أن تكون حربا تشارك فيها روسيا أحد قطبي العالم، تستخدم خلالها ترسانتها العسكرية الضخمة، وتسخر لها جيوش المرتزقة من شركة "فاجنر"، وتشارك معها بالتسليح والجنود دول أخرى مثل بيلا روسيا وإيران، وتحظى بدعم لوجستي من دولة عظمى مثل الصين، في مقابل دولة تدعمها أكثر من 30 دولة من العالم بجميع أنواع الأسلحة بتكلفة شهرية تخطت ال5 مليارات دولار، فإنها بالتأكيد حرب عالمية كبرى. والفصل في اختلاف شكلها عما اعتاد عليه العالم من شكل الحروب العالمية من اجتياح الجيوش وحجم القتلى كما كان في الحرب العالمية الأولى والثانية، يرجع إلى التطور الرهيب في الأسلحة وأساليب الصراع الحديثة عبر استخدام الدعم الكامل دون الدخول في مواجهة مباشرة، ولذا وجب معرفة خريطة الأسلحة التي جعلت دولة مثل أوكرانيا ما زالت تحارب الدب الروسي على مدار عام تقريبا، ودور تلك الأسلحة في توجيه ضربات مؤلمة لأحد أكبر جيوش العالم.
5 مليارات دولار تكلفة شهرية وترسانة أسلحة من 30 دولة بالتأكيد يعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، هو السياسي الأكثر إلماما بحجم المساعدات العسكرية التي تأتي إليه من دول العالم لدعم بلاده في مواجهة روسيا، وهنا يقول زيلينسكي إن التكلفة الشهرية للدفاع عن أوكرانيا تبلغ حوالي 5 مليارات دولار، تأتي في صورة أسلحة ومعدات يتم إرسالها من قبل أكثر من 30 دولة منذ بدء الصراع في فبراير. وفي زيارته لواشنطن الشهر الماضي، قال زيلينسكي إن المساعدة العسكرية الأمريكيةلأوكرانيا ليست صدقة، لكنها استثمار في الأمن للمستقبل، وذلك كون الولاياتالمتحدةالأمريكية تأتي على رأس الداعمين لأوكرانيا عسكريا وماديا وسياسيا. فبعيدا عن المساعدات الإنسانية والمالية والأمنية، فقد بلغ حجم إنفاق أمريكالأوكرانيا بالأسلحة والمعدات العسكرية، منذ بداية الصراع في فبراير2022، 18.5 مليار دولار، وهو أكثر بكثير من أي دولة أخرى، فيما تأتي ألمانيا والمملكة المتحدة وبولندا بتقديم ثاني وثالث ورابع أكبر مبالغ لدعم أوكرانيا عسكريا. وهناك أيضا معظم دول أوروبا من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا والتشيك، وقد تراوحت مساعدات كل دولة من دول أوروبا بين نصف مليار و3 مليارات دولار، خلال الفترة الماضية، وكان هناك عدة دول من خارج أوروبا ووواشنطن، مثل كندا وتركيا.
تلك أهمية الدعم العسكري لأوكرانيا بالتأكيد كان هناك اتفاق عالميا من جميع الخبراء السياسيين والعسكريين، بأنه لولا الدعم العسكري الأمريكي والغربي لأوكرانيا في حربها ضد روسيا، لكانت العاصمة كييف سقطت منذ أشهر في يد الاتحاد السوفيتي، بل إن تلك الأسلحة نقلت المعركة إلى أماكن تحت سيطرة روسيا من قبل الحرب، وامتدت لتصل إلى العمق الروسي. فقد حصلت كييف على آلاف القطع العسكرية التي ساعدتها في معاركها ضد القوات الروسية، لا سيما الأسلحة الثقيلة التي كان لها دور بارز في تغيير ميزان القوى، بجانب منظومة الدفاع الجوي والصواريخ، والطائرات بدون طيار، ثم تأتي الدبابات لتكون وسيلة أوكرانيا لإرجاع الأراضي التي حصل عليها بوتين في بدايات الحرب. ويمكن تفصيل الأسلحة التي وصلت إلى أوكرانيا من دول ال30 دولة المتحالفة معها إلى: أسلحة دفاع جوي. الصواريخ بأنواعها المختلفة "قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى". الأسلحة الثقيلة بأنواعها "مدرعات ودبابات، ومدفعية". الطائرات بدون طيار. الأسلحة والأجهزة النوعية. التدريب والمعلومات اللوجستية. أسلحة دفاع جوي منظومة باتريوت بالطبع هي منظومة أمريكية تم إرسالها إلى أوكرانيا، ويصل مدى هذا النظام المتطور للغاية إلى 160 كيلومترًا (100 ميل)، وذلك اعتمادًا على نوع الصاروخ المستخدم، ويتطلب تدريبًا متخصصًا للجنود لاستخدامه، وهو نظام مكلف جدا، فصاروخ باتريوت الواحد يكلف حوالي 3 ملايين دولار. وهناك خطط أمريكية لإرسال بطارية صاروخ باتريوت، وهو من طراز باتريوت المتقدم 3 الذي تم تصميمه لاعتراض الصواريخ الباليستية، ولكن هذا قد يستغرق وقتا للدخول في أرض المعركة كونه نظاما معقدا يحتاج إلى تدريب، فبطارية باتريوت واحدة تحتاج إلى ما يصل إلى 90 جنديًا لتشغيلها وصيانتها.
أنظمة أرض - جو من طراز S-300 وهي منظومة تستخدمها أوكرانيا منذ بداية الصراع، كونها من الحقبة السوفيتية، وتم دعمها بمزيد من تلك المنظومة أنظمة مخزنة في دول سوفيتية سابقة أخرى، وبعضها قادم من سلوفاكيا.
منظومة ستارستريك البريطانية أرسلت المملكة المتحدة العديد من تلك الأنظمة، كونها مصممة لإسقاط الطائرات التي تحلق على ارتفاع منخفض من مسافة قصيرة، ولديها القدرة على تجاهل الإجراءات المضادة مثل اللهب والقش الذي تبعثه وتثيره العديد من الطائرات، والقوات الروسية تعتبر بعض العمليات محفوفة بالمخاطر للغاية إذا كانت تدرك أن سلاحا مميتا مثل صواريخ ستارستريك موجود على الأرض.
أنظمة الدفاع الجوي IRIS-T الألمانية أرسلت ألمانيا أيضًا أنظمة دفاع جوي، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي IRIS-T التي يمكنها ضرب الصواريخ المقتربة على ارتفاع يصل إلى 20 كيلومترا. صواريخ (قصيرة - متوسطة - بعيدة المدى) نظام الصواريخ M142 High الأمريكي بعيد المدى نظام الصواريخ M142 High، من قاذفات الصواريخ بعيدة المدى التي أرسلتها الولاياتالمتحدة إلى أوكرانيا.
نظام الصواريخ هيمارس بعيدة المدى أرسلت العديد من الدول الأوروبية أنظمة طويلة المدى، ومن أهمها صواريخ هيمارس المتعددة Himars،، ويعد نظام هيمارس أكثر دقة من الأنظمة الروسية المماثلة.
صواريخ إم 270 البريطاني بعيدة المدى وكذلك أرسلت بريطانيالأوكرانيا أنظمة الصواريخ بعيدة المدى متعددة الإطلاق إم 270، وهو شبيه لقاذفات هيمارس، وتسمح تلك الصواريخ للأوكرانيين بالقدرة على البقاء بعيدا عن نطاق الكثير من أنظمة المدفعية الروسية، وكذلك التصويب بدقة، وكذلك ضرب وتعريض المدفعية الروسية للخطر، والتي تقوم بتدمير مدن أوكرانيا بشكل منهجي.
صاروخ بريمستون قصيرة المدى تم إرسال "المئات" من صواريخ بريمستون البحرية إلى أوكرانيا، حيث يستخدم ضد الدبابات والمدفعية وبعض السفن الصغيرة مثل سفن الإنزال، ويتم إطلاقها عادة من الطائرات، ولكن في أوكرانيا يتم تعديلها ليتم إطلاقها من الشاحنات.
صواريخ "جافلين" المضادة للدبابات قصيرة المدى زود الحلفاء الغربيون الجيش الأوكراني بحوالي 17 ألف صاروخ خفيف يمكن إطلاقه من على الكتف وذاتي التوجيه، والذي بات السلاح المفضل في الحرب البرية، ومن بينها، صواريخ "جافلين" أمريكية الصنع المصممة لاستهداف الدفاعات المضادة للصواريخ في الدبابات الروسية، والتي باتت أسطورية بفعاليتها، وقد انتشرت صور لجنود أوكرانيين حاملين قاذفات صواريخ جافلين على أكتافهم، في كل أنحاء العالم، ما جعل هذا السلاح رمزا للمقاومة.
صاروخ جو - جو من طراز زوني قصير المدى أرسلت واشنطن 4000 صاروخ غير موجه من طراز "زوني" إلى كييف كجزء من حزمة المساعدات الجديدة، وهي يمكن أيضا تركيبها على طائرات هليكوبتر، فهي صواريخ جو - أرض قصيرة المدى.
صواريخ ستينجر قصيرة المدى مضاد للطائرات حصلت أوكرانيا على صواريخ من طراز "ستينجر" المضادة للطائرات، وهي صواريخ محمولة على الكتف تستخدم الأشعة فوق البنفسجية، وزودت واشنطن المقاتلين الأفغان بها في التسعينات ليتمكنوا من إسقاط المروحيات الروسية، وقد استخدمها الأوكرانيون بفاعلية ضد المروحيات الروسية والطائرات الهجومية الأبطأ، والتي تحلق على ارتفاعات منخفضة وذات الأجنحة الثابتة.
صواريخ جراد بي أم-21 وهي قاذفة صواريخ متعددة تثبت على شاحنة، وتم تطوير قاذفة الصواريخ هذه من قبل الاتحاد السوفييتي في الستينات، وهذه القاذفة يمكنها إطلاق النار بسرعة على هدف للعدو على نطاقات أقصر.
صواريخ "هارم" لتدمير أنظمة الدفاع الجوي وهي منظومة يمتلكها الجيش الأمريكي، وتم إرسالها ضمن حزمة مساعدات جديدة، فهي صواريخ تطلق من طائرة وتستخدم في البحث عن أنظمة الدفاع الجوي المجهزة بالرادار وتدميرها. الأسلحة ثقيلة (مدافع – مضاد للدبابات) مدافع الهاوتزر أرسلتها أسترالياوكنداوالولاياتالمتحدة إلى أوكرانيا.
مدفع M777 ويشبه مدى M777 مدفع هاوتزر Giatsint-B الروسي، وهو أطول بكثير من مدفع D-30 المسحوب في روسيا.
مدافع "هاوتزر" الأمريكية كان استخدامها أساسيا في إطار الدعم الغربي لأوكرانيا بالأسلحة الثقيلة لمساعدتها في معارك دونباس وإضعاف القوات الروسية بشكل عام، وهي مدافع قصيرة تستخدم لإطلاق النار على مسارات عالية، ويمكنها إطلاق أربع جولات في الدقيقة
أسلحة مضادة للدبابات تم تزويد أوكرانيا بما لا يقل عن 5000 قطعة من أسلحة Nlaw المحمولة على الكتف، والمصممة لتدمير الدبابات برصاصة واحدة، وهو من الأسلحة المهمة بشكل خاص في وقف تقدم القوات الروسية إلى كييف في الساعات والأيام التي أعقبت الغزو، فهي صواريخ سهلة النقل وسهلة الاستخدام، ويمكن للجندي أن يتدرب على استخدامها في أقل من يوم. المركبات والدبابات سلاح تحرير الأراضي المحتلة دبابات AMX 10-RC الألمانية من أحدث الأسلحة التي تم إرسالها لأوكرانيا بهدف استرجاع الأراضي التي احتلتها روسيا داخل أوكرانيا، لكنها لن تكون كافية، حيث يتطلب الأمر دبابات قتال رئيسية حديثة لإنهاء الحرب بانتصارلأوكرانيا، فهي من دبابات الاستطلاع والمشاة، ومن الإنتاج الغربي لأول مرة، ولا تمثل أحدث ما يمتلكه الغرب في ترسانته، ومع ذلك فهي تتفوق بشكل كبير على النماذج السوفيتية القديمة التي تستخدمها كل من أوكرانياوروسيا.
دبابات سوفيتية وقد تلقتها أوكرانيا من بولندا وجمهورية التشيك، ولكن تم تسليحها بأسلحة بديلة من الدول الحليفة، بما في ذلك دبابات تشالنجر 2 من المملكة المتحدة.
مركبات مدرعة وقد أرسلت بريطانيا ما لا يقل عن 120 عربة مدرعةلأوكرانيا، بما في ذلك مركبات ماستيف المدرعة، والتي تستخدم كدوريات.
عربة ماستيف المدرعة وهي تحظى بشعبية كبيرة بين القوات البريطانية في أفغانستان لأنها توفر مستوى عاليا من الحماية ضد الألغام الأرضية والعبوات الناسفة. طائرات بدون طيار "بيرقدار".. "الفخر" التركي ألحقت طائرات "بيرقدار" الضرر بشدة بالأرتال الروسية في بداية الغزو، واستخدمت لاستهداف السفن الروسية، فهي قادرة على التحليق لمدة تصل إلى 27 ساعة بلا توقف وبسرعة 220 كيلومترا في الساعة، وعلى ارتفاع تشغيلي يتراوح بين 18 و25 ألف قدم، ويمكنها أن تحمل أربع ذخائر ذكية موجهة بالليزر، وقد تم استخدامها لتحديد المواقع الدقيقة للمواقع الروسية لضربات المدفعية الدقيقة.
طائرات بدون طيار(يو أي في) أرسلتها وزارة الدفاع البريطانية وهي فعالة للغاية في إيصال الإمدادات لقوات الخطوط الأمامية، لا سيما تحت تهديد نيران المدفعية الروسية وفي حالات التعرض لخطر التطويق، ومزودة بمئات الذخائر الجوية. معدات وأسلحة نوعية وتشمل المعدات الأخرى التي تم إرسالها لأوكرانيا، قذيفة مدفعية، وذخيرة لتدمير التحصينات، وأطنانا من المتفجرات البلاستيكية، وآلافا من طلقات ذخائر الأسلحة الصغيرة، وآلافا من الخوذة، ومثلها من دروع واقية للجسد، بجانب أجهزة للرؤية الليلية، ومعدات حرب إلكترونية، مع أنظمة تشويش على الرادارت، ومعدات تشويش على أنظمة GPS. وكذلك تم إرسال مثل مجموعات الذخيرة للهجوم المباشر المشترك، والتي تحول الذخائر الجوية غير الموجهة إلى قنابل ذكية، والقنابل ذات القطر الصغيرالتي يتم إطلاقها من الأرض، ومجموعة من القنابل الذكية. التدريب والدعم الاستخباراتي والمعلوماتى ومن أهم ما تقدمه الولاياتالمتحدةالأمريكية، ودول الغرب، هو الدعم الاستخباراتي والمعلوماتي، والذي يعتمد على أحدث الأجهزة من أقمار صناعية متطورة، وغيرها من الأجهزة المتقدمة، وهو السلاح الذي لولاه ما استطاعت أوكرانيا توجيه ضربات موجعة داخل الجيش الروسي. وبالطبع عنصر التدريب للأفراد، من الأمور الهامة والأساسية داخل الحرب، فلولاها لن يستطيع الجيش الأوكراني استخدام جميع الأسلحة المتستحدثة عليه، وهناك قاعدة أمريكية داخل الأراضي الألمانية مخصصة لذلك، حيث يقوم الجيش الأمريكي بتدريب آلاف من الأوكرانيين شهريًا على كيفية استخدام أسلحة معينة.