منذ ذلك اليوم وأنا أحاولُ أن أكتُب! حتّى القصائد أصبحت عبثاً في هذا الزمن الثقيل، أجدُني لا أجدُ في الأبجديّة اختصاراً للون الحزن الفلسطيني... يكتظُّ الدمع في عيونهم دونَ بكاء أجدُ كلّ كلامي هشاً وركيكاً وفارغَ المَجاز والمعنى الشجنُ أعمقُ من كل القصائد والأغنيات اكتبُ وأمَزّقُ ما كتبتُ وكأنني أكتبُ وحْلاً... أفشلُ حتى في طريقة توصيفي لأقدامِ طفلةٍ حافية فكيفَ لو كانت مبتورةً..! هذا كثيرٌ وثقيلٌ كقيامةٍ عاجلة، أنا أدّعي كلّ ما أنا عليه من قوّة لا أعيشُ الحياةَ بشروطي كما اعتدتُ أنا الآن كأي جبلٍ يختار الإنحناء كي لا يُرى، أنا أهشُّ من شالٍ مُمَزّق ترتديه ثكلى هُناك في غزّة.. في اختبار الأرض والجد والحفيد والولد، تقَمّصتُ التيه منذ أوّل مجزرةٍ كطيرٍ تائهٍ في عرض البحر يُفتّشُ عن سفينة نوح ، أينَ الخلاص؟! لا الأبيض المتوسط ملاذنا ولا الجنوب ديارنا بعد الآن، هاتِ يديكِ يا بلاد وخُذي منّا نصفَ الحياة ولكن لا تسجّلي اسماءنا في ألواح الوصايا كانوا رجالاً يمتهنون الدعاء والنواح والهتاف وماعرفوا من الفعلِ غير الحِياد! رجالٌ لكنّهم في خلوتهم يَحيضونَ في أقاصي ذكورتهم!