في رد غير متوقع، أرسلت روسيا، اليوم السبت، خطابًا للأمين العام للأمم المتحدة تبلغه فيها بالانسحاب رسميًا من اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية، وذلك بدءًا من اليوم ولأجل غير مسمى. وحسب وكالة "رويترز" للأنباء، قررت روسيا، تعليق مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية الذي ترعاه الأممالمتحدة، مُرجعة السبب إلى استهداف الاسطول الروسي في البحر الأوسط بشبه جزيرة القرم، حيث تم صد هجمات لطائرات مسيرة، أسفرت عن أضرار طفيفة لحقت بكاسحة ألغام روسية. وحسب "روسيا اليوم"، قالت وزارة الدفاع الروسية إن موسكو علقت المشاركة في اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية. تهديد للأمن الغذائي وعلق وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، على قرار التعليق، مؤكدًا أن موسكو تهدد الأمن الغذائي العالمي وتنشر الجوع. وأوضح كوليبا في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر"، أن روسيا تسعى لإغلاق ممرات الحبوب بذريعة كاذبة، داعيًا المجتمع الدولي للضغط على موسكو للعودة إلى اتفاق صادرات الحبوب. وأشار إلى أن أوكرانيا حذرت في السابق من عدم التزام موسكو باتفاق الحبوب، وإفساد مبادرة حبوب البحر الأسود. وعقب ذلك، قال بيان لوزارة الخارجية الروسية إن موسكو لا يمكنها ضمان سلامة سفن الشحن المدنية المشاركة في مبادرة البحر الأسود، لذا يجب تعليق الأمر اعتبارًا من اليوم إلى أجل غير مسمى. وأوضحت أن هذه الخطوة جاءت بسبب أعمال القوات المسلحة الأوكرانية التي يقودها متخصصون بريطانيون، وأن هذه الإجراءات كانت موجهة ضد السفن الروسية التي كفلت عمل الممر الإنساني المذكور. ردود فعل دولية وذكر متحدث باسم الأممالمتحدة، أن المنظمة علمت بتقارير عن تعليق روسيا مشاركتها في اتفاق الحبوب الأوكرانية، لافتا إلى التواصل مع السلطات الروسية في هذا الشأن. وأكدت الأممالمتحدة أن اتفاق الحبوب له تأثير إيجابي واضح على حصول الملايين في العالم على الغذاء، موضحة أنه من الضروري أن يمتنع الجميع عن أي إجراءات قد تهدد اتفاق الحبوب. من جانبه، كشف مصدر في اسطنبول، كشف أن الجانب التركي لم يتلق حتى الآن إخطارًا بتعليق مشاركة روسيا في "صفقة الحبوب"، الأمر الذي يدعو للأسف. وبعد ذلك، أعلن مصدر دبلوماسي في أنقرة أن تركيا بالتنسيق مع الأممالمتحدة بدأت اتصالات مع روسيا بعد قرار موسكو تعليق مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب. وحسب "روسيا اليوم"، قال المصدر: "بدأنا الاتصالات بالتنسيق مع الأممالمتحدة". وردًا على سؤال حول ما إذا كانت المفاوضات مع روسيا يمكن أن تؤدي إلى نتيجة إيجابية، أشار المصدر إلى أنه "من الصعب الحديث عن أي شيء الآن". ومنذ أن وقعت روسياوأوكرانيا على مبادرة حبوب البحر الأسود المدعومة من الأممالمتحدة، صدرت أوكرانيا ملايين الأطنان من الذرة والقمح ودوار الشمس والشعير وبذور اللفت والصويا.