صداع البنتاجون المكلف: اعتراض الطائرات بدون طيار الرخيصة

يتصارع البنتاجون الأمريكي مع التكاليف المرتفعة المرتبطة باعتراض الطائرات بدون طيار منخفضة التكلفة التي يستخدمها الخصوم مثل الحوثيين وإيران. وتتجلى المشكلة بشكل صارخ في المواجهات الأخيرة في البحر الأحمر وخليج عدن، حيث يتم استخدام صواريخ أمريكية متقدمة تكلف الملايين لتحييد الطائرات بدون طيار التي يعد إنتاجها أرخص بكثير.
ووفقا لأكسيوس، يشكل التفاوت في التكلفة بين أنظمة الدفاع عالية التقنية والطائرات بدون طيار منخفضة التكلفة تحديًا كبيرًا للجيش الأمريكي. وعندما يتم نشر صواريخ باهظة الثمن لتدمير الطائرات بدون طيار الرخيصة، تصبح الضغوط المالية على الجيش واضحة. ولا يهدد عدم التطابق هذا باستنزاف الموارد فحسب، بل يشير أيضًا إلى استراتيجية دفاعية غير مستدامة على المدى الطويل.
الاشتباكات في البحر الأحمر: في أكتوبر 2023، شاركت المدمرة الأمريكية يو إس إس كارني، في اعتراض الصواريخ والطائرات بدون طيار التي أطلقها الحوثيون في البحر الأحمر. وقد سلط هذا السيناريو الضوء على اختلال التوازن في التكلفة، حيث تستخدم الولايات المتحدة ذخائر باهظة الثمن لمواجهة الطائرات بدون طيار الرخيصة نسبيًا.
الأثر المالي: تفيد التقارير أن البحرية الأمريكية أنفقت حوالي مليار دولار على الذخائر في الأشهر الستة الماضية أثناء قيامها بدوريات في المياه القريبة من اليمن. ويسلط هذا الإنفاق الضوء على العبء المالي المتمثل في الحفاظ على دفاعات عالية التقنية ضد التهديدات منخفضة التكلفة.
الحوادث الأخيرة: أدت غارة بطائرة بدون طيار في يناير إلى مقتل ثلاثة جنود في الأردن، بالقرب من حامية التنف، مما يؤكد الإمكانات الفتاكة لهذه الطائرات بدون طيار ذات الأسعار المعقولة.
الاستجابات الاستراتيجية والتكتيكية
مبادرات البنتاجون: يقود بيل لابلانت، المشتري الرئيسي للأسلحة في البنتاجون، الجهود الرامية إلى نشر أنظمة مضادة للطائرات بدون طيار أكثر فعالية من حيث التكلفة. تم تشكيل مجموعة جديدة للتركيز على توصيل معدات الأنظمة الجوية بدون طيار (UAS) إلى المناطق الحرجة بسرعة.
مشتريات الجيش: في فبراير، اشترى الجيش 600 صاروخ اعتراضي من طراز Coyote من شركة RTX (Raytheon Technologies سابقًا) مقابل 75 مليون دولار. تعد هذه الصواريخ الاعتراضية جزءًا من نظام الهزيمة المتكامل للطائرات بدون طيار المنخفض والبطيء والصغير (LIDS)، المصمم لمواجهة الطائرات الصغيرة بدون طيار بشكل فعال.
الحاجة إلى الابتكار: أكد الأدميرال فريد بايل، مدير الحرب السطحية لدى رئيس أركان العمليات البحرية، على الحاجة إلى حلول أكثر فعالية من حيث التكلفة لإسقاط الطائرات بدون طيار الرخيصة. وعلى الرغم من نجاح الدفاعات الصاروخية الحالية، إلا أنها غير مستدامة من الناحية المالية.
الاتجاهات المستقبلية
التعاون الصناعي: يتشاور البنتاجون بنشاط مع صناعة الدفاع لتطوير تدابير مضادة أقل تكلفة. ومع ذلك، لم يتم الكشف عن مقاولين محددين.
التكيف التكنولوجي: مع التطور السريع لتكنولوجيا وتكتيكات الطائرات بدون طيار، يجب على الجيش الأمريكي أن يكيف باستمرار استراتيجياته الدفاعية للحفاظ على الفعالية دون تكبد تكاليف باهظة.