جدّد نجيب ميقاتي، رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، اليوم الجمعة، الدعوة إلى "تحييد لبنان عن الصراعات الدائرة في المنطقة خاصة الأزمة السورية والعمل على مساعدته في معالجة القضايا الكثيرة التي يعاني منها لا سيما ملف اللاجئين السوريين". جاء ذلك خلال استقباله السفير الفرنسي لدى لبنان باتريس باولي الذي سلّمه نسخة من تقرير بلاده الرسمي بشأن استخدام السلاح الكيماوي في سوريا، بحسب بيان صادر عن رئاسة الحكومة اللبنانية. وخلال اللقاء، أشاد ميقاتي بالدور الفرنسي في دعم لبنان من خلال "مؤتمر أصدقاء لبنان" المقرر عقده في نيويورك بدعوة من الأممالمتحدة على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة في 25 أيلول/سبتمبر الحالي، وذلك لبحث تقديم الدعم للبنان في تكاليف استقبال اللاجئين السوريين ودعم خطط تطوير قدرات الجيش اللبناني ومعالجة المواضيع الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها. كما شكر فرنسا على وقوفها الدائم إلى جانب لبنان "لا سيما في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة"، حسب تعبيره. ويستضيف لبنان العدد الأكبر من اللاجئين السوريين، منذ بدء الأزمة السورية في مارس 2011، حيث بلغ عددهم حوالي نحو 720 ألف لاجئ مسجلين في لدى المفوضية العليا للاجئين في لبنان، فيما أعلنت، يوم أمس، المتحدثة باسم المفوضية روبرتا روسو، أن المفوضية تعتزم خفض مساعداتها الغذائية للاجئين السوريين في لبنان اعتباراً من الشهر المقبل. من جهته قال السفير باولي بعد اللقاء مع ميقاتي: "زرت ميقاتي لأنقل إلى السلطات اللبنانية، رسالة صداقة وتضامن مع لبنان واللبنانيين بعد الاعتداءات التي حصلت وجعلت لبنان في حال حداد". وأضاف السفير، بحسب بيان رئاسة الحكومة: "نقول للبنانيين إننا دائماً إلى جانبهم في هذه الأوقات الصعبة". كما سلّم السفير الفرنسي لرئيس الحكومة اللبنانية نسخة من تقرير بلاده الرسمي بشأن استخدام السلاح الكيماوي في سوريا. ويعيش لبنان أزمة سياسية وأمنية حادة خلال الفترة الماضية، كما يخيم عليه أجواء الحرب جراء التهديدات بالضربة العسكرية المحتملة على جارتها الشرقية سوريا عقاباً على اتهامات باستخدم النظام السوري للسلاح الكيماوي في منطقة الغوطة بريف دمشق (جنوب سوريا) ما أوقع آلاف القتلى والجرحى بين المدنيين، بحسب مصادر المعارضة. الأمر الذي ينفيه النظام ويتّهم بدروه المعارضة بارتكابها، ويعتبرها ذريعة للتدخل العسكري في سوريا.