة تتجاوز ال 25 كيلومتر تقريبا.
ما هو الفرق في تعاملنا مع أسري العدو في أعقاب حرب أكتوبر 1973 وتعامل العدو مع أسرانا فى أعقاب نكسة 1967 ؟
فى أعقاب حرب أكتوبر 1973 ووصول أسري العدو إلي معسكر الاستجواب التابع للقوات المصرية في مكان قريب من القاهرة، كان معظم الأسري جنود وضباط طيارين وضباط أسلحة معاونة من الذين شاركوا في الحرب ومن بينهم العقيد عيساف ياجوري، وتم القاء القبض عليهم كأسري حرب تمت معاملتهم جميعا طبقا لاتفاقية جينيف لعام 1949 التى تنص علي معاملة الأسير معاملة حسنة.
وعلي الجانب الآخر تعامل العدو مع أسرانا بالشدة فى أعقاب نكسة 1967 الي أن حضر الصليب الاحمر الدولى وتم تسجيل أسرانا وبمجرد هذا ألتزم اليهود بالمعاملة الجيدة ولم يستطع احد فعل اى شئ آخر.
يقال أن المخابرات الإسرائيلية كانت تتعامل بالحسنى مع الأسري المصريين في أعقاب نكسة 1967 فى محاولة لتجنيدهم ومن لا يجدوا منه استجابة كانوا يدهسوه بالمدرعات.. ما حقيقة هذه الأساطير ؟
بالفعل، فاليهود في تعاملتهم مع الأسري المصريين فى أعقاب نكسة 1967 كانوا حريصين علي انتقاء عناصر معينة ويحاولوا استدراجهم الي العمل مع المخابرات الاسرائيلية وكان هناك أسري تصرح بتعرضهم لهذه المحاولات وآخرين كانوا لا يصرحون بذلك، ولكننا كمخابرات حربية كنا نفرز ونصنف الأسري فور عودتهم لنقف على حقيقة الأمر وكنا نصل إلي نتائج مرضية بعد استجوابهم.
من المعروف أن أكبر رتبة تم أسرها أثناء حرب 1973 كانت العقيد عيساف ياجوري.. حدثنا أكثر عن قصة أثره ؟ وهل كانت هذه الرتبة تستحق الضجة الاعلامية التى أثيرت أثناء الحرب ؟ وما حقيقه زيارته لمصر بعد معاهدة السلام كسائح ؟
أُسر عيساف ياجوري علي يد الفرقة الثانية للجيش الميداني الثاني بقيادة الفريق حسن أبو سعدة، حيث انه كان قائد كتيبة مقاتلات إسرائيلية، وأثناء القتال التصادمى مع القوات المصرية ونتيجة لتفوقها استسلم ياجوري وقام بتسليم نفسه.
وكان ياجوري يُعامل معاملة عادية جدا مثله مثل أي أسير إسرئيلي آخر موجود، وكان يتلذذ من السيجارة "الكيلوباترا" ويحتاجها بشدة، فكنت اضعه في زنزانة خاصة و افتح عليه باب الزنزانة وسؤاله بالعبرية "انت عاوز ايه؟"، كان يقول لي "انا عاوز سيجارة كليوباترا"، فكانت "السيجارة قالبه دماغه وكنا بنريحه بيها علشان نقدر نتكلم وناخد وندي معاه في الكلام".
كما استحقت عملية أثر عيساف ياجوري الضجة الإعلامية التى أُثيرت وقتها بالفعل، حيث أن ذلك التوقيت كان يستحق هذه الضجة باعتبار ان قواتنا أثرت عقيد اسرائيلي وقائد لكتيبة مدرعات.
وبالفعل زار عيساف مصر بعد معاهدة السلام، ورافقوا في هذه الزيارة من أطلعه على أماكن في البلاد كان لا يتصور أنها موجودة في مصر، حيث أن معلوماته عنها كانت سطحية جدا.
بإعتبارك أركان حرب معسكر استجواب الأسري اليهود أثناء حرب أكتوبر 1973 .. ما طبيعة المعلومات التى كنتم تحصلوا عليها من أسري العدو ؟
الطبيعى في جميع الحروب الاستفادة من الأسير في مجال المعلومات، وطالما أن البلاد فى حالة حرب فهناك احتياج دائم للحصول على معلومات، فكنا نجمع معلومات سريعة جدا وننقلها للقيادة العامة لتتولي تصنيفها لصالح قواتنا، فمن الممكن قيام مجموعات صاعقة بتدمير وحدات في العمق الاسرائيلي عن طريق هذه المعلومات، وكان يحدث بالفعل.
ما دور سلاح المخابرات الحربية في شبه جزيرة سيناء في فترة ما قبل نكسة 1967 وفي فترة ما بين 1967 و 1973 وفي فترة ما بعد 1973 وحتى الآن ؟
فى فترة ما قبل نكسة 1967 كان للمخابرات الحربية دورها فى سيناء باعتبارها مدينة حدودية مثلها كمثل باقية المدن التي تقع على الحدود تتولها المخابرات الحربية، والتى تجمع بين سكانها من البدو وجهاز المخابرات علاقة قوية جدا.
اما في الفترة ما بين نكسة 1967 و انتصار 1973 كان هناك رجال من البدو تعاملوا وتعاونوا مع رجال المخابرات الحربية وافادوا القيادة العامة للقوات المسلحة وافادوا مصر فائدة كبيرة جدا.
بينما فى الفترة ما بعد 1973 وحتى الآن فالعلاقة مستمرة وفي أحسن صورها ما بين البدو ومشايخ وعقائل البدو والقوات المسلحة وتحديدا جهاز المخابرات الحربية.
فى ظل ما يحدث فى سيناء الآن وسيطرة الإرهاب عليها.. لماذا لا نستفيد من العلاقات القوية التي تجمع البدو بالمخابرات الحربية في القضاء علي الارهاب في سيناء ؟
القضاء علي الارهاب في سيناء مش مسالة سهلة تأخد يوما او اسبوع، فالفترة الماضية اعتبرها فترة منتهية أو عام ضاع من مصر في ظل حكم جماعة الاخوان المسلمين، حيث انهم ثبتوا فشلهم في ادارة البلاد، وبالتالي خلال فترة حكمهم تسربت عناصر كثيرة جدا الي عمق سيناء من بلاد كثيرة وهم عناصر تكفيرية وعناصر تنتمي إلي تيارات اسلامية متشددة وشكلوا بؤر إرهاب، فهؤلاء ليسوا أبناء سيناء ولكنهم دخلاء عليها، فأبناء سيناء أناس محترمين جدا سواء كانوا شيوخ او رجال هذه القبائل، أما البؤر الإرهابية فهؤلاء تسللوا إلي سيناء من اتجاهات عديدة، وهذا ما سمحت به الإدارة التى كانت أيام الرئيس المعزول مرسي.
انتشرت أيام حرب أكتوبر أقاويل تفيد بقيام عناصر بدو سيناء بتصيد الجنود المصريين أثناء عودتهم من المعركة وسرقة سلاحهم وان لم يستجيبوا يقتلوهم.. ما مدي صحة هذه الأقاويل ؟
فى زمن الحرب تتلوث العقول بالشائعات بسبب الاتجاهات الكلامية المختلفة، ولكن عرب كثيرين كانوا متعاونين مع القوات ويمدوا لهم يد العون ويرشدوهم إلى طريق القنال بل كان بعضهم يُصر على اركابهم للقوارب وايصالهم حتى بورسعيد، وكان عدد آخر يسجل أسماء الجنود التي يقابلها على الحدود ويقدموها للقيادة العامة للقوات المسلحة، وهذه المجموعة أطلقنا عليها اسم "مجاهدى سيناء" ومسجلين لدينا وهناك عدد كبير منهم على قيد الحياة إلى الآن، وأذكر ايضا أنه في اعقاب نكسة 1967 كان بدو سيناء يتمركزون بجانب الآبار ويستعينوا بسيداتهم لخبز العيش ويطعمون الجنود العائدين من المعركة ثم يرشدوهم إلى طريق القنال، بينما لا أنكر أن هناك قلة منحرفة كانت تستولى على السلاح الخاص بالجنود ويجبروهم على الانصراف دون سلاحهم.
أذكر لنا موقف يبرز تأثير الاحتلال الصهيوني على أهل سيناء ؟
كنت اعمل بمكتب المخابرات بشمال سيناء من عام 1981 إلى عام 1984 فى قسم المباحثات وكنت أعلم أن اليهود يجبرون العرب على السرقة، فكان اليهودي يذهب إلى الحدود ويترك سيارته "المرسيدس" بأى مكان عليه، ويخبر احد شيوخ القبائل بأن يذهب ليسحبها ويبلغ عن سرقتها، ثم يذهب لشركة التأمين بعد ذلك لصرف مبلغ التأمين على السيارة، وهو الموقف الذي ينضح بأصل اليهودي.
ما رأيك في الفريق أول عبد الفتاح السيسي كقائد ؟ والدعوات التي تطالبه بالترشح لرئاسة الجمهورية ؟
رجل محترم وعسكري من الطراز الاول ولا غبار عليه و وطنيتهةتفوق مل اعتبار ومايزعم بع الاخوان المسلمين وما يحاولون به من محاولات للتشكيك في وجود عناصر منقلبة في الجيش علي بعضها امر في منتهي الصعوبة لا يمكن حدوثه اطلاقا والجيش كما قال السيسي يد واحدة وقلب رجل واحد ونحن المتقاعدين النسق التانى وراء هذا الجيش.. نقول للسيسي مصر كلها ورائك وستنتصر عزيمة الرجال علي من يحاول ان يفسد نجاح مصر شق طريقها الي الافضل دائما
استمعت شخصيا لرايه في هذا المجال وهو رافض تماما ان يترشح كرئيس جمهورية والسيسي يقود القوات المسلحى وهذا يكفي ان يكون هناك قائد لهذا الجيشذفي شكل كالسيسي اما عن الترشيح فهو ترك امره لمن يريد
بمناسبة مرور 40 عاما على انتصارات أكتوبر.. ما الكلمة التى تود ان توجهها للقوات المسحلة و لشعب مصر ؟
أقول للقوات المسلحة: أنتم دائما رجال أشداء وبعزيمة الرجال ستنتصر مصر وتكون دائما إلى الأمام.
واقول لشعب مصر: يا شباب مصر ورجالها قفوا وراء جيشكم، فأنتم دائما وابدا الذخيرة والوقود لهذا الجيش.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.