كشف المعهد الدولي لأبحاث السلام في ستوكهولم "سيبري"، أن عدد الأسلحة النووية النشطة في ترسانات القوى العسكرية الكبرى آخذ في الارتفاع مرة أخرى، حيث حذر المحللون من أن العالم "ينجرف إلى واحدة من أخطر الفترات في تاريخ البشرية". ووفقًا لما نقلته صحيفة "جارديان" البريطانية، يُقال الآن إن هناك ما يقدر ب 12512 رأسًا حربيًا على مستوى العالم، منها 9576 في المخزونات العسكرية الجاهزة للاستخدام المحتمل، بزيادة 86 عن العام الماضي. ولفت المعهد إلى أن هذا الارتفاع ينهي فترة التدهور التدريجي التي أعقبت نهاية الحرب الباردة، حيث أوضح أن 60 من الرؤوس الحربية الجديدة تمتلكها الصين. فيما تنسب الأسلحة الجديدة الأخرى إلى روسيا (12) وباكستان (5) وكوريا الشمالية (5) والهند (4). وأوضح أن الزيادة في الرؤوس الحربية الملائمة للقتال تأتي على الرغم من التصريح الصادر في عام 2021 من الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة - الولاياتالمتحدةوروسياوالصين والمملكة المتحدة وفرنسا - بأن "الحرب النووية لا يمكن كسبها ويجب عدم خوضها أبدًا". وتمتلك روسياوالولاياتالمتحدة معًا ما يقرب من 90 ٪ من جميع الأسلحة النووية على مستوى العالم، بالإضافة إلى أسلحتهما النووية القابلة للاستخدام، تمتلك كلتا القوتين أكثر من 1000 رأس حربي تقاعدت سابقًا من الخدمة العسكرية، حيث يتم تفكيكها تدريجياً. ووفقًا لتقرير المعهد، من بين 12512 رأساً نووياً في العالم، كان هناك ما يقرب من 9576 مجهزة للاستخدام المحتمل، بزيادة قدرها 86 عن يناير 2022. ومن بين هؤلاء، تم نشر حوالي 3844 على الصواريخ والطائرات، وكان حوالي 2000 (جميعها مملوكة تقريباً للولايات المتحدة أو روسيا) في حالة تأهب قصوى، مما يعني تزويدها بالصواريخ أو وضعها في قواعد جوية استراتيجية. ومع ذلك، يشير تقرير "سيبري" إلى أنه من الصعب الحكم على الصورة الكاملة لأن عددًا من البلدان، بما في ذلك روسياوالولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة، قد خفضت مستوى الشفافية لديها منذ أن أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غزوه لأوكرانيا. فيما يُعتقد أن الصين _ ثالث أكبر قوة نووية في العالم _ زادت عدد رؤوسها الحربية من 350 في يناير 2022 إلى 410 في يناير 2023. ومن المتوقع أن تستمر هذه الترسانة في الزيادة، لكن سيبري يتوقع أنها لن تتجاوز ترسانات الولاياتالمتحدةوروسيا. وأضاف التقرير أن الصين لم تعلن أبدًا عن حجم ترسانتها النووية وأن العديد من تقييماتها تعتمد على بيانات من وزارة الدفاع الأمريكية (DOD). وفي عام 2021، كشفت صور الأقمار الصناعية التجارية أن الصين بدأت في بناء مئات من صوامع الصواريخ الجديدة عبر شمال أراضيها. كما لفت المعهد، إلى أن 9 قوى نووية "بريطانيا وإسرائيل والهند والصين وكوريا الشمالية وباكستان وروسياوالولاياتالمتحدة وفرنسا" تواصل تحديث ترساناتها النووية، وقد نشر بعضها بالفعل أنظمة أسلحة جديدة في عام 2022، إما مجهزة برؤوس نووية أو قادر على استخدامها. من جانبه، قال مدير المعهد الدولي لأبحاث السلام في ستوكهولم (سيبري) دان سميث لوكالة "فرانس برس" "نحن نقترب، أو ربما نكون قد وصلنا بالفعل، إلى نهاية فترة طويلة من تراجع عدد الأسلحة النووية في كل أنحاء العالم". وأوضح سميث أن "الاحتياطي يتكون من رؤوس حربية نووية قابلة للاستخدام، وهذه الأرقام بدأت في الزيادة"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الأرقام لا تزال رغم ذلك بعيدة عن فترة ثمانينات القرن الفائت (أكثر من 70 ألفا). وأكد أنه لا يمكن ربط هذه الزيادة في المخزونات بالحرب في أوكرانيا، نظرًا إلى الوقت الطويل اللازم لتطوير رؤوس حربية نووية.