"عند كتابة تاريخ أزمة المخدرات والمواد الأفيونية المدمرة الطويلة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، فسوف يكون عام 2022، علامة فارقة كصاحب رقم قياسي بضحايا الجرعة الزائدة لتناول تلك المواد" .. هكذا بدأت صحيفة NPR الأمريكية، تقريرها عن الكارثة التي تعيشها تلك الدولة العظمى. تلك الكارثة دفعت الجهات الرسمية، داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية، بالبحث عن حلول، واتخاذ إجراءات لعلاج تلك الكارثة، حيث شملت مراجعة لشركات الأدوية، والبحث عن مصادر تلك المواد ومحاربتها. وصمة العار ..110 ألف أمريكي ماتوا ب "جرعة زائدة" ووفقا لما ذكرته البيانات الواردة من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية داخل الولاياتالمتحدة الأمريكة، فإن موجة الوفيات الناجمة عن الجرعات الزائدة خلال 2022، هي مدفوعة إلى حد كبير بانتشار مخدر الفنتانيل غير المشروع، والتي وصلت ذروتها في شهر مارس. ورصدت تلك البيانات، وما ذكره الباحثون أن هناك 110.236 أمريكي ماتوا في فترة 12 شهرًا بعام 2022، وهو رقم قياسي جديد كارثي، وهو ما دفع الدولة للبحث عن حلول لتلك الكارثة الغير مسبوقة، حيث حفز الانهيار الهائل لوفيات المخدرات سلسلة من الإصلاحات الرئيسية في عام 2022 لطريقة علاج إدمان المخدرات في الولاياتالمتحدة، وهي تغييرات مصممة لتقليل ما وصفته الصحيفة ب"وصمة العار"، وتحسين الوصول إلى الرعاية. الحرب على شركات الأدوية كلفتها 50 مليار دولار وأشارت أصابع الاتهام لانتشار تلك الظاهرة إلى شركات الأدوية الأمريكية، وبالفعل كانت هناك حرب قضائية ضد تلك الشركات، وهو ما دفعها لمحاولة التوصل إلى حلول، وبالفعل وصلت شركات الأدوية الكبرى والموزعين وسلاسل الصيدليات داخل أمريكا، إلى تسويات لدعاوى المواد الأفيونية المرفوعة من قبل حكومات الولايات والحكومات المحلية بلغ مجموعها أكثر من 50 مليار دولار. ويقول الخبراء إن الأموال، التي ستدفع على مدى العقدين المقبلين، ستمول برامج العلاج والخدمات الأخرى التي تمس الحاجة إليها، خاصة في المدن الريفية الفقيرة والأحياء الحضرية. "مش لاقيين الهيرويين" !! .. هذا ما حدث في 2022 والفنتانيل المتهم الأول فيما يلي التطورات الرئيسية في عام 2022 والتي جعلت منه عامًا محوريًا لوباء الجرعة الزائدة، حيث أصبحت عقاقير الشوارع في أمريكا أكثر سمية في عام 2022 مع انتشار مادة الفنتانيل الأفيونية الاصطناعية، حيث أن كثير من الذين يموتون هم من الشباب دون سن الأربعين نتيجة تعاطي تلك المادة. ماركي أوزبورن تعيش في شوارع حي تاكوما بواشنطن كانت مدمنة على المواد الأفيونية لمدة 18 عامًا وتفضل الهيروين، لكنها لا تجد الآن سوى مادة الفنتانيل فهو الآن الوحيد الذي يعرضه تجار المخدرات في الشوارع قائلة : "إنهم يقتلون الناس". وقالت أوزبورن للإذاعة الوطنية العامة (NPR): "أي شخص سيفعل أي شيء من أجل حبوب منع الحمل، إنه أمر مثير للسخرية، إنهم يجردون الناس من إنسانيتهم. إنه ليس شيئًا جيدًا، ولن يذهب أي شيء جيدًا إذا استمر انتشار الفنتانيل". وذكرت ماركي 31 عاما، إنها تستخدم الفنتانيل لأنها المادة الأفيونية المتاحة على نطاق واسع في العديد من أسواق المخدرات في الشوارع في الولاياتالمتحدة. وتقول إنها تجعل المدمنين، بما في ذلك نفسها ، أكثر عرضة للخطر. المخدرات تقلص متوسط الأعمار للأمريكان باستخدام بيانات من عام 2021، أعلنت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أواخر عام 2022، أن متوسط العمر المتوقع في الولاياتالمتحدة قد انخفض إلى أدنى مستوى له منذ عقدين ، ويرجع ذلك جزئيًا إلى تعاطي المخدرات في الشوارع. وقال كينيث كوتشانيك، خبير الإحصاء في مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها: "الوفيات الناجمة عن الجرعات الزائدة آخذة في الازدياد، وغالبية هذه الوفيات هي لصغار السن، ووفيات الشباب تؤثر على متوسط العمر المتوقع بشكل عام أكثر من وفيات كبار السن." الفنتانيل يشعل المعارك السياسية ورغم ما أعلنته إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية في ديسمبر الماضي أنها ضبطت كميات أكبر بكثير من الفنتانيل غير المشروع أكثر من أي وقت مضى في عام 2022، إلا أنها أصحبت قضية ساخنة، وساهمت في إشعال المعارك السياسية، حيث جعل الجمهوريون الفنتانيل جزءًا كبيرًا من رسالتهم الانتخابية النصفية، في محاولة لربط تهريب المخدرات بالهجرة غير الموثقة. ووعد الجمهوريون بتركيز الانتباه على أمن الحدود الجنوبية والتهريب، وتصبح تلك التصريحات مسئولية على الحزب الجمهوري في قدرته لتنفيذ وعوده بمحاربة تلك المادة، وقدرة الحلول سياسية للقضاء على تلك الظاهرة، وأصبح صور المحاقن المستعملة، التي جمعتها الشرطة حيث شوهدت في حاوية داخل شاحنة في واشنطن العاصمة، وبجوارها ضحية نتيجة جرعة زائدة ذات بعد سياسي بأمريكا، وتحاول العديد من المنظمات في العاصمة الأمريكية مكافحة الضرر الذي يسببه الفنتانيل، فهذا المتهم الأول هو مادة أفيونية اصطناعية فائقة القوة ومسببة للإدمان، وكان 95% من الجرعات الزائدة القاتلة من المواد الأفيونية في المدينة مرتبطة بالفنتانيل.