ألغى الرئيس الأمريكي باراك أوباما خططا لحضور لقاءات قمة في إندونيسيا وبروناي ورضخ لحقيقة أن الأزمة السياسية الناجمة عن التوقف الجزئي لأنشطة الحكومة الأمريكية تتطلب بقاءه في واشنطن. ويعني القرار الذي اتخذ يوم الخميس أن أوباما لن يسافر يوم السبت لما كان مزمعا بادئ الأمر أن تكون جولة في أربع دول في آسيا لمدة أسبوع، وكان قد ألغى زيارته إلى ماليزيا والفلبين في وقت سابق من هذا الأسبوع بسبب الخلاف بينه وبين الجمهوريين في الكونجرس حول الميزانية. واتخذ قرار إلغاء زيارة أوباما لإندونيسيا وبروناي - حيث كان سيشارك في قمتين مهمتين للمصالح الأمريكية في آسيا - في اليوم الثالث لتوقف أنشطة دوائر الحكومة الأمريكية، وهو مؤشر لإمكانية استمرار الأزمة لعدة أيام مع تواصل الخلاف بين أوباما والجمهوريين في الكونجرس حول الميزانية. وقال البيت الأبيض إن "الرئيس اتخذ هذا القرار على أساس صعوبة المضي قدما في رحلة خارجية بسبب الإغلاق وعزمه على أن يستمر في الضغط للدفاع عن موقفه الذي يطالب الجمهوريين بالسماح فورا بالتصويت على إعادة فتح الحكومة". وكان سفر الرئيس الأمريكي في هذا الوقت سيضر بصورته، إذ كيف له أن يغادر الولاياتالمتحدة ويلتقي الزعماء الأجانب في الخارج بينما تعاني واشنطن من أزمة ميزانية. وتسببت هذه الأزمة في أول توقف جزئي للأنشطة الحكومية الأمريكية منذ 17 عاما وأجبرت مئات الآلاف من الموظفين الاتحاديين على أخذ عطلة غير مدفوعة الأجر، وتجيء قبل أسابيع من مواجهة أشد في الكونجرس قد تضطر واشنطن إلى التخلف عن تسديد ديونها إذا لم يتم رفع سقف الدين العام الأمريكي، وتجري مناقشات حامية في الكونجرس حول هذه القضية أيضا. وسيرأس وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وفد بلاده في قمتي إندونيسيا وبروناي بدلا من أوباما، وكان من المقرر أن يشارك الرئيس الأمريكي في منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي في جزيرة بالي الإندونيسية وفي قمة آسيا الأمنية في بروناي. وذكر البيت الأبيض أن أوباما اتصل هاتفيا بالرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانج يودويونو وسلطان بروناي لإبلاغهما بقرار إلغاء الزيارة. وإلغاء رحلة آسيا هو نتيجة مباشرة لأزمة الميزانية في واشنطن، ومنع الجمهوريون الذين يسيطرون على مجلس النواب الأمريكي التصويت على تشريع لتمويل الحكومة لأنهم أرادوا إجهاض قانون الرعاية الصحية الذي وقعه أوباما وبدأ سريانه في أول أكتوبر. وانتقد بيان البيت الأبيض الجمهوريين بشدة وحملهم مسئولية إلغاء الجولة الآسيوية، وقال: "هذا الإغلاق الذي كان يمكن تفاديه تماما ينتقص من قدرتنا على توفير وظائف من خلال الترويج للصادرات الأمريكية وتعزيز الزعامة الأمريكية والمصالح في أكبر منطقة صاعدة في العالم".