بعد عملية عسكرية ضخمة.. الاحتلال الإسرائيلي يبدأ الانسحاب من جنين مع استشهاد 12 فلسطينيًا.. ونتنياهو يتوعد: لن تكون الأخيرة

بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي الانسحاب من مخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية المحتلة، مُنهية عملية عسكرية كبيرة استمرت يومين، استشهد فيها 12 فلسطينيًا.
وحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، استمر سماع أصوات إطلاق نار وانفجارات في أنحاء جنين مع ظهور نبأ الانسحاب.
وقال مسؤولون في قطاع الصحة إن فلسطينيًا استشهد بعد إطلاق الرصاص عليه، بينما أصابت غارة جوية ثلاثة آخرين بحسب ما ورد.
وفي وقت سابق، تم تنفيذ هجوم دهس وطعن في إسرائيل ردًا على العملية العسكرية.
وقالت السلطات الإسرائيلية إن سبعة أشخاص أصيبوا في شارع تجاري مزدحم في تل أبيب، وأن المنفذ فلسطيني من الضفة الغربية.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "من يعتقد أن مثل هذا الهجوم سيردعنا عن مواصلة حربنا ضد الإرهاب فهو مخطئ".
كما أكد أن القوات الإسرائيلية "تكمل المهمة" في جنين، لكنه حذر من أنها لن تكون "عملاً لمرة واحدة".
ونفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليته في مخيم جنين للاجئين في ساعة مبكرة من صباح يوم الإثنين الماضي، بضربة بطائرة مسيرة قال إنها استهدفت مركز قيادة مشتركة لكتائب جنين - وهي وحدة مكونة من جماعات مختلفة، من بينها حماس.
وشنت طائرات بدون طيار مزيدًا من الضربات الجوية حيث دخل مئات الجنود المخيم واشتبكوا في معارك مكثفة بالأسلحة النارية مع فلسطينيين داخل المخيم.
وقال الجيش إن "عملية مكافحة الإرهاب" ركزت على مصادرة الأسلحة و "كسر عقلية الملاذ الآمن في المعسكر".
وفي مؤتمر صحفي بجنيف أمس الثلاثاء، قالت متحدثة باسم مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إنها "قلقة من حجم العمليات الجوية والبرية التي تجري في جنين وتستمر حتى اليوم في الضفة الغربية، وخاصة الغارات الجوية".
وأوضحت أن وزارة الصحة الفلسطينية أكدت أن ثلاثة أطفال - صبيان يبلغان من العمر 17 عامًا وصبي يبلغ من العمر 16 عامًا - كانوا من بين الشهداء، محذرة من أن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية تعني أن معظم المخيم الآن لا تتوفر فيه مياه الشرب أو كهرباء.
وذكرت منظمة الصحة العالمية أن طواقم الإسعاف الفلسطينيين مُنعت من دخول أجزاء من المخيم، بما في ذلك الوصول إلى المصابين بجروح خطيرة.
وأوضحت وزارة الصحة أن أكثر من 100 فلسطيني أصيبوا بجروح، و20 منهم في حالة حرجة.
وقال مسؤول في الهلال الأحمر الفلسطيني إن نحو 3000 فلسطيني، بينهم كثير من المرضى والمسنين، سُمح لهم خلال الليل بالفرار من ضربات الطائرات بدون طيار والمعارك بالأسلحة النارية بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين.
وخارج مستشفى في وسط المدينة، ألقى متظاهرون فلسطينيون الحجارة على مركبة عسكرية إسرائيلية، ما دفعها إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع ردًا على ذلك.
وشهدت مدينة جنين غارات عسكرية إسرائيلية متكررة في العام الماضي، ورفض رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية تصريحات الحكومات الأجنبية التي قالت إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها.
وكتب أشتية على موقع "تويتر" "إسرائيل معترف بها دوليا كقوة محتلة على أرضنا وشعبنا.. يجب إدانتها لاستخدامها القوة لتدمير البنية التحتية للمخيم ومنشآته ومنازله وقتل واعتقال وتهجير الأبرياء".
وأضاف أن "الشعب الفلسطيني هو من يحق له الدفاع عن النفس. ولا يوجد مثل هذا الحق لقوة محتلة".