خطبة الجمعة من الجامع الأزهر الدكتور إبراهيم الهدهد يلقي الخطبة ويشرح سورة الحجرات القرآن الكريم وضع عقوبة مشددة لكل من يقترف ذنب الهمز واللمز من لا يعرف الأدب مع الله ورسوله ليس بمسلم صالح القرآن الكريم نظم علاقة الإنسان بربه ثم بنبيه ثم مجتمعه قال الدكتور إبراهيم الهدهد، من علماء الأزهر الشريف، إن المسلم الذي لا يعرف الأدب مع الله ولا رسوله، لا يمكنه أن يكون مسلما صالحا لا في الدنيا ولا الآخرة، ولا يمكن أن يكون مواطنا يستحق المواطنة. وأضاف الهدهد، في خطبة الجمعة من رحاب الجامع الأزهر، أن سورة الحجرات بدأت بضرورة الأدب مع الله ورسوله، ثم نادت بالأدب مع الرسول الكريم ، بعدم رفع الأصوات فوق صوت النبي، ثم بينت السورة النمط والنظام بعلاقة المسلم والمجتمع. واستشهد بقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَىٰ ۚ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (3) إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ).
وأكد أن سورة الحجرات ورد فيها تحريم السخرية من المسلم، كما حرم الله همز المسلم ولمزه، وحرم الله التنابز بالألقاب ، ثم حرم الله الغيبة والنميمة ، ثم حرم الله سوء الظن بالآخر. واستشهد بقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ).
كما استشهد بقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ). أكد الدكتور إبراهيم الهدهد، من علماء الأزهر الشريف، أن سورة الحجرات هي السورة الوحيدة، التي بين الحق فيها أن معيار التفاضل بيد الله وحده، وأن معيار الأفضلية بيد الله وحده، ولم يعط الله هذا المعيار أحدا من خلقه، فقال تعالى (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).
وأوضح، الهدهد، في خطبة الجمعة، من الجامع الأزهر، أن الله جعل التقوى محلها القلب، والقلوب بيد خالقها وحده، لم يعط مفاتيحها أحدا من عباده ولا نبيا مرسلا إلا في بعض المواطن بإذنه وحده. وذكر أن القرآن الكريم، خص النساء في الآية الكريمة (َلا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ) بالرغم من أن القوم يشمل الرجال والنساء، لأن مجتمع النسوة يكثر فيه الهمز واللمز، ولذلك وضع القرآن عقوبة مشددة لكل من قارف هذه الذنوب، لأنها تهدم المجتمعات ولا تؤثر على الشخص الملموز وحده. وتابع: ولذلك قال الله تعالى (وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ) منوها أن الهمز بالإشارة والفعل، والهمز بالقول، منوها أن هذه الجريمة إذا وجدت فيه مجتمع انتشرت بين أصحاب المال لأنهم يكثرون الهمز واللمز، ولذلك قال الله (الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (2) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3) كَلَّا ۖ لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7) إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ). وقال الدكتور إبراهيم الهدهد خطيب الجامع الأزهر ورئيس جامعة الأزهر الأسبق، إن القرآن الكريم أسس لمجتمع مسلم قوي وقويم يقوم على الأخلاق لا يهمز فيه ولا يلمز ولا يحقر إنسان. وأشار الهدهد خلال خطبة الجمعة من رحاب الجامع الأزهر إلى أن القرآن الكريم نظم علاقة الإنسان بربه ثم بنبيه ثم مجتمعه في سورة الحجرات، فكان النهي عن الاستهزاء من كلام الله سبحانه وتعالى ومن كلام نبيه ويرسخ للأدب والنهي عن تقديم الأهواء على كلامهما، موضحا أن من يقولون بكلامهم دون أن يعرفوا الأدب مع كلام ربهم وكلام نبيهم اقترفوا جريمة جاء القرآن ليقرها على صيغة المبالغة جزاء وفاقا لما اقترفوه.
وبين خطيب الجامع الأزهر أن جرائم الهمز واللمز والسخرية هي جرائم وضع لها في الإسلام عقوبة مشددة لمن اقترفها، وقد توعدهم ربهم بالويل فقال جل من قائل: " ويل لكل همزة لمزا".