ظلام دامس ومطارات مغلقة| ثورة عمال في نيجيريا.. والسبب الحد الأدنى للأجوار 500 دولار فقط!

يبدو أن الأزمات الاقتصادية سوف تكون دافع كبير للكثير من الحركات الاحتجاجية حول العالم، وفى أحدث تلك التحركات، هو ما حدث فى نيجيريا، ومحاولة العمال لرفع الحد الأدنى للأجور فى ظل حالة الغلاء التى تضرب العالم، ووصل الأمر أن غرقت البلاد فى ظلام دامس، وتوقف تام لحركة الطيران فى البلاد، فأمس الاثنين، اقتحم العمال النقابيون بنيجيريا الشبكة الوطنية وأغلقوا إمدادات الطاقة في البلاد، وفقًا لشركة النقل النيجيرية (TCN).
وانقطعت الكهرباء عن عشرات الملايين وتعطلت الرحلات الجوية، حيث بدأ مؤتمر العمال النيجيري (NLC) ومؤتمر نقابات العمال (TUC) إضرابًا لأجل غير مسمى، وبحسب تقرير نشرته شبكة CNN الأمريكية، فقد قالت الشركة إن العاملين في TCN تعرضوا للضرب والإصابة أثناء إخراجهم بالقوة من غرف التحكم، وقد شوهد العمال النقابيون الذين يتأرجحون على قصب السكر في الصور التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الاثنين، وهم يأمرون موظفي وكالة الضرائب في البلاد بالخروج من مكاتبهم.


فشل المفاوضات مع الحكومة
ويأتي هذا الإضراب بعد فشل المفاوضات مع الحكومة لرفع الحد الأدنى الفيدرالي للأجور، كما احتجت النقابات على الزيادة الأخيرة في تعرفة الكهرباء، وتشمل مطالب النقابات رفع الحد الأدنى للأجور من 30 ألف نيرة (22.4 دولارًا) إلى 494 ألف نيرة (369.6 دولارًا)، ورفض المساعد الرئاسي بايو أونانوجا هذه المطالب ووصفها بأنها "غير معقولة"، في منشور على منصة التواصل الاجتماعي X.

وأضاف أونانوجا أن الحكومة اقترحت زيادة بنسبة 100% إلى 60 ألف نيرا (44.89 دولارًا)، وهو ما رفضته النقابات، وطالبت بزيادة قدرها 1547% بدلاً من ذلك، وعلى الرغم من كونها صاحبة رابع أكبر اقتصاد في أفريقيا، فإن الحد الأدنى للأجور في نيجيريا ليس من بين البلدان العشرة الأوائل في القارة، فهو متخلف كثيراً عن دول مثل سيشيل، حيث يحصل العمال على حد أدنى للأجور يبلغ 465.4 دولاراً شهرياً.

تعطل نظام الرعاية الصحية
وقد أثر الإضراب بشدة على السفر، حيث تقطعت السبل بالركاب في المطارات الرئيسية في لاغوس وأبوجا، وأكد عمال المطار لشبكة CNN أن جميع الرحلات الجوية القادمة والمغادرة قد توقفت، مما يزيد من تفاقم الأزمة، وقالت الطبيبة النيجيرية أولوسينا أجيداهون لشبكة CNN إن خدمات الرعاية الصحية تأثرت بشدة، وقال: "أنا قلق لأن حالة نظام الرعاية الصحية على وشك الانهيار"، مضيفاً أن منشأته الطبية الواقعة في جنوب غرب نيجيريا لم تتمكن من تشغيل معدات المستشفى الحيوية بسبب إغلاق الشبكة الوطنية.
وفي الصباح، كانت (وحدة) الطوارئ وكان الظلام في كل مكان، وكان المرضى والعاملون في مجال الرعاية الصحية جميعهم في الظلام، وقد أعلن وزير العدل النيجيري لطيف فاغبيمي أن الإضراب غير قانوني في رسالة إلى النقابات العمالية، ووصفه بأنه "سابق لأوانه وغير فعال"، في بيان نشره أونانوجا، وقد أثار الإضراب ردود فعل متباينة من النيجيريين على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أعلن البعض دعمه، بينما قال آخرون إنه يضر بالمواطنين.

"أنا أؤيد الإضراب الذي قام به NLC" ... هكذا كتب المحامي فيستوس أوجون في منشور على موقع X: " الحد الأدنى للأجور 30 ألفًا أو 60 ألفًا في عام 2024 في نيجيريا أمر غير مستدام وغير مقبول"، وقال المستشار الإداري ديبو أوجيدي: "يجب على مؤتمر التحرير الوطني أن يمتنع عن الأفعال التي تعاقب الرجل العادي - المواطن النيجيري العادي، ويجب ترك الكهرباء والطرق والمطارات وغيرها من البنية التحتية الحيوية لتعمل كالمعتاد".

الإنفاق المثير للجدل
وتواجه نيجيريا العديد من التحديات الاقتصادية، بما في ذلك انخفاض قيمة عملتها التي انخفضت إلى مستويات قياسية في الأشهر الأخيرة، فضلا عن أزمة تكاليف المعيشة التي تميزت بارتفاع أسعار المواد الغذائية والنقل والرعاية الصحية، ووصل التضخم إلى 33.69% ، بحسب مكتب البيانات في البلاد، وهو الأعلى منذ ما يقرب من ثلاثة عقود، وقد واجهت إدارة الرئيس بولا تينوبو انتقادات بسبب الإنفاق المثير للجدل للأموال العامة مما أثار الغضب العام.

وفي الشهر الماضي، وافق الرئيس على دعم بقيمة 90 مليار نيرة (67 مليون دولار) للمسلمين الذين يحضرون فريضة الحج، كما سمح في السابق بميزانيات بملايين الدولارات لشراء سيارات الدفع الرباعي الفاخرة وتجديد المساكن الرئاسية، بالإضافة إلى مركبات لمكتب السيدة الأولى. ، وهو أمر غير معترف به رسميًا بموجب القانون النيجيري.

واعترف المتحدث الرئاسي أجوري نجيلالي بأن الأجر الحالي "منخفض بشكل غير مستدام"، لكنه حذر من أن الزيادة المقترحة من قبل النقابات سيكون لها عواقب اقتصادية وخيمة، بما في ذلك الرسوم المدرسية الأعلى بشكل كبير واحتمال التخفيض الشامل إذا لم تتمكن المدارس والمؤسسات الأخرى من تحمل زيادة الأجور، و"سيتعين على الآباء النيجيريين الآن أن يتعاملوا مع الرسوم المدرسية التي تزيد بمقدار 10 أضعاف عما يدفعونه اليوم ... هل ستلزم المدارس بدفع أجور الطهاة وعمال النظافة وغيرهم 20 مرة أكثر في الأجور؟".