عبر المستشار صالح السعدي نائب سفير دولة الإمارات لدى مصر، عن سعادته بتواجده وسط الكوكبة الكبيرة من المثقفين والفنانين والدبلوماسيين، في افتتاح الحدث الفني الفريد " معرض نقوش معاصرة"، والذي يأتي تنظيمه في إطار مذكرة التفاهم الموقعة بين مكتبة الإسكندرية وأناسي للإعلام وبالتعاون مع بيت السناري بالقاهرة بشأن تعزيز الاهتمام بالنقوش العربية في مختلف العصور. وأضاف أن مشاركة الإمارات في هذا الحدث يعكس اهتمام الدولة بتعزيز المنتج الثقافي العربي في ظل اهتمام رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، كما تعكس أيضًا طبيعة العلاقات والتعاون بين دولة الإمارات وشقيقتها مصر، والتي تتسم بأنها علاقات ذات خصوصية، في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية والفنية، وتزداد تلك العلاقات رسوخًا في ظل العلاقات الأخوية والتنسيق المستمر بين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات وشقيقه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، والتي تهدف لتحقيق مصالح الشعبين الشقيقين، ومواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة والعالم. وأكد نائب سفير الإمارات أن الدولة أولت منذ قيام الاتحاد كل الاهتمام والرعاية للقطاع الثقافي، وذلك لما للثقافة من أهمية بالغة في بناء الإنسان، وتعزيز الهوية، حيث تعدّ دولة الإمارات من النماذج الدولية المتميزة في تعاطيها مع الثقافة بعين قارئة ونظرة ناقدة وذهنية تحليلية، كما وان تعامل المؤسسات والدوائر والجهات الثقافية في الإمارات تعامل قائم على إيجاد بيئة متوازنة تندمج فيها الظواهر التراثية والتاريخية مع استحقاقات الحاضر وتطلعات المستقبل.
وأضاف أن الثقافة الإماراتية تترجم بصدق روح الإنسان الإماراتي منذ الأزمنة القديمة وحتى زمننا الحاضر، وهي روح قائمة على التعاون والتعاضد والتسامح والعيش المشترك، انطلاقاً من خصوصية المكان، وجمالية التباين بين بيئاتها الثلاث: البحر والجبل والصحراء، فهذا التنوع هو أصل الجمال والسحر والثراء في الهوية الإماراتية، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً.
وتابع لم يتوقف الاهتمام الإماراتي بالثقافة والتراث فقط في الداخل، ولكن ساهمت الإمارات في نشر الثقافة والفن والحفاظ على التراث في محيطها الإقليمي والدولي؛ فقد أنشأت الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان، سفيرة الثقافة العربية لدى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، مركز دراسات النقوش والخطوط التاريخية بكلية الآثار جامعة الفيوم بمكرمة منها، ويعد المركز الوحيد على مستوى الجامعات المصرية والعالم العربي والإسلامي والشرق الأوسط الذي يهتم بدراسة النقوش والخطوط التاريخية. وأشار إلى أن إنشاء الموقع الإلكتروني «بوابة النقوش العربية» يعد واحد من أهم المشاريع الثقافية لدولة الإمارات لدى منظمة «الألكسو»، والذي أُنشئ بمبادرة من أناسي للإعلام وبرعاية كريمة من معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح، ويعد أيضًا سجلاً متخصصاً يوثق عدداً كبيراً من أهم النقوش العربية المحفورة على الصخور والأحجار بهدف تسليط الضوء على الأهمية التاريخية للنقوش، إضافة إلى تقديم المراجع الموثوقة ليستفيد منها الباحثون والمختصون، بجانب دوره في نشر والحفاظ على التاريخ العربي المشترك بين الدول العربية من المشرق إلى المغرب. واختتم السعدي" لا شك أن ثقافة الإمارات عبّرت عن إرثها المحلّي، وباتت تمضي بخطوات ثابتة نحو العالمية، وذلك لأنها ثقافة مستندة إلى هويّة مرنة وراسخة، لم تلغ الماضي، ولم تغلق حدودها أمام المستقبل".