في لبنان تكون الأجواء مختلفة عن أي بلد آخر، فهناك عادة تسمى سيبانة رمضان أو استبانة رمضان حيث يخرج الناس في آخر يوم عطلة تسبق رمضان في رحلة ترفيهية أخيرة إلى البراري وذلك قبل الاعتكاف والصيام. تتألف المواكب من مجموعة من العربات المصممة خصيصاً لهذه المناسبة وهي عبارة عن مجسمات بأشكال مختلفة بين قلعة بعلبك والمائدة الرمضانية وقبة المسجد إضافة للتراث اللبناني من الملابس والمواقع الأثرية المزينة بالأعلام اللبنانية ورايات يلوح بها الأطفال بزيهم المميز من داخل تلك المجسمات على وقع الأناشيد الرمضانية ويستقبل اللبنانيون تلك المسيرات بالتحية والزغاريد ونثر الأرز من شرفات المنازل.. أما الزينة المنتشرة في شوارع العاصمة فهي مستوحاة من الواقع اللبناني وكذلك تعتمد على الأنوار وكذلك الزينة الرمضانية والأعلام اللبنانية واليافطات المكتوبة بالأحاديث النبوية الشريفة. وتحرص المؤسسات الاجتماعية على جمع التبرعات للفقراء والمحتاجين معتمدة في ذلك على المشاركة بين الأطفال والأيتام والمجتمع من خلال أعمال ثقافية وفنية تأكيداً على مبدأ التواصل بين هؤلاء الأطفال والمجتمع، كما تتسابق الجمعيات الخيرية والأحزاب إلى إقامة موائد لإفطار العامة للأغنياء لجمع التبرعات كذلك تنتشر موائد الإفطار للفقراء وتقام في المساجد وبعض المراكز الخيرية وفي بعض الحدائق مثل حديقة الصنائع الشهيرة ببيروت ويحرص اللبنانيون على التزاور وصلة القرابة التي وصى بها الله عز وجل لتقوية الروابط الاجتماعية بين البشر فهو شهر لتوحيد القلوب فتجد العائلة تجتمع يومياً على مائدة الإفطار والتي نادراً ما يحدث ذلك في الأيام العادية لاختلاف مواعيد العمل كما تكثر العزائم بين العائلات والجيران والأصدقاء ومع اندثار عادة توزيع أطباق الطعام على الناس إلا أنها مازالت موجودة في بعض المدن اللبنانية فتكون مائدة أفقر إنسان عامرة بالأطباق المختلفة من الفتوش والشوربة والتمر مما يدخل البهجة على النفوس ويؤكد قيمة التآخي والتضامن الاجتماعي. وقبل الإفطار ينتشر الأفراد في الشوارع لسماع الأذان ومع انطلاق مدفع الإفطار يسرع الأفراد إلى منازلهم للإفطار، ومائدة رمضان في لبنان بها أصناف مميزة وأول ما يتناوله الصائم عقب سماع المدفع هو التمر اقتداء بسنة الحبيب المصطفى عليه السلام كما توجد مشروبات مفضلة مثل السوس الجلاب والتمر الهندي وعصير البرتقال والليموناضة كما أن من الأصناف المفضلة عند الشعب اللبناني «الشوربة» وبالأخص شوربة العدس المجروش والخضار ثم نأتي إلى الطبق المميز وهو الفتوش الذي يدخل في تركيبة جميع أنواع الخضار ويشارك معظم أفراد العائلة في إعداده وهناك أصناف أخرى مثل الفتة والحمص بالطحينة إضافة إلى أكلات أخرى لا تخلو منها السفرة اللبنانية في رمضان منها الكبسة النية.. وبعد الإفطار يلتزم المسلمون المساجد لأداء صلاة العشاء وصلاة التراويح التي يحرص عليها غالبية المسلمين من نساء ورجال فللتراويح في القلوب مكانة خاصة ويكثر التزاور بين الأقارب والجيران والأصدقاء بعد التراويح وتقام في لبنان العديد من الخيم الرمضانية وهي عادة اقترنت برمضان كما أن المحلات والأسواق تفتح أبوابها في الليل خاصة في النصف الثاني من رمضان. المسحراتي هو أحد الرموز المحببة في نفوس المسلمين الذي يخترق بالمطرق الخيزراني سكون الليل يقرع به طبلته لإيقاظ النائمين لبدء يوم صومهم، ورغم أن المسحراتي قد قل وجوده وتضاءل دوره في هذه الأيام الكريمة إلا أن له سحره ورونقه الخاص الذي يعشقه الناس في الأحياء الشعبية وبصوته الشجي ينشد أبياتاً من الشعر الديني مثل (يا نايم وحد الدايم يا نايم وحد الله) وغيره.