دعا رئيس الوزراء اللبناني الاسبق ورئيس كتلة تيار المستقبل البرلمانية فؤاد السنيورة الدول الغربية الى قيادة مسار جديد لحماية سوريا والعالم العربي من التفكك عبر دعم قوى الاعتدال وتعزيز معنويات المعارضين السوريين. وقال السنيورة - في مقالة نشرتها له مجلة "فورين بوليسي" الامريكية - إنه في الوقت الذي تدرس فيه الولاياتالمتحدة إمكان تدخلها في سوريا لا يمكن للمرء إلا النظر إلى الوراء والتساؤل كيف تمكن ديكتاتور متوحش من تحويل ثورة سلمية إلى احدى أبشع الحروب الأهلية في هذا الجيل. وأكد السنيورة - في مقاله التي نشرها مكتبه الإعلامي في بيروت اليوم - أن الاستعمال المفرط للقوة من النظام السوري عكس طبيعته الوحشية لكن السوريين تمسكوا بسعيهم للحصول على حياة من الحرية والعدالة والكرامة . ولفت إلى أن الولاياتالمتحدة تواجه حاليا قرارا حاسما حول ما إذا كانت ستجعل نظام بشار الأسد يدفع ثمن فظائعه الأخيرة وفي مقدمتها استعمال الأسلحة الكيميائية في ضاحية دمشق ، حيث قتل المئات من المدنيين الأبرياء وإذا أخفقت الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي في التعامل مع الحرب المستمرة وخصوصا الهجوم الكيميائي الأخير فإنها ستبعث برسالة كارثية إلى جميع الطغاة أن العالم سيقف مكتوف الأيدي بينما هم يقومون بذبح مواطنيهم. واعتبر أن الاستراتيجية الحالية المتبعة نتج عنها نتائج تناقض المصالح الغربية فقد أبقت هذه الاستراتيجية النظام السوري حيا وقادرا على نشر الفوضى في المنطقة وأدت إلى جعل المعارضة أكثر تطرفا وسمحت بتدخل إيراني أكبر في منطقة الشرق الأوسط . وشدد على أن للعالم وللغرب على وجه الخصوص واجب أخلاقي كبير بوقف حملة الأسد البغيضة ..معتبرا أن الهجوم الأخير المروع بالأسلحة الكيميائية جاء نتيجة مباشرة للإفلات من العقاب الذي يتمتع به النظام السوري ، حيث أثبت الأسد أنه على استعداد لذبح السوريين بالآلاف وتدمير مدن عمرها آلاف السنين للحفاظ على سيطرته على السلطة بحيث بات يشكل خطرا على الشعب السوري وعلى العالم بأسره . وحذر من أن استمرار الحرب يزيد الإرهاب ويقود إلى توسع الهيمنة الإيرانية في المنطقة وهذه النتائج تتعارض مع المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة وما استمرار الحرب والمأساة الإنسانية الا دعوة لتفاقم وانتشار المشكلات ليس فقط في سوريا بل في منطقة الشرق الأوسط وأبعد منها .