قالت الولاياتالمتحدة اليوم الخميس انها سلمت رجلين من معتقل جوانتانامو بكوبا لحكومة الجزائر في اطار جهود مستمرة لاغلاق السجن المثير للجدل. واعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" نقل نبيل سعيد حاج عرب ومطيع صادق احمد سياب يوم الأربعاء. وقالت الوزارة إنهما وصلا إلى الجزائر في نفس اليوم. ويتبقى في المعتقل 164 شخصاً بينهم 84 تمت الموافقة على اطلاق سراحهم منذ عدة سنوات. وكان الجزائريان قد اعتقلا في أفغانستان قبل أكثر من عشر سنوات وأرسلا إلى معتقل جوانتانامو. ووصل حاج عرب إلى جوانتانامو يوم 20 يناير كانون الثاني 2002 وسياب يوم 15 فبراير 2002. وكانت ادارة الرئيس باراك اوباما قد أعلنت للمرة الأولى اعتزامها تسليم الاثنين للجزائر في الشهر الماضي لتستأنف بذلك تسليم المعتقلين للمرة الاولى في نحو عام. وقال البنتاجون ان قرار الافراج عن الرجلين جاء بعد مراجعة شاملة لوضعيهما من جانب فريق مشكل من عدة وكالات. وقال بيان للبنتاجون "نتيجة لهذه المراجعة التي درست عددا من العوامل ومن بينها القضايا الامنية فقد تمت الموافقة على نقل الاثنين باجماع اراء الادارات والوكالات الست المكون منها الفريق." وتعهد الرئيس باراك اوباما باغلاق السجن الذي احتجز فيه عشرات السجناء -معظمهم دون توجيه اتهام- لاكثر من عشر سنوات. لكن العملية امتدت عدة سنوات. وكان اوباما قد وعد باغلاق المنشأة اثناء حملة انتخابات الرئاسة في عام 2008 مشيرا الى الضرر الذي لحق بسمعة الولاياتالمتحدة في انحاء العالم لكنه لم يتمكن من تنفيذ ذلك في أربع سنوات ونصف السنة في السلطة لاسباب منها رفض الكونجرس. وقال اللفتاننت كولونيل تود بريسيل وهو متحدث باسم البنتاجون "إغلاق جوانتانامو لا يزال أولوية. ولهذا السبب نحن مستمرون في السعي لازالة القيود الحالية التي تحد بشكل كبير من قدرتنا على نقل المعتقلين إلى خارج جوانتانامو حتى من حددت أسماؤهم بالفعل للنقل." وأضاف ان نقل السجينين يوم الأربعاء كان ممكنا لأنهما من بين قلة من المعتقلين الذين ينقلون إلى دولة لم تمنع القيود القانونية النقل إليها وأن الجزائر أعربت عن استعدادها لتوفير ضمانات الأمن والمعاملة الإنسانية التي تفرضها الولاياتالمتحدة. وذكر أن وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل مستمر في تقييم وضع باقي معتقلي جوانتانامو لنقلهم بما يتماشى مع القوانين الأمريكية ومصالح الأمن القومي. وأنشيء معتقل جوانتانامو خلال فترة حكم الرئيس السابق جورج بوش لاحتجاز المشتبه بأنهم إرهابيون أجانب بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر أيلول في الولاياتالمتحدة. وعزز إضراب عن الطعام شارك فيه معظم معتقلي جوانتانامو والإطعام القسري للعشرات منهم دعوات لاغلاق المعتقل. وندد أعضاء في الكونجرس الشهر الماضي بتكاليف السجن التي تقدر بنحو 2.7 مليون دولار للسجين الواحد سنويا مقارنة بتكاليف المعتقل في السجون الاتحادية شديدة الحراسة والتي تقدر بنحو 70 ألف دولار سنويا فقط.