قال مصدر عسكري أردني اليوم الإثنين إن الضربة العسكرية ضد نظام بشار الأسد في سوريا غير وشيكة، مكتفيا بالقول إنها "ليست خلال أيام". ومضى المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه لكونه ليس مخولا بالحديث لوسائل الإعلام، إن "اجتماع قادة جيوش 10 دول أوروبية وعربية وأمريكية بالأردن (في وقت متأخر أمس) بحث توجيه ضربة عسكرية لنظام بشار الأسد في سوريا حال التأكد من تورطه في استخدام أسلحة كيميائية في الغوطة الشرقيةبدمشق (جنوبي سوريا)" فجر الأربعاء الماضي. وبحسب المصدر، الذي تحدث إلى وكالة "الأناضول" للأنباء، "شهد الاجتماع تكتما غير مسبوق خوفا من تسربه إلى الإعلام.. وسينشر الجيش الأردني رسميا أشياء بسيطة مما جرى داخل الاجتماع". وقال مواطنون أردنيون اليوم الإثنين إنهم شاهدوا تحركات عسكرية في مناطق مختلفة من المملكة، غير أن المصدر قال إن "تلك التحركات عادية ومحدودة"، نافيا أن يكون لهذا التحرك أي علاقة بتوجيه ضربة لسوريا. وكان المصدر العسكري ذاته قال لوكالة "الأناضول" للأنباء أمس إن الاجتماع، ضم قادة جيوش كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا وإيطاليا وتركيا والسعودية وقطر، إضافة إلى الأردن. وقتل نحو 1400 مواطن سوري، وأصيب أكثر من عشرة آلاف آخرين، معظمهم نساء وأطفال، في هجوم تقول المعارضة إن النظام السوري شنه على منطقة الغوطة بريف دمشق بالأسلحة الكيميائية والغازات السامة، بحسب تصريحات أدلى بها هشام مروة عضو اللجنة القانونية في "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية". وتسبب ذلك الهجوم في تزايد الدعوات الدولية من أجل تدخل خارجي في الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ أكثر من عامين. وقال وزير الدفاع الأميركي، تشاك هيغل، السبت الماضي، إن الجيش الأمريكي مستعد لعمل عسكري لمعالجة الأزمة السورية، إذا قرر الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، ذلك. وأعلنت الولاياتالمتحدةالأمريكية أنها تعيد تمركز قواتها البحرية في البحر المتوسط، بما يتيح لأوباما خيار توجيه ضربة عسكرية لأهداف سورية. فيما أفادت الخارجية الأمريكية، في بيان، بأن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أبلغ نظيره البريطاني وليام هيغ، والفرنسي لوران فابيوس، والكندي جون بيرد، والروسي سيرغي لافروف، بأن الرئيس أوباما بات "أقرب إلى خيار شن عمل عسكري محدود في سوريا"، وذلك بعد أن أجرى مشاورات مطولة مع إدارته ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند. ومنذ مارس 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 40 عامًا من حكم عائلة بشار الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة. غير أن الأمور انزلقت إلى معارك دموية بين القوات النظامية وقوات المعارضة؛ حصدت أرواح أكثر من 100 ألف شخص، فضلا عن ملايين النازحين واللاجئين، ودمار واسع في البنية التحتية، بحسب أخر إحصاءات الأممالمتحدة.