أعلن الجيش السوري الحر، امس الجمعة، أن عناصر تابعة لتنظيم "دولة العراق والشام الإسلامية" اغتالت أحد قادة الكتائب التابعة له في محافظة اللاذقية "غرب". وفي اتصال هاتفي مع مراسل الأناضول، قال الناطق الرسمي باسم القيادة العليا لهيئة أركان الثورة السورية "التي تشمل كتائب من الجيش الحر وكتائب أخرى مقاتلة" العقيد قاسم سعد الدين إن عناصراً من "دولة العراق والشام الإسلامية" اغتالت الخميس عضو القيادة العليا وقائد كتائب "العز بن عبد السلام" التابعة لها محمد كمال حمامي الملقب "أبو بصير" أثناء توجهه لتنفيذ عملية في ريف اللاذقية، دون إعطاء تفاصيل أخرى. وكان زعيم تنظيم القاعدة في العراق أبو بكر البغدادي قال في أبريل الماضي إن "جبهة النصرة في بلاد الشام" التي تنشط بالقتال في سوريا ضد نظام بشار الأسد هي امتداد للتنظيم معلناً تشكيل "دولة العراق والشام الإسلامية" التي تضم الجماعتين، وذلك في رسالة صوتية منسوبة له. ولم تعلق جبهة النصرة وقتها على هذه الرسالة، غير أنه ثارت خلافات بين الجانبين ما استدعى أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة لتوجيه رسالة في وقت لاحق لبيان تنظيم القاعدة في العراق ألغى فيها دمج "الجماعتين" في سوريا والعراق في محاولة منه لإنهاء التوترات المتزايدة بينهما. بدورها استنكرت لجان التنسيق المحلية، أبرز التنسيقيات الإعلامية التابعة للمعارضة، حادثة اعتيال حمامي معتبرة أن تكرار مثل هذه التجاوزات من قبل عناصر "دولة الشام والعراق الإسلامية"، في عدد من المناطق الخارجة عن سيطرة النظام ومحاولة فرض آرائهم وخياراتهم على المواطنين بالقسر والشدة إلى حد بلغ أحيانا درجة القتل العمد يثير تساؤلات حول مبررات وأهداف التنظيم. وفي بيان أصدرته وحصل مراسل الأناضول على نسخة منه أكدت لجان التنسيق أن هذه الانتهاكات لها انعكاسات على مستقبل الثورة وتصب في مصلحة "النظام القاتل" الذي يعمل على نشر الانقسامات والفوضى في المناطق الخارجة عن سيطرته، ويوظفها في تخويف السوريين ودول العالم من الثورة ومآلاتها، والأهم أنها "تمزق العلاقات بين الثوار وحاضنتهم الشعبية التي ستنفض من حولهم وتتحول الى السلبية في حال عدم وضع حد لتلك التجاوزات"، على حد وصفه. وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي فور انتشار خبر اغتيال حمامي تنديداً واسعاً من قبل عدد كبير من الثوار السوريين الذين اتهموا "دولة العراق والشام الإسلامية" بأنها لا تخدم الثورة وإنما تخدم نظام بشار الأسد في تشويه صورة الجيش الحر. ومن جانبه قال المنسق السياسي والإعلامي للجيش السوري الحر لؤي المقداد إنه سيكون هناك اجتماع قريب، لم يحدد موعده، لقيادة أركان الجيش السوري الحر لبحث قيام كتائب دولة الشام والعراق باغتيال "أبو بصير"، وذلك في تصريحات أدلى بها المقداد تعليقاً على اغتيال القائد العسكري التابع له. وكان الجيش الحر اتهم تنظيم "دولة العراق والشام الإسلامية" بقتل الطفل محمد قطاع 15 عاماً الشهر الماضي في حلب وذلك على خلفية إساءته للرسول محمد خاتم الأنبياء، وذلك حسبما أفاد مصدر تابع له في تصريحات سابقة للأناضول.